بيسان

قيادي في حماس لـ الترا فلسطين: بيان أبو عبيدة بمثابة مقترح لوضع المفاوضات في مسارها الصحيح

المصدر تقارير
قيادي في حماس لـ الترا فلسطين: بيان أبو عبيدة بمثابة مقترح لوضع المفاوضات في مسارها الصحيح
الترا فلسطين

الترا فلسطين

فريق التحرير

قال مسؤول العلاقات الإعلامية لحركة حماس في لبنان، محمود طه خلال حديث مع "الترا فلسطين"، إن البيان الصادر عن أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب عز الدين القسام، حول الاستعداد لإيصال المساعدات إلى "أسرى جيش الاحتلال الإسرائيلي لدى المقاومة، عبر التجاوب مع أيّ مقترح من اللجنة الدولية للصليب الأحمر هو بمثابة مقترح عملي للوسطاء والأطراف المعنية؛ بهدف التوصل لصيغة تضمن إدخال المساعدات إلى جميع مناطق قطاع غزة بما فيهم أسرى الاحتلال، لتكون المفاوضات لاحقًا في مسارها الصحيح".

وشدّد طه لـ"الترا فلسطين"، على أن بيان أبو عبيدة "ليس مجرّد ضغط إعلامي كما يظنّ البعض، وإنما مقترح حقيقي يعبّر عن مرونة حماس في التعامل مع الوسطاء؛ من أجل وضع مسار المفاوضات في مجراه الطبيعي على طريق وقف العدوان والمجازر بحقّ شعبنا في غزة، غير أنّ المعرقل لكل هذه الجهود هو رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو".

كشفت مصادر مطّلعة على مفاوضات وقف الحرب في غزة، لـ "الترا فلسطين"، أن التعديلات الإسرائيلية التي وصلت إلى حركة حماس عبر الوسطاء في 30 تموز/يوليو كانت "شفهية".

وأكّد بأن الحركة "لا تمانع إدخال المواد الغذائية والاحتياجات الضرورية للأسرى من منطلق إنساني، شريطة إدخال ما يلزم من مساعدات وأدوية، وفتح المعابر والممرات الإنسانية، لكن عدم التجاوب مع هذا المقترح، يعني أن المساعدات لن تدخل إلى غزة بالشكل المطلوب، وذلك يعني أن حياة أسرى الاحتلال ستكون في خطر، ما لم يتوقف الاحتلال عن القتل العمد بحقّ أبناء القطاع".

وتأتي هذه التصريحات في أعقاب ما كشفته مصادر مطّلعة على مفاوضات وقف الحرب في غزة، لـ "الترا فلسطين"، أن التعديلات الإسرائيلية التي وصلت إلى حركة حماس عبر الوسطاء في 30 تموز/يوليو كانت "شفهية".

وأشار المصدر إلى أنّ الطرح الإسرائيلي يحمل اسم "تعديلات" ويعكس انقلابًا على مسار المفاوضات، إذ تتضمّن رفضًا لمناقشة عدّة ملفات، وهي: "رفض انسحاب الاحتلال من محور فيلادلفيا/صلاح الدين، رفض الانسحاب من معبر رفح، رفض الانسحاب من المناطق المأهولة، خصوصًا شرق القطاع في بيت حانون والشجاعية والبريج، بالإضافة إلى رفض طرح ملف أسرى النخبة من كتائب القسام".

ووفق مصدر لـ"الترا فلسطين"، فقد رفضت حركة حماس الدخول في أيّ مفاوضات بناءً على الرد الشفهي، وأكدت موقفها الثابت بأن "لا مفاوضات في ظل استمرار سياسة التجويع".

وكانت حركة حماس قد سلّمت في الرابع والعشرين من الشهر الماضي، ردها الرسمي على مقترح وقف إطلاق النار للوسطاء، وقد قوبل الرد بإيجابية من الوسطاء والفصائل الفلسطينية، لكن نتنياهو والوسيط الأمريكي ستيف ويتكوف هما من انقلبا على الرد، بحسب مسؤول العلاقات الإعلامية لحركة حماس في لبنان، محمود طه.

وقال محمود طه لـ"الترا فلسطين": "لا شيء جديد حول ردّ الاحتلال، ولا يمكن التعامل مع الردود شفهيًا؛ لأن حماس قدّمت ردها مكتوبًا، ويجب على الاحتلال الإسرائيلي أن يردّ هو الآخر كتابةً، لكنه يحاول اختلاق الأكاذيب لإيهام العالم بأنه يسعى لوقف العدوان، ويلقي باللوم على حماس، وبات من الواضح للعالم أن نية الاحتلال الحقيقية هي استمرار المجازر في القطاع".

