لم يكن هاني زيارة قد أكمل شهره الرابع عندما تعرّض منزل جدّه لأمه لغارة "إسرائيلية" أدّت إلى بتر إحدى قدميه، حتى قبل أن يبدأ المشي عليها. حينها، كانت ليلى قد أخذت رضيعها إلى صدرها ترضعه، وعندما هزّ انفجارٌ عنيف المنزل، بدأت تتحسّس طفلها للتأكّد من أنه لم يفارق الحياة، لتجد نفسها تحمل في يدها قدمه بعدما انفصلت عن جسده.
وتوضح ليلى زيارة أن إصابة رضيعها لم تقتصر على بتر قدمه، فقد أُصيب أيضًا بتهتّك في المثانة وفتحة الشرج، وجروح عميقة في الأمعاء، إضافة إلى شظايا استقرّت في مناطق متعددة من جسده، ورغم خضوعه لعدة عمليات جراحية، لا يزال بحاجة إلى تدخلات طبية عاجلة لا تتوفّر في غزة بسبب انهيار المنظومة الصحية بشكل شبه كامل.
ولا تطلب ليلى زيارة أكثر من أن يُنقَل رضيعها إلى الخارج ليكمل علاجه، وتقول: "كل ما أريده أن يعود صوت ضحكته ويعيش، ويشعر بالأمان".
وبحسب منظمة الصحة العالمية، هناك ما بين 12 إلى 14 ألف حالة في قطاع غزة، من بينها أكثر من 4500 طفل، بحاجة لإجلاء طبي عاجل، غير أن الاحتلال، ومنذ سيطرته على معبر رفح في شهر أيار/مايو 2024، يواصل حرمان هؤلاء من حقّ السفر للعلاج، بعدما حرمهم من حقهم في العلاج في المستشفيات الفلسطينية داخل قطاع غزة، من خلال تدمير هذه المستشفيات، واستهداف مئات الكوادر الطبية العاملة فيها بالقتل والاعتقال، ومنع إدخال الوقود اللازم لتشغيلها، ومنع وصول الأدوية والأدوات الطبية لها.