علمَ موقع "الترا فلسطين" أنّ دفعةً من السفراء قد رُشِّحوا لتعيينهم في عدد من الدول العربية والأجنبية، وجميعهم من العاملين في وزارة الخارجية الفلسطينية، باستثناء تعيينَين سياسيَّين: للوكيل المساعد لشؤون الصحة العامة، كمال الشخرة، ولعضوة المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي، سيلفيا أبو لبن؛ وكلاهما من خارج السلك الدبلوماسي.
وبحسب المعلومات التي وصلت "الترا فلسطين"، فقد تمّ نقل السفير أحمد الرويضي من العراق إلى سلطنة عُمان، وذلك بعد أن رفضت السلطنة ترشيحًا وصلها قبل شهرٍ لاستقبال السفير الفلسطيني السابق في لبنان أشرف دبور سفيرًا فيها.
وفق مصدر "الترا فلسطين"، تبقى هذه الترشيحات غير مؤكّدة نهائيًا، إذ يتطلّب الأمر ردًّا من الدول على الترشيحات واعتمادها من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس رسميًا
ومن الجدير بالذكر أنّ السفير محمد الأسعد قدّم، اليوم الأربعاء، نسخةً من أوراق اعتماده لوزير الخارجية والمغتربين اللبناني يوسف رجي، وكان قد وصل إلى مقرّ السفارة قبل نحو أسبوع لتسلّم منصبه بدلًا من السفير السابق دبور الذي تمّ إعفاؤه من الخدمة بشكلٍ مفاجئ، ضمن التغييرات الواسعة السياسية والأمنية والدبلوماسية التي أجراها الرئيس الفلسطيني محمود عباس على الكوادر الفلسطينية الرسمية العاملة في لبنان.
ووفق مصادر إعلامية لبنانية، فإن الساحة اللبنانية، تشهد توترًا على خلفية إعلان عباس تسليم السلاح الفلسطيني في لبنان للدولة، وهو ما ترفضه تيارات من الحركة، إذ تشير التقديرات إلى أن عباس لم ينسق إعلانه داخليًا قبل إبلاغ القيادة اللبنانية فيه، وهو ملف متعثر حتى الآن، ولم يطبق إلّا بشكلٍ محدود، بينما تتحدث وسائل إعلام لبنانية، عن وصول لجنة تحقيق من رام الله إلى بيروت بهدف متابعة "ملفات فساد" في الساحة اللبنانية.
ويُذكر أنّ محمد الأسعد من مواليد عام 1958، أي إنّه يبلغ من العمر 67 عامًا، وبذلك يكون قد تجاوز سنّ التقاعد بعامين وفقًا للقانون. وعمل سابقًا ممثلًا لحركة فتح في الاتحاد السوفيتي ثم في روسيا، التي عمل في سفارتها أيضًا، ولاحقًا عُين سفيرًا لدى أوكرانيا، ووصل إلى السفارة الفلسطينية من بيروت بعدما كان سفيرًا في موريتانيا. وبحسب الإعلان الرسمي، فقد أكد الأسعد على موقف "عباس الثابث للرئيس اللبناني عون، بالتزام فلسطين بدعم استقرار لبنان وبسط سيادته على كامل أراضيه".
وبحسب المعلومات، تمّ ترشيح السفيرة المقيمة سمر عبد الرحمن عوض الله سفيرةً في العراق، إذ يشغل المنصب حاليًا أحمد الرويضي، وذلك منذ أيلول/سبتمبر 2023، وكان قد عمل سابقًا مستشارًا في الرئاسة الفلسطينية لشؤون القدس، وسينقل إلى سلطنة عُمان، كما أكدت المصادر. كما رشح ثائر أبو بكر سفيرًا في المغرب، إذ يعمل الآن سفيرًا في غينيا وسيراليون.
وبحسب مصادر "الترا فلسطين" أيضًا، سيجري نقل السفير جواد عواد من قيرغيزستان إلى الصين. وعواد وزيرُ الصحة الأسبق ونقيب الأطباء سابقًا، ودرس الطب في أوكرانيا، وأصبح سفيرًا منذ عام 2022، وهو مقرّب من الرئاسة الفلسطينية؛ إذ تمّ تعيينه سفيرًا مفوّضًا فوق العادة لدولة فلسطين لدى جمهورية أوزبكستان، وبعد عامٍ نُقل سفيرًا غير مقيمٍ لدولة فلسطين لدى قيرغيزستان. ويبلغ من العمر 63 عامًا، أي تبقّى له عامان ليصل إلى سنّ التقاعد وفق قانون السلك الدبلوماسي.
وتابعت المصادر، مشيرةً إلى أنه تمّ ترشيح شريف ملوّح، رئيس وحدة المراسم ومستشارًا أوّل في وزارة الخارجية، سفيرًا في أنغولا، وهو نجل عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والذي شغل أيضًا منصب نائب الأمين العام للجبهة، الراحل عبد الرحيم ملوّح.
ووفق مصدر "الترا فلسطين"، تبقى هذه الترشيحات غير مؤكّدة نهائيًا، إذ يتطلّب الأمر ردًّا من الدول على الترشيحات واعتمادها من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس رسميًا.
وجميع مَن ذُكروا أعلاه من العاملين في السلك الدبلوماسي ووزارة الخارجية الفلسطينية، أمّا الترشيحات السياسية فجاءت عبر ترشيح كمال الشخرة، الوكيل المساعد لشؤون الصحة العامة وصحّة الأسرة في وزارة الصحة، وهو خرّيج أوكرانيا، سفيرًا إلى بيلاروسيا، وهو معروف بقربه من الرئاسة ومن نائب رئيس منظمة التحرير حسين الشيخ.
ومن الترشيحات السياسية أيضًا، ترشيح سيلفيا أبو لبن، عضوة المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي، سفيرةً إلى البوسنة (يشغل المنصب حاليًا رزق نمورة، منذ 11 عامًا)، وذلك من قِبل أمين عام الجبهة أحمد مجدلاني.
وتولّى حسين الشيخ رئاسة لجنة السفارات منذ حوالي عام على نحوٍ مفاجئ؛ إذ درجت العادة أن تكون اللجنة برئاسة وزير الخارجية وعضوية وزارة المالية والصندوق القومي، غير أنّها باتت منذ العام الماضي برئاسة الشيخ وعضوية الأطراف المذكورة أعلاه. وترى مصادر دبلوماسية لـ"الترا فلسطين"، أنّ سيطرة الشيخ على لجنة السفارات تأتي ضمن تنافسٍ غير معلَن بينه وبين رئيس جهاز المخابرات ماجد فرج على النفوذ في ملفّ السفارات والسفراء.
وفي مطلع العام الجاري، أكّد مصدر دبلوماسيّ لـ"الترا فلسطين"، أنّ رئيس السلطة الفلسطينيّة وعد الأوروبيين بأنّه سيقوم بإصلاحات هادئة في السلك الدبلوماسيّ. وحينها، تابع المصدر، قائلًا: "القيادة الفلسطينيّة أخبرت المسؤولين في الاتّحاد الأوروبّيّ، أنّه سيصار إلى إحالة السفراء الّذين وصلت أعمارهم إلى 65 عامًا إلى التقاعد، وعددهم نحو 25 سفيرًا وتعيين سفراء جدّد مكانهم، إلى جانب القيام بتغييرات جذريّة في السلك الدبلوماسيّ".