قال مصدر فصائلي لـ"الترا فلسطين"، إن عدة فصائل فلسطينية بدأت تصل إلى العاصمة المصرية، القاهرة؛ لعقد اجتماعات تضم حركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية، والجبهة الشعبية - القيادة العامة دون حضور السلطة الفلسطينية أو حركة فتح حتى الآن. وأكد المصدر، أن الفصائل الفلسطينية لم يصلها أي مقترح جديد بشأن وقف الحرب على غزة.
مصدر فصائلي لـ"الترا فلسطين": الفصائل لم تتلق حتى اللحظة أيّ مقترح بشكل رسمي حول صفقة لوقف إطلاق النار، ولم يناقش أيّ طرف معهم ملامح خطة تفصيلية لاتفاق شامل أو هدنة
وبحسب مصدر "الترا فلسطين"، فإن اجتماع الفصائل في القاهرة يأتي لإجراء لقاءات تشاورية فيما بينها حول حرب الإبادة في قطاع غزة، من عدوان شامل يمهّد فيه الاحتلال الإسرائيلي لتوسيعه جغرافيًا على الأرض، كما ستبحث الفصائل كيفية الوصول إلى وقف الحرب حال تلقّيهم أيّ مقترح جديد من الوسطاء.
وكان وفد من حركة حماس قد وصل القاهرة، مساء الثلاثاء الماضي، على رأسه رئيس الحركة في قطاع غزة، ومسؤول ملف المفاوضات، خليل الحيّة. تبِعه وصولُ وفدٍ من الجهاد الإسلامي، ووفد آخر من الجبهة الشعبية - القيادة العامة، في ظلّ وجود وفد منذ وقت سابق من قيادة الجبهة الشعبية. وأشار المصدر إلى أنه من المرجّح عقد لقاءات تجمع الفصائل المذكورة، يتبعه إطلاع حركتي المبادرة، والتيار الإصلاحي/دحلان، على تفاصيل اللقاءات التشاورية نظرًا؛ لوجود قيادة الحركتين في مصر.
وأكّد المصدر أنّ الفصائل لم تتلق حتى اللحظة أيّ مقترح بشكل رسمي حول صفقة لوقف إطلاق النار، ولم يناقش أيّ طرف معهم ملامح خطة تفصيلية لاتفاق شامل أو هدنة، كما تطرحه وسائل الإعلام الإسرائيلية، مشيرًا إلى أنّ الوسيط المصري أكّد في لقاء قادة حماس أنهم يعملون مع الوسيطين القطري والأميركي للعودة إلى مقترح هدنة الـ 60 يومًا السابقة. في المقابل أبدى وفد حماس مرونة كاملة في شكل إدارة قطاع غزة، في اليوم التالي، طالما أنّه سيدار فلسطينيًا بشكل توافقي.
وأضاف المصدر: "من الممكن أن يكون هناك مقترح جديد حول وقف إطلاق النار في القطاع خلال الوقت القريب، لكن لا شيء مؤكد؛ لأن الفصائل لم تُبلَّغ رسميًا بوجود ورقة تفاوضية جديدة". وذلك ينفي ما نشرته هيئة البث الإسرائيلية، أول أمس، بأن "الوسطاء طرحوا مبادرة جديدة على حماس، وهي صفقة شاملة تتضمن تحرير جميع المختطفين، الأحياء منهم والأموات، مقابل الإفراج عن سجناء أمنيين فلسطينيين ونزع سلاح حركة حماس".
وردًا على ما يتداول في وسائل إعلام عربية وإسرائيلية حول أنّ "سلاح حماس" هو العائق أمام عودة المفاوضات، أجاب المصدر: "الفصائل لا تناقش فكرة نزع السلاح؛ لأن المقصود بها هو نزع حق المقاومة ضد الاحتلال، وهذا مخالف للقوانين والمواثيق الدولية، ولأن قرار أحقية المقاومة ليس مرتبطًا بالفصائل بما فيها حماس، وإنما بجميع أبناء الشعب الفلسطيني".
وتابع: "الحديث عن تفكيك أو نزع السلاح - مبالغة؛ هدفها نزع مشروعية مقاومة المحتل، لأن سلاح الفصائل أشبه بالسلاح الفردي، ولا توجد منظومة تسليح قائمة"، معتبرًا أن ما يبحث عنه الاحتلال في القطاع هو السيطرة الكاملة على الأرض، وقضية "سلاح المقاومة" هي البوابة التي يحاول الاحتلال من خلالها تمرير هدفه باستمرار الحرب.
وشدّد المصدر على أنّ "الفصائل أكّدت سابقًا أن موقفها من سلاح المقاومة مرتبط بمشروعية الحصول على دولة فلسطينية، وهذا يتوافق مع ما ورد في خطة الإعمار المصرية التي تتحدث عن مرحلة ما بعد الحرب"، وقد صرّح سابقًا وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بأن الرد على مطالب نزع سلاح حماس يكون عبر "إيجاد أفق سياسي لتجسيد الدولة الفلسطينية، وذلك ما يضمن تحقيق وحدة السلاح وحصريّته بيد الدولة".
وبحسب المصدر، فقد التقت حركة حماس أمس مع وفد من الجبهة الشعبية برئاسة نائب الأمين العام جميل مزهر، سبقه لقاء مع مسؤولين مصريين؛ لإجراء مشاورات حول محددات التعامل مع أي مقترح لوقف إطلاق النار في غزة، ومن جانب آخر دار في اللقاء نقاش لرأب أيّ صدع بين الطرفين (حماس والقيادة المصرية) وجاء على شكل "عتاب"، خاصّة بعد كلمة ألقاها القيادي في حماس خليل الحيّة في 27 تموز/يوليو الماضي حول مجريات الأحداث بالقطاع، وجاء فيها: "يا أهل مصر، يا قادة مصر، يا جيش مصر وعشائرها وقبائلها وعلماؤها وأزهرها وكنائسها ونخبها، أيموت إخوانكم في غزة من الجوع وهم على حدودكم وعلى مقربة منكم؟".
وتأتي هذه التحركات لإحياء العملية التفاوضية، في وقت قال فيه موقع "أكسيوس" الأميركي، إن رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي دافيد برنياع، زار العاصمة القطرية الدوحة، اليوم، ضمن مساعي استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار