بيسان

صور | رمضان في غزة بلا مساجد

المصدر تقارير
صور | رمضان في غزة بلا مساجد
محمد النعامي

محمد النعامي

محمد النعامي، صحفي من غزة

يعيش أهالي قطاع غزة شهر رمضان، هذا العام وقد تجددت حرب الإبادة الإسرائيليّة التي تركت آلاف العائلات مفجوعة بفقدان أحبابها، وأدّت إلى تدمير واسع النطاق للمساجد ودور العبادة.

استهدفت صواريخ الاحتلال المساجد في قطاع غزة بشكل مباشر، بما في ذلك قصفها على رؤوس المصلين، وتعرضت مساجد أثرية للتدمير، ووثّق الجنود بهواتفهم إحراق المصاحف وتدنيس المساجد

ويبحث الفلسطينيون في غزة من بين الركام والدمار الهائل، عن أماكن للتعبّد وصلاة التراويح، حيث دمرت الحرب الإسرائيلية غالبية مساجد القطاع، ما بين تدمير كلي وجزئي، كما سجلت عمليات حرق للمساجد، وتدنيس، بدافع الكراهية الدينية وفتاوى حاخامات متطرّفين. ولا تشكّل هذه الانتهاكات أعمالًا فردية للجنود، بل سياسة واضحة لجيش الاحتلال، الذي اعتبر تدمير مساجد القطاع، أحد أهدافه العسكرية غير المعلنة.

أحد المساجد التي سوّاها جيش الاحتلال بالأرض في غزة
أحد المساجد التي سوّاها جيش الاحتلال بالأرض في غزة (محمد النعامي/ الترا فلسطين)

وتشير أرقام وزارة الأوقاف إلى أنّ الحرب الإسرائيلية على غزة دمّرت نحو 89 في المئة من مساجد القطاع، إذ سُوّي 834 مسجدًا بالأرض، وتضرر 275 مسجدًا بأضرار جسيمة جعلتها غير صالحة للاستخدام.

"الترا فلسطين" تجوّل وسط القطاع، وفي مدينة غزة، ورصد الدمار الهائل الذي طال مساجد القطاع، ودور تحفيظ القرآن ومرافق وزارة الأوقاف، ووثقّت عدستنا عبارات كتبت بالعبريّة على قبة أحد المساجد التي نسفها الاحتلال.

ما تبقى من مسجد الأمين محمد في تل الهوا
ما تبقى من مسجد الأمين محمد في تل الهوا بمدينة غزة (محمد النعامي/ الترا فلسطين)

وتؤكد وزارة الأوقاف أن هذه الاعتداءات أثّرت على أداء الشعائر الدينية بشكل مباشر، ما جعل شهر رمضان الحالي أكثر صعوبة.

أدهم حسