بيسان

مصادر مطلعة لـ"الترا فلسطين": استئناف مفاوضات حرب غزة خلال يومين

المصدر تقارير
مصادر مطلعة لـ"الترا فلسطين": استئناف مفاوضات حرب غزة خلال يومين
الترا فلسطين

الترا فلسطين

فريق التحرير

كشفت مصادر مطلعة على مجريات مفاوضات التهدئة بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، لـ"الترا فلسطين"، عن إبلاغ الوسطاء لحركة حماس إمكانية استئناف المفاوضات بشأن الاتفاق على ورقة إطار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك خلال اليومين القادمين.

وتابع المصدر: "أبلغ الوسطاء قيادة حركة حماس في الدوحة ووفد التفاوض بأن المفاوضات لم تتوقف بالكامل، وأن جهود استكمالها ستستمر في الأيام القادمة، خاصة وأن مرحلة التقدم في التفاوض كانت متقدمة كون اللجنة الفنية المرتبطة بملف الأسرى، كانت ستغادر إلى الدوحة مساء الخميس الماضي، الذي صدرت فيه تصريحات ويتكوف المفاجئة".

مصادر مطلعة لـ"الترا فلسطين": أبلغ الوسطاء قيادة حركة حماس في الدوحة ووفد التفاوض بأن المفاوضات لم تتوقف بالكامل، وأن جهود استكمالها ستستمر في الأيام القادمة

وأوضح المصدر بأن مصر وعدت بإحراز تقدم في المفاوضات خلال الأيام القادمة، وتعهّدت بإدخال نحو 200 شاحنة مساعدات إنسانية إلى غزة يوم غد الأحد، في خطوة وُصفت بأنها تأتي ضمن مساعٍ مصرية لتخفيف الأزمة المتفاقمة في القطاع. كما يجري تنسيق مع جهات دولية أخرى بينها باكستان وتركيا، لممارسة ضغوط على سلطات الاحتلال من أجل تسهيل إدخال المساعدات لسكان القطاع الذين يتعرضون للتجويع المتعمد.

بدورها، أكدت مصادر فصائلية لـ"الترا فلسطين" أن المقاومة في قطاع غزة في حالة "جهوزية عالية" لأي تصعيد محتمل، لكنها تدرك أن العائق الأكبر حاليًا يتمثل في سياسة التجويع التي تُمارس بحق السكان المدنيين، في محاولة لتركيع الجبهة الداخلية، وإضعاف صمود الناس وسط ظروف معيشية قاسية.

وتنقل المصادر قراءة للمشهد الحالي، مفادها أن ما يجري "لا يمكن تفسيره في سياق جهود التهدئة" بقدر ما يعكس نية إسرائيلية واضحة لتفجير المفاوضات منذ بدايتها. وتُشير إلى أن الرد الإيجابي الذي قدمته حركة حماس مؤخرًا جاء في سياق تنسيق دقيق مع الوسطاء، وكان يُفترض أن يدفع نحو تقدم في العملية التفاوضية، بعد أن قطعت شوطًا مهمًا في الملفات المطروحة.

لكن ما حصل، بحسب المصادر، هو أن الوفد الإسرائيلي الذي حضر إلى الدوحة كان "فنيًا" بلا صلاحيات حاسمة، وهو ما اعتُبر إشارة أولى إلى عدم جدية الاحتلال. وتُضاف إلى ذلك زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي أجراها في واشنطن مطلع الشهر الجاري، والتي تصفها المصادر بـ"المطبخ الحقيقي للقرارات الإسرائيلية الأخيرة"، خاصة في ظل التناغم الظاهر مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

اقرأ/ي: خاصّ الترا فلسطين | مفاوضات حرب غزة: التفاصيل الكاملة لرد حركة حماس

عن غزة التي تكشف الغرب ولا تكشفنا

شرق أوسط تحت شرط الجدار الحديدي

وتعتقد المصادر أن التصريحات الأخيرة لترامب، والتي أكد فيها أن الهدف الرئيس هو "استعادة الأسرى"، ثم "عودة زخم العمليات العسكرية"، تعكس نية مبيتة لإعادة التصعيد العسكري، واستهداف قادة المقاومة في الخارج، في محاولة لتفكيك الموقف التفاوضي للفصائل، خاصة إزاء المطالب المتعلقة بإنهاء العدوان، وفكّ مفاعيله.

وترى المصادر أن ما يجري هو محاولة لتفكيك موقف المقاومة بالضغط الأقصى: عبر التجويع في الداخل، وتحييد الموقف العربي الرسمي والشعبي، وسط غياب فاعلية تردع "بلطجة" الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة.

ورغم كل ذلك، تؤكد المصادر أن المقاومة الفلسطينية تتعامل بحذر كبير لتفويت الفرصة على الاحتلال في تحقيق أهدافه، سواء عبر استمرار الحرب أو من خلال إحداث اختراق في وحدة وتماسك الوفد المفاوض.

ووفق ما ورد، فإن المشهد مفتوح على خيارين: إما أن ينجح الاحتلال في قلب الطاولة عبر تنفيذ اغتيالات أو فرض معادلة أسرى جديدة، أو أن يفشل في ذلك، بفعل تماسك المقاومة واستعدادها لرفع كلفة أي تصعيد ميداني.

وفي هذا السياق، تشير المصادر إلى أن "كل قتيل إسرائيلي على أرض غزة قد يُسهم في تعزيز الضغط الداخلي داخل إسرائيل باتجاه الذهاب نحو اتفاق هدنة، وهو ما من شأنه أن يقلّص التفويض الأميركي الممنوح للحرب". وتؤكد المصادر أن المقاومة تُدرك حجم التحديات في البيئة الإقليمية والدولية، لكنها – رغم ذلك – تتجهز لتفويت الفرصة على الاحتلال، وحماية موقعها التفاوضي من أي محاولات تقويض.