بيسان

فيديو | جفاف نبع العوجا: المستوطنون يسرقون شريان الحياة شمال أريحا

المصدر تقارير
فيديو | جفاف نبع العوجا: المستوطنون يسرقون شريان الحياة شمال أريحا
محمد غفري

محمد غفري

صحافي من رام الله

لأول مرة منذ سنوات، جفَّ مجرى مياه نبع العوجا شمال أريحا، نتيجة قيام المستوطنين بسحب مياهه باستخدام المضخات، في خطوة وصفها السكان بأنّها محاولة جديدة لاقتلاعهم من أرضهم.

يقول الراعي عايد كعابنة، من سكان تجمّع شلال العوجا: إنه "منذ ثلاثة أيام نعيش بلا مياه. لا نشرب، لا نغسل، ولا نسقي الأغنام... الوضع مأساوي للغاية". ويضيف أنّ حياة السكان وتواجدهم في المنطقة كانت مشروطة بوجود المياه، خاصة في ظل التهديدات اليومية من المستوطنين منذ إقامة بؤرة رعوية قبل عام ونصف.

وبحسب كعابنة في حديثه لـ "الترا فلسطين"، فإن المستوطنين يملكون خطوط مياه موصولة بالنبع، ويقومون بسحب المياه لصالح بؤرتهم الاستيطانية، ما أدى إلى جفافه، وحرمان السكان من مصدرهم الوحيد للمياه.

ويعاني سكّان تجمّع "شلال العوجا" من حصار استيطانيّ مطبق، ولا ماء ولا مرعى لمواشيهم، وباتوا يعانون العطش والجوع، ولا يجدون بديلاً سوى شراء خزانات مياه بتكلفة تفوق قدرتهم المالية، وتصل 100 شيقل للخزّان الواحد، وترتفع إلى 200 في أيام الصيف الحارّة، رغم المخاطر التي تواجههم في أثناء نقلها، إذ يعترض المستوطنون الجرارات الزراعية ويرشقونها بالحجارة.

عايد كعابنة: منذ ثلاثة أيام نعيش بلا مياه. لا نشرب، لا نغسل، ولا نسقي الأغنام... الوضع مأساوي للغاية

وروى كعابنة لـ"الترا فلسطين" أنهم يتعرّضون لهجمات يوميّة، تشمل منعهم من الرعي، وسرقة الأغنام، والاعتداء الجسدي، والتنكيل، وحتى الاعتقالات. ويشير إلى حادثة كبرى تم خلالها سرقة 1500 رأس غنم في يوم واحد، بحماية جيش الاحتلال وشرطته.

عرض هذا المنشور على Instagram

‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Ultra Palestine - الترا فلسطين‎‏ (@‏‎ultrapalestine‎‏)‎‏

من جهته، يؤكد حسن مليحات، المشرف على منظمة "البيدر" لحقوق البدو، أن 1200 فلسطيني في التجمّع يعتمدون كليًا على مياه النبع، وأن ما جرى هو نتيجة لضخ المياه بقوة من رأس النبع عبر مضخات، بتواطؤ من شركة المياه الإسرائيلية "مكروت"، ما أدى إلى جفاف النبع بشكل مفاجئ.

ويرى مليحات أن هذه الخطوة تمثل تطورًا خطيرًا في محاولات تهجير السكان، بعدما فشلت وسائل القمع الأخرى في دفعهم إلى الرحيل، كسرقة المواشي وقطع المياه وتهديد الأمن الشخصي، ويحذر من تداعيات بيئية كارثية على الزراعة في أريحا والعوجا تحديدًا، حيث يُعد النبع مصدرًا رئيسيًا للمياه في المنطقة.

اقرأ/ي أيضًا: المستوطنون يسلبون الفلسطينيين ينابيعهم في الغور 

وفي نيسان/أبريل، كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في تحقيق موسّع، عن سياسات ممنهجة تهدف إلى السيطرة على مصادر المياه في الأغوار الشمالية، وذلك من خلال تدمير مضخات الفلسطينيين وخزانات الري، ومصادرة ألواح الطاقة الشمسية التي يعتمدون عليها في سحب المياه، بذريعة "سرقتها". وفي المقابل، يقوم المستوطنون، بتواطؤ من الجيش الإسرائيلي وبتجاهل تام من "الإدارة المدنية"، بتحويل ينابيع المياه إلى مواقع سياحية حصرية لهم، مانعين الفلسطينيين من استخدامها.

التحقيق وثّق معاناة سكان قرية عين البيضا الذين باتوا يواجهون صعوبة في الحفاظ على نشاطهم الزراعي نتيجة هذه الاعتداءات، حيث أكد سكان ومزارعون أن ما يجري هو جزء من مخطط لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، عبر خنق مصادر رزقهم وتحويل مواردهم إلى مرافق تخدم المشروع الاستيطاني. وشدد التقرير على أن سياسات الحصار المائي وتوسيع النشاط السياحي الاستيطاني تمثل أدوات جديدة في مشروع الطرد القسري للفلسطينيين من الأغوار.