وتابع: "نحن مستعدون للعودة إلى طاولة المفاوضات، لكن على أساس وقف العدوان، وإدخال المساعدات إلى جميع مناطق القطاع، وانسحاب قوات الاحتلال، وليس على الأسس التي يطرحها نتنياهو".

واعتبر طه أن "على الوسطاء والمجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية أن يمارسوا ضغطًا حقيقيًّا من أجل وقف الحرب في غزة، إذ إن سكان القطاع يعيشون مأساة حقيقية نتيجة انقطاع المواد الطبية والغذائية، وما يتم إدخاله حاليًّا لا يُمثّل شيئًا مما يحتاجه شعبنا المحاصر".

وكان الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة قد نشر تغريدة على صفحته عبر التيليجرام، قال فيها: إن "كتائب القسام مستعدة للتعامل بإيجابية والتجاوب مع أيّ طلبٍ للصليب الأحمر بإدخال أطعمةٍ وأدويةٍ لأسرى العدو".

وأضاف: "نشترط لقبول ذلك فتح الممرات الإنسانية بشكلٍ طبيعيٍ ودائمٍ لمرور الغذاء والدواء لعموم أبناء شعبنا في كل مناطق قطاع غزة، ووقف الطلعات الجوية للعدو بكل أشكالها في أوقات استلام الطرود للأسرى. وتابع: "كتائب القسام لا تتعمد تجويع الأسرى، لكنهم يأكلون مما يأكل منه مجاهدونا وعموم أبناء شعبنا، ولن يحصلوا على امتيازٍ خاص في ظل جريمة التجويع والحصار".

وقد صرّح نتنياهو في وقت سابق، بأنه طلب من رئيس بعثة الصليب الأحمر في إسرائيل والأراضي المحتلة، جوليان ليريسون، التدخل الفوري لتوفير الطعام والرعاية الطبية للأسرى الإسرائيليين لدى حماس. فيما ردّ منسق الاتصالات في للصليب الأحمر خلال تصريحات صحفية بأنهم يحتاجون إلى وقف إطلاق نار ليتمكنوا من إيصال المساعدات.

مسؤول العلاقات الإعلامية لحركة حماس في لبنان، محمود طه، لـ "الترا فلسطين": بيان أبو عبيدة ليس مجرّد ضغط إعلامي كما يظنّ البعض، وإنما مقترح حقيقي يعبّر عن مرونة حماس في التعامل مع الوسطاء؛ من أجل وضع مسار المفاوضات في مجراه الطبيعي على طريق وقف العدوان والمجازر بحقّ شعبنا في غزة

واعتبر طه أن مقترح أبو عبيدة، يأتي في سياق خطاب موجّه ومركّز إلى طرفين: "الشارع الإسرائيلي، والمجتمع الدولي"؛ وذلك لإيصال رسالة مفادها، بأن "ما يصيب شعبنا من تجويع، سيصيب الأسرى الذين تحتجزهم المقاومة.. عندما يأكل شعبنا سيأكلون، وعندما يشرب سيشربون، وعندما يحصل على الدواء سيتلقّون العلاج، وحياة أسرى الاحتلال ليست أغلى من حياة أبناء غزة". مضيفًا أن التجويع الذي يمارسه نتنياهو منذ شهور بحقّ أهل غزة، هو أمرٌ غير مقبول في ظل الصمت الدولي وتخاذل الدول العربية.

وأشار طه إلى أنّ بعض التصريحات والمواقف عربية تؤكد ضرورة إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، إلا أن حماس تريد من هذه المواقف أن تنتقل من مربع الحديث والتصريحات إلى الفعل العملي، عبر إدخال آلاف الشاحنات المكدّسة أمام معبر رفح، علمًا بأنه خلال الأيام الماضية، كان من المفترض أن تدخل حوالي ألف شاحنة إلى غزة.

وأوضح القيادي في حماس محمود طه، لـ"الترا فلسطين"، أن حماس على تواصل دائم مع الوسطاء القطريين والمصريين والأطراف الدولية المعنية بما يخص مستجدات المفاوضات، والتجويع، والمجازر، وتتحرك حماس بجدّية ومسؤولية تجاه غزة المحاصرة، التي يُقتل أهلها جوعًا تحت وطأة العدوان الإسرائيلي.