فجر اليوم الأول من عيد الأضحى، داهمت قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي منازل عدد من الأسرى السابقين في قرية كفر مالك، شرق رام الله، وشرعت بعمليات تفتيش وتخريب رافقها مصادرة أموال ومصاغ ذهبي بنحو 300 ألف شيقل، علاوة على مصادرة مركبتين، مع وعيد بالعودة لمصادرة بقية المركبات غير الموجودة عند الاقتحام.
سجل نادي الأسير سرقة عشرات المركبات على الحواجز، وأثناء مداهمة المنازل، وبعض هذه المركبات لم تكن مسجلة بأسماء الأسرى أنفسهم
الأسير السابق محمد سلامة من قرية كفر مالك، الذي أمضى نحو 9 أعوام في سجون الاحتلال، اقتحم جيش الاحتلال منزله أثناء وجوده في المسجد لصلاة العيد، وبعد عودته للمنزل فتّشه الجنود وسألوه إن كان معه أي أموال في جيبه، لكنهم لم يعثروا على شيء، فواصلوا عمليات التفتيش والتخريب لكل شيء.
سرقات طالت حتى حصَّالة طفلة
وبيَّن محمد سلامة لـ الترا فلسطين، أن جنود الاحتلال سرقوا حتى الأموال التي كانت في حصالة طفلته، كما سرقوا عدة ساعات ثمينة، وصادروا سيارته وهي من نوع “فورد”، ويصل سعرها حوالي 45 ألف شيقل، وأبلغه الضابط بأنها لن تعود إليه.
وأشار سلامة إلى أن الجنود اقتحموا بقية منازل الأسرى السابقين في كفر مالك، وصادروا سيارة أخرى من أحدهم، وسألوا عن سيارة أسير سابق ثالث لكنها لم تكن في المنزل، وأبلغوه بأنهم سوف يعودون لمصادرتها، كما صادروا وسرقوا ما لا يقل عن 300 ألف شيقل بين أموال وذهب من هذه المنازل.
من جانبه، الأسير المحرر ناصيف عرمان، الذي أمضى خمسة أعوام في سجون الاحتلال، كان يتواجد في بلدة حزما شمال شرق القدس في ثالث أيام عيد الأضحى، عندما أوقف جنود الاحتلال مركبته أثناء اقتحامهم للبلدة وصادروها.
وأوضح ناصيف عرمان لـ الترا فلسطين، أن جنود الاحتلال طلبوا منه الهوية، وإطفاء محرك المركبة، وأخذوا منه المفتاح، وكل هذا قبل فحص هويته والتعرف عليه، ثم بعد فحص هويته أبلغه الجندي بأنه ينتظر ردًّا من جهات عليا، ثم بعد ربع ساعة عاد إليه نفس الجندي وأبلغه بقرار مصادرة مركبته، وواصل احتجازه لأكثر من ساعتين تحت أشعة الشمس.
وبيّن عرمان، أن الجنود قاموا بتفتيشه وسألوه إن كان معه أموالاً، وقاموا بتصويره مع 400 شيكل في جيبه، قبل أن يصادروا السيارة بادعاء أنها تمويل من منظمة إرهابية، وهو الادعاء الذي يُكذِّبه عرمان، مبينًا أن المركبة ملكه الشخصي واشتراها من أمواله، ويستخدمها في توصيل طلبات داخلية، "ويا دوب مسترة عليّ" كما يقول.
تصاعد في سرقة أملاك الأسرى المحررين
وكان نادي الأسير الفلسطيني قد تحدث في تقرير صادر عنه حول معطيات شهر أيار/مايو الماضي عن تصاعدٍ في سرقة أموال الأسرى المحررين، وممتلكاتهم -وتحديدًا- السيارات، مبينًا أنه سجل عدة حالات في الضفة الغربية لأسرى محررين تمت سرقة سياراتهم تحت عنوان المصادرة.
وأشار نادي الأسير إلى أن هذه السياسة ليست جديدة، إلا أنّ الاحتلال يحاول ترسيخها بشكل ممنهج بحقّ الأسرى المحررين وعائلاتهم، وكذلك بحقّ العديد من عائلات الأسرى في سجون الاحتلال.
ويؤكد رئيس نادي الأسير عبد الله الزغاري على وجود ملاحقة مستمرة للأسرى المحررين بشكل عام خلال الفترة الأخيرة، وعمليات مصادرة وسرقة للأموال وأملاك هؤلاء الأسرى، خاصة المركبات، "وقد سجلنا سرقة عشرات المركبات على الحواجز، وأثناء مداهمة المنازل، وبعض هذه المركبات لم تكن مسجلة بأسماء الأسرى أنفسهم".
وبيّن الزغاري لـ "الترا فلسطين"، أن هذه السرقات تأتي في سياق العدوان الشامل الذي ينفذه الاحتلال على الشعب الفلسطيني بشكل عام، والأسرى بشكل خاص، سواءً من خلال إعادة الاعتقال للأسرى المحررين بأوامر إدارية، أو الاستيلاء على الحقوق المالية لهؤلاء المعتقلين تحديدًا عبر هذه السرقات.
وأكد عبد الله الزغاري، أن سلطات الاحتلال لم تغير في القوانين أو تقم بسن قانون جديد لسرقة المركبات من المحررين، وإن كان هناك أي أوامر فهي في النهاية أوامر عسكرية صادرة عن الاحتلال، يسعى من ورائها لتجريد الفلسطيني من أي شيء، سواء أملاكه أو انتمائه للوطن، وهذا يعبر عن حجم الحقد والكراهية والانتقام.
وشدَّد الزغاري، أن كل ما يُمارس بحق الأسرى تحديدًا هو عملية انتقام بحتة، وبرزت بشكل كبير من خلال الجرائم المتعددة التي تُرتكب بحقهم على مدار الساعة. مضيفًا أن سياسات الاحتلال جميعها تهدف لخلق حالة من الردع للفلسطيني بشكل عام، وللأسرى المحررين بشكل خاص، حتى يكونوا حذرين من العودة إلى ممارسة أي نشاط.
شدَّد الزغاري، أن كل ما يُمارس بحق الأسرى تحديدًا هو عملية انتقام بحتة، وهي تعبر عن تعليمات من المنظومة اليمينية المتطرفة الإسرائيلية بتجريد الأسرى الفلسطينيين من كل شيء
ورأى أن هذه الإجراءات تعبر عن تعليمات من المنظومة اليمينية المتطرفة الإسرائيلية بتجريد الأسرى الفلسطينيين من كل شيء، في محاولة مستمرة للنيل من صمودهم وبقائهم حتى بعد حريتهم من السجون.
واستدرك الزغاري قائلاً إن “عملية التحريض على الأسرى ليست جديدة، فمنذ سنوات يحرض مسؤولون إسرائيليون عليهم على كافة الأصعدة، سواءً فيما يتعلق بحقوق المعتقلين في سجون الاحتلال"، مشيرًا إلى أن هذا يأتي في سياق الحرب الشاملة التي تُنفذ ضد الأسرى، "ليس فقط بالاعتقال والسجون، وإنما بكل شيء يمكن أن يقوم به الأسير في المجتمع".