أكدت مصادر مطلعة لـ"الترا فلسطين"، يوم الثلاثاء، أن وسطاء اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة يجرون منذ يومين مفاوضات غير مباشرة بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، تهدف إلى تأمين انسحاب وخروج عددٍ من المقاتلين التابعين للحركة والمتواجدين خلف "الخط الأصفر" في مناطق مختلفة من قطاع غزة.
مصادر "الترا فلسطين": الاحتلال يشترط خروج المقاتلين بعد تسليم أسلحتهم، وهو ما ترفضه الفصائل لأنه يشكّل خطرًا مباشرًا على حياتهم
ويُعدُّ "الخط الأصفر" الفاصل المؤقت الذي تمَّ التوافقُ عليه ضمن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي دخل حيز التنفيذ في العاشر من الشهر الماضي، ويحدد منطقة انسحاب جيش الاحتلال داخل قطاع غزة.
وأوضحت المصادر أن الجهود تُبذل لضمان خروج هؤلاء المقاتلين برعاية اللجنة الدولية للصليب الأحمر دون المساس بهم، مشيرةً إلى أن عددهم في مختلف مناطق القطاع يزيد على 200 مقاتل، وليسوا فقط داخل رفح كما يروّج الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت المصادر أن الاحتلال يشترط خروج المقاتلين بعد تسليم أسلحتهم، وهو ما ترفضه الفصائل؛ لأنه يشكّل خطرًا مباشرًا على حياتهم. وأضافت أن الاحتلال لا يمتلك أي معلومات دقيقة حول المقاتلين المتواجدين في رفح وغيرها من المناطق، في ظل ظروف أمنية حساسة تفرضها طبيعة الاتصالات بين الوحدات القتالية والقيادة الميدانية.
اقرأ/ي: خاص | الترا فلسطين يحصل على نصّ وثيقة الخطوات التنفيذية لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة
توني بلير.. سيرة إداري للإيجار
إيتمار بن غفير يهاجم الجيش الإسرائيلي: "لماذا لا تطلقون النار على الطفل الذي يعبر الخط الأصفر؟"
وكانت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية قد نشرت مساءَ الإثنين أن "الجيش الإسرائيلي بدأ في ضخ إسمنت داخل نفقٍ بمدينة رفح محاصرٍ فيه نحو 150 من مقاتلي حماس". لكن أحد مصادر "الترا فلسطين" ردّ قائلًا: "من المستحيل وجود 150 أو 200 مقاتل داخل نفقٍ واحد؛ لأن شبكات الأنفاق واسعة ومتشعبة وتمتد لمسافات طويلة تربط بين مناطق متعددة، ما يجعل من الصعب على جيش الاحتلال تحديد مواقع المقاتلين أو تحرّكاتهم".
ووفق المصادر ذاتها، فإن "الحديث الإسرائيلي عن استهداف جماعي للمقاتلين داخل الأنفاق في رفح يحمل قدرًا كبيرًا من المبالغة، إذ إن عمليات النسف والتفجير متواصلة منذ أسابيع دون أن يملك الاحتلال معلومات ميدانية مؤكدة حول أماكن تواجد عناصر المقاومة".
وأوضحت مصادر "الترا فلسطين"، أن تهديدات الاحتلال الأخيرة بضخّ الإسمنت داخل الأنفاق لا تشكّل خطرًا فعليًا على بنيتها أو على من بداخلها، لكون معظمها يضم فتحاتٍ متعددةً وممراتٍ فرعيةً، وقد سبق أن فشلت محاولات الاحتلال السابقة لضخ المياه لإغراقها.
وتتكوّن منظومةُ الأنفاق، بحسب أحد مصادر "الترا فلسطين"، من أنفاقٍ رئيسيةٍ وفرعيةٍ، وأخرى دفاعيةٍ وهجوميةٍ واستراتيجيةٍ، إضافةً إلى أنفاقٍ مخصّصةٍ للاتصال والقيادة والسيطرة، وهي بنيةٌ معقّدةٌ ومتدرجةٌ تجعل التعامل معها عسكريًا أمرًا بالغ الصعوبة بالنسبة للاحتلال.
وتأتي هذه الوساطة في حين تتّهم إسرائيل، حركةَ حماس بالمسؤولية عن عمليتي إطلاق نار استهدفتا جنود جيش الاحتلال. وقد وقعت العملية الأولى في مدينة رفح في التاسع عشر من الشهر الماضي، وأُعلن فيها عن مقتل جنديٍ إسرائيلي، وقد أعلنت حماس حينها أن الاتصال مقطوع مع مجموعات كثيرة من كتائب القسام، منذ نهاية آذار/مارس الماضي، عقب استئناف الاحتلال عدوانه على القطاع بعد الهدنة الأولى.
أوضحت مصادر "الترا فلسطين" أن تهديدات الاحتلال الأخيرة بضخّ الإسمنت داخل الأنفاق لا تشكّل خطرًا فعليًا على بنيتها أو على من بداخلها، لكون معظمها يضم فتحاتٍ متعددةً وممراتٍ فرعيةً
أما عملية إطلاق النار الثانية فوقعت في الثامن والعشرين من الشهر الماضي أيضًا، وقتل فيها جنديٌ إسرائيلي. وزعمت إسرائيل حينها أنها أبلغت الوسطاء برصد تحرّكاتٍ لعناصر حماس داخل بعض الأنفاق، فيما أعلنت حماس أن لا علاقة لها بالحادثة.
يذكر أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، صرّح، الثلاثاء، أنه مستعدٌّ لمناقشة خروج مقاتلي حماس من رفح في حال الإفراج عن جثة الجندي القتيل هدار غولدن. بينما قال وزيرُ المالية بتسلئيل سموتريتش إنه لن يقبل بخروج أي "إرهابي" من رفح دون استعادة جثث الأسرى.
وفي يوم أمس، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، عن "دراسة" رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، صفقة تسمح بمرور عناصر القسام من خلف الخط الأصفر، ولكن بعد تهديدات داخل الائتلاف الحكومي، صرح مصدر سياسي باسم مكتب نتنياهو بأن "هذا لن يحدث". مضيفًا: "نتنياهو لم يُفكّر في السماح للإرهابيين بالعبور، وهو يُصرّ على تطبيق الاتفاق"، كما نفى الحديث عن أي وجود صفقة مع حماس لإخراج عناصرها مقابل زيادة في أعداد الجثث التي ستسلم.