بيسان

خاص | المجاعة في مستشفى الشفاء: 800 حالة سوء تغذية و13 حالة مهددة بالوفاة

المصدر تقارير
خاص | المجاعة في مستشفى الشفاء: 800 حالة سوء تغذية و13 حالة مهددة بالوفاة
عبد الكريم السموني

عبد الكريم السموني

صحفي من قطاع غزة

كشف محمد كحيل، رئيس قسم التغذية في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، لـ"الترا فلسطين"، عن تسجيل ما يزيد على 800 حالة سوء تغذية في أقسام المستشفى المختلفة، تشمل الجراحة والعناية المركزة والباطنة والولادة والحضانة.

وأكد كحيل في حديثه لـ"الترا فلسطين"، أن هذه الأعداد في ازدياد مع استمرار الحرب وحالة المجاعة التي يشهدها قطاع غزة.

محمد كحيل، رئيس قسم التغذية في مجمع الشفاء الطبي لـ"الترا فلسطين": الأطفال هم الأكثر تضررًا من الأزمة، حيث تم تسجيل أكثر من 110 أطفال يعانون من سوء التغذية داخل مجمع الشفاء، كثير منهم يعاني من الهزال الحاد ونقص العناصر الأساسية

وأوضح كحيل أن نحو ثلث الحالات مصنفة خطيرة، بينها 13 حالة مهددة بالوفاة المباشرة نتيجة نفاد التغذية الوريدية والأنبوبية تمامًا، وغياب أي بدائل متوفرة للمرضى الذين خضعوا لعمليات جراحية معقدة.

وأشار إلى أن نفاد البروتينات المركزة والدهون الطبية والجلوكوز عالي التركيز والفيتامينات الوريدية يضاعف من خطورة هذه الحالات.

وبيّن محمد كحيل لـ"الترا فلسطين"، أن المستشفى يفتقر تمامًا إلى البدائل الغذائية العلاجية التي كانت تُستخدم سابقًا لتغذية المرضى في العناية المركزة وأقسام الجراحة.

وأضاف أن الأهالي يضطرون لإعداد وجبات منزلية مطحونة لإطعام المرضى عبر الأنابيب، وهو ما يعرّضهم للتلوث وانتقال الجراثيم بسبب غياب التعقيم، مما يؤدي إلى التهابات خطيرة وتأخير التئام الجروح والتماثل للشفاء.

وأوضح كحيل أن المستشفى يواجه أيضًا غيابًا تامًا للبرامج الغذائية الأساسية التي يحتاجها المريض خلال فترة علاجه، حيث لم يعد متوفرًا أي من مجموعة البروتينات الحيوانية مثل اللحوم، الأسماك، الأجبان، البيض، إضافة إلى الخضار والفواكه الطازجة، وهي عناصر أساسية لتقوية المناعة وتسريع التعافي.

وأشار إلى أن ما يتوفر غالبًا في الأسواق ويحضره الأهالي يقتصر على البقوليات وبعض المعلبات مثل التونة، وهي غير كافية ولا تغطي الاحتياجات الغذائية لمرضى الحالات الجراحية والباطنية.

وأكد كحيل أن الأطفال هم الأكثر تضررًا من الأزمة، حيث تم تسجيل أكثر من 110 أطفال يعانون من سوء التغذية داخل مجمع الشفاء، كثير منهم يعاني من الهزال الحاد ونقص العناصر الأساسية.

وأضاف أن نحو ثلث المواليد الجدد يولدون بأوزان أقل من 2.5 كيلوغرام، مقارنة بنسبة 2% فقط قبل الحرب، ما يجعلهم عرضة لمضاعفات خطيرة تتطلب الحضانة والتغذية الخاصة، في وقت يشهد فيه المستشفى نقصًا حادًا في حليب الأطفال المدعم.

كما أوضح أن النساء الحوامل والمرضعات يدخلن المستشفى وهن في وضع صحي صعب، إذ تعاني غالبيتهن من فقر دم ونقص حاد في المعادن والفيتامينات، ما يؤدي إلى إصابتهن بحالات سوء تغذية بعد الولادة.

أما في أقسام الباطنة، فأكد كحيل أن كبار السن يشكلون فئة مهددة بشدة، خصوصًا مرضى الفشل الكلوي والجلطات الدماغية، الذين يحتاجون إلى أنظمة غذائية خاصة قليلة الأملاح وغنية بالبروتين، وهي غير متوفرة مطلقًا، ما يعرّضهم لمضاعفات متكررة وخطيرة.

وأشار إلى أن وزارة الصحة لم يعد بإمكانها توفير وجبات غذائية للمرضى، حيث يعتمد المستشفى بشكل أساسي على ما يقدمه الأهالي أو بعض الجمعيات المحلية من وجبات بسيطة مثل الأرز والمعجنات، وهي تفتقر للعناصر الغذائية اللازمة لشفاء المريض.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة صباح السبت، أن مستشفيات قطاع غزة سجلت خلال الساعات الـ24 الماضية 8 حالات وفاة جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، بينهم طفلان، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 281 حالة وفاة، من ضمنهم 114 طفلًا.