قالت مصادر مطّلعة على مجريات مفاوضات شرم الشيخ لـ"الترا فلسطين"، إن حركة حماس سلّمت الوسطاء اليوم الأربعاء، قائمة تضم أسماء الأسرى الذين تطالب بالإفراج عنهم في إطار صفقة التبادل، مشيرةً إلى أنه من المقرر أن يقدّم وفد الاحتلال الإسرائيلي قائمة أخرى خلال الساعات المقبلة.
مصادر لـ"الترا فلسطين": لا يزال ملف انسحاب جيش الاحتلال من مناطق انتشاره داخل قطاع غزة يشكّل العائق الأكبر أمام تقدم المفاوضات، في ظل تعنت الوفد الإسرائيلي
وأوضحت المصادر أن مرحلة تبادل القوائم تمهّد لانطلاق التفاوض الفعلي حول الأسماء، حيث يسعى وفد الاحتلال إلى وضع "فيتو" على عدد من الأسرى، فيما تتمسّك حماس بمعايير محددة وواضحة لعمليات الإفراج عن الأسرى، أبرزها أقدمية الأسير في السجون، وكبار السن، والحالات المرضية.
وأضافت مصادر "الترا فلسطين"، أن المشاورات المكثفة التي جرت خلال الساعات الماضية أدّت إلى تقليص عدد الأسماء الذين يضع الاحتلال عليهم "فيتو".
في المقابل، لا يزال ملف انسحاب جيش الاحتلال من مناطق انتشاره داخل قطاع غزة يشكّل العائق الأكبر أمام تقدم المفاوضات، في ظل تعنت الوفد الإسرائيلي، وفق المصادر.
ومن المقرر أن ينضمّ خلال الساعات القادمة وفدان من حركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى الوفد التفاوضي، وذلك بدعوة من حركة حماس. وبعد نشر "الترا فلسطين"، قالت حركة الجهاد الإسلامي، في بيان مقتضب، إن وفدًا قياديًا منها يصل إلى شرم الشيخ للمشاركة في المفاوضات غير المباشرة الجارية حول وقف العدوان وانسحاب جيش الاحتلال والتوصل إلى صفقة تبادل للأسرى وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.
ووفق معلومات "الترا فلسطين"، سيشارك عن الجبهة الشعبية نائب الأمين العام جميل مزهر، فيما سيمثل الجهاد الإسلامي الأمين العام زياد النخالة أو نائبه محمد الهندي.
في سياق متصل، أعلن المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، مساء الثلاثاء، أن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، سيتوجه الأربعاء، إلى مدينة شرم الشيخ في مصر، للانضمام إلى المفاوضات الجارية بشأن غزة بين حركة حماس وإسرائيل.
كما وصل مبعوث الرئيس الأميركي ترامب، ستيف ويتكوف، إلى جانب وجاريد كوشنر إلى شرم الشيخ صباح الأربعاء للانضمام إلى المفاوضات.
في يوم أمس، قالت ترامب، خلال لقاء مع عائلات الأسرى الإسرائيليين، إن الساعات الثماني والأربعين المقبلة ستكون حاسمة في الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق.
وإلى جانب ما سبق، سينضم رئيس جهاز المخابرات التركية إبراهيم قالن للمفاوضات، التي يشارك فيها رئيس جهاز المخابرات المصرية حسن محمود رشاد أيضًا، بالإضافة إلى رئيس الوفد الإسرائيلي التفاوضي رون ديرمر.
وفي يوم أمس، أعرب مسؤولون أميركيون كبار لـ"أكسيوس"، عن تفاؤل حذر بشأن فرص التوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع، وأكدوا أن كوشنر وويتكوف لن يغادرا مصر دون اتفاق على إطلاق سراح الأسرى وإنهاء الحرب. قال مسؤول أميركي كبير: "كان الضغط العسكري حاسمًا لجعل حماس أكثر براغماتية. لكن الآن يجب على نتنياهو أن يفهم أن الوقت قد حان للتوصل إلى اتفاق".
في سياق متصل، الرئيس التركي أردوغان، إن "إلقاء عبء تحقيق السلام بأكمله على عاتق حماس والفلسطينيين ليس عادلًا ولا صحيحًا ولا واقعيًا"، مضيفًا: "حماس ردت بشكل إيجابي للغاية على خطة ترامب وأظهرت بوضوح إرادتها لتحقيق السلام".
وتابع الرئيس التركي، قائلًا "نبذل جهودًا مكثفة على جميع الأصعدة من مساعدات إنسانية واتصالات دبلوماسية ووقف التجارة مع إسرائيل والاعتراف بدولة فلسطين"، موضحًا أن "على إسرائيل وقف هجماتها فورا إذا كانت تريد السلام حقًا".
وأكد أردوغان أن "وقف إطلاق النار والسلام العادل هما الخياران الأكثر منطقية لإسرائيل وحماس وأن المحادثات في شرم الشيخ بالغة الأهمية ويأمل تلقي أخبار سارة".
وفي سياق متصل، قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، إن "المقاومة أبدت استعدادها للتفاوض على قاعدة أن هناك بنودًا يمكن التعاطي معها إيجابيًا وأولها بند تبادل الأسرى". مضيفًا، أن "بند تبادل الأسرى يمكن إنجازه بالأيام القليلة المقبلة وبذلك نكون قد سحبنا فتيل التفجير ومبررات العدو بالعدوان".
وتابع النخالة في كلمة له اليوم الأربعاء، "خطة ترامب تحمل في طياتها إعلان الشعب الفلسطيني الاستسلام الكامل للعدو". وأضاف: "إذا أصر العدو على أن يحقق بالمفاوضات ما لم يستطع تحقيقه بالحرب فعلينا أن نصمد". لافتًا إلى أن "العدو وحلفاءه يهددونا باستمرار القتل والتدمير إذا لم نستسلم... فهل لم يفعلوا ذلك؟ لقد فعلوا ذلك وأكثر".