بيسان

الجبهة الديمقراطية لـ"الترا فلسطين": مصر عرضت على الفصائل خطّة من 5 بنود وهذه تفاصيلها

المصدر تقارير
الجبهة الديمقراطية لـ"الترا فلسطين": مصر عرضت على الفصائل خطّة من 5 بنود وهذه تفاصيلها
الترا فلسطين

الترا فلسطين

فريق التحرير

كشف عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية ومسؤول دائرة العلاقات الخارجية فيها، فتحي كليب، خلال حديث مع "الترا فلسطين"، عن تفاصيل موسّعة تتعلق بمداولات اللقاء الفصائلي الذي عُقد أمس الجمعة في العاصمة المصرية القاهرة، بمشاركة ثمانية فصائل فلسطينية، وسط غياب لافت لحركة "فتح"، وذلك في إطار اجتماعات مكثفة بحثت سبل توحيد الموقف الفلسطيني في المرحلة المقبلة، قبيل انطلاق المرحلة الثانية من مفاوضات اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وضمّ اللقاء عدة فصائل: حماس، والجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية، والجبهة الديمقراطية، والجبهة الشعبية - القيادة العامة، ولجان المقاومة الشعبية، والمبادرة الوطنية، وتيار الإصلاح الديمقراطي (تيار دحلان). 

عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية فتحي كليب لـ"الترا فلسطين": أبرز ما يواجه المرحلة القادمة فلسطينيًا، هي "آليات تنفيذ الاتفاق" لأن ما تم الاتفاق عليه ورقيًا جيّد، لكن التحدي مرتبط بضمان بقاء الناس في غزة، وضمان عدم فصل الضفة الغربية عن القطاع

وبحسب كليب، عقدت هذه الفصائل سلسلة اجتماعات ثنائية، شملت لقاءات بين كل فصيل على حدة مع جهاز المخابرات المصرية، وأخرى داخلية بين الفصائل نفسها، قبل أن يُختتم بلقاء فلسطيني عام جمع جميع القوى المشاركة. وبرز خلال تلك الاجتماعات حرص واضح من مختلف الأطراف على أن تصدر المخرجات بتوافق وطني شامل يعبر عن وحدة الموقف الفلسطيني في هذه المرحلة الدقيقة.

ولفت كليب، الذي شارك في اجتماعات القاهرة، إلى أن الفصائل بحثت بشكل معمق تفاصيل الخطة الأميركية المتعلقة بالمرحلة الثانية من اتفاق وقف الحرب في غزة، موضحًا أن هذه الخطة تتضمن بنودًا معقّدة ومتشابكة ليس من السهل تجاوزها جميعًا بما يخدم المصلحة الفلسطينية. وأوضح أن الاجتماعات جاءت تحديدًا لمناقشة خمس نقاط أساسية تضمنتها الخطة المصرية المقترحة لتنفيذ هذه المرحلة، ومحاولة بلورة موقف فلسطيني موحّد إزاءها.

ويذكر كليب لـ"الترا فلسطين"، تفاصيل الخطة، قائلًا إنها تشمل في مقدمة البنود "تثبيت وقف إطلاق النار بشكل دائم، بما يمنع إسرائيل من إيجاد أي ذرائع يمكن أن تستخدمها لاستئناف العدوان على القطاع"، ويلي ذلك "التركيز على مواصلة جهود الإغاثة الإنسانية وتلبية احتياجات السكان، من توفير المأوى والغذاء والدواء وسائر المستلزمات الضرورية للحياة اليومية، في ظل الكارثة الإنسانية التي خلّفها العدوان".

كما تنص الخطة في نقطة ثالثة على "ضرورة تهيئة الأجواء الآمنة لعمل اللجنة الإدارية المؤقتة التي ستتولى إدارة شؤون القطاع، بحيث تضم شخصيات مهنية من أبناء غزة تتمتع بالكفاءة والنزاهة، وقد جرى تقديم قائمة تضم أربعين اسمًا اختار المصريون منها ثمانية أشخاص مشهودًا لهم بالوطنية ونظافة اليد والكفاءة"، وفق ما ورد.

ويتناول البند الرابع ملف القوات الدولية، وهو من أكثر الملفات حساسية، إذ تقضي الخطة بانتشار هذه القوات على حدود قطاع غزة فقط، لمراقبة تنفيذ بنود الاتفاق ميدانيًا دون أي وجود أو صلاحيات داخل مدن القطاع، في محاولة لتجنّب أي مساس بالسيادة الفلسطينية الداخلية. أما البند الخامس فيرتبط بتأسيس "مجلس السلام العالمي"، وهو إطار دولي مقترح بالمرحلة الثانية من الاتفاق يتولى حشد التمويل والمساعدات من الدول والمؤسسات المانحة، بما يضمن تمكين اللجنة الإدارية من أداء مهامها وتحريك عجلة الحياة في القطاع خلال المرحلة المقبلة.

غير أن "الشياطين تكمن في التفاصيل"، بحسب كليب. وتابع: "أي تطبيق يحتاج إلى قبول الوسطاء جميعًا، خصوصًا الأميركيين. المصريون سيتواصلون مع واشنطن ليؤكدوا أن الفصائل الفلسطينية جادة وتملك الإرادة للمضي في تنفيذ الاتفاق، وأن الطرف الذي يعرقل هو إسرائيل. ومصر متحمسة جدًا لإنجاح الاتفاق".

وقال كليب لـ"الترا فلسطين"، إن الفصائل أكدت دعمها الكامل للخطة والجهود المصرية، وأبدت استعدادها لبذل أقصى الجهود لتنفيذها على الأرض، مبينًا أن مصر أكدت سعيها لتوحيد الصف الفلسطيني بحيث تعمل على عقد لقاء وطني شامل في وقت قريب يضم جميع الفصائل بما فيها حركة فتح التي لم تشارك في اللقاء الوطني العام، والتقت مع المصريين وحماس كل على حدة.

وأوضح كليب أن المصريين أبلغوهم عن مخرجات لقائهم مع وفد حركة فتح (الذي يمثّله نائب الرئيس محمود عباس وعضو اللجنة المركزية حسين الشيخ، إلى جانب رئيس جهاز المخابرات ماجد فرج) بأنه كان إيجابيًا، وكذلك أبلغت حماس الفصائل أنها التقت مع وفد حركة فتح وقالت إنه لقاء يمكن البناء عليه لتحقيق اختراقات في المرحلة القادمة. وأضاف كليب: "نحن نراهن على عامل الوقت، ليقتنع جميع الأطراف ذات العلاقة في الفصائل بالجلوس إلى حوار وطني شامل، لأنه لا خيار أمامنا سوى ذلك".

وعن سؤال "الترا فلسطين" حول ملف نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، إن كان مطروحًا على الطاولة، أجاب كليب: "موضوع سلاح المقاومة لم يُطرح للنقاش بعد؛ لأن وقته لم يحن. حتى الأميركيين لا يتحدثون الآن عن نزع السلاح في المفاوضات، وكذلك المصريون. ومن يذكر موضوع السلاح من أطراف الوساطة، يطرحه بصيغة مختلفة عن الآخر".

واعتبر كليب أن أبرز ما يواجه المرحلة القادمة فلسطينيًا، هي "آليات تنفيذ الاتفاق" لأن ما تم الاتفاق عليه ورقيًا جيّد، لكن التحدي مرتبط بضمان بقاء الناس في غزة، وضمان عدم فصل الضفة الغربية عن القطاع عبر تحقيق ترابط إداري، وذلك يستلزم وجود موقف فلسطيني موحّد.

وحول مطلب الجبهة الديمقراطية المتكرّر منذ عامين، بتشكيل وفد فلسطيني موحّد للمفاوضات، وإن كانت الجبهة قد عرضته على حماس ورفضته، أوضح كليب لـ"الترا فلسطين": "بصراحة، حماس ليس لديها مشكلة في هذه المسألة، لأنها تبحث عن أي إطار وطني لتغطية المرحلة القادمة من المفاوضات، وهي اليوم ليست كما كانت قبل الحرب، بينما يبدو أن لدى فتح قراءة مختلفة". وتابع: "الوفد الموحد لا يمكن أن يكون خارج إطار منظمة التحرير الفلسطينية، ولا يمكن أن يستثني حركة حماس والفصائل الأخرى".

وعن الواجب على حركة فتح فعله لاحقًا، أجاب كليب: "مطلوب منهم اليوم القيام بخطوة ومبادرة إلى الأمام، لأن العديد من القضايا المعلقة تحتاج إلى موافقتها، وهو ما قد يختصر الوقت والمعاناة على الجميع.. وقد أكدنا في أكثر من بيان أنه لا يراهن أحد على أي طرف خارجي، وخاصة الرهان على الأميركيين، لأنه رهان خاسر، ولأن أميركا لا يهمها سوى مصلحة إسرائيل وهذا يجب أن تدركه فتح وجميع الفصائل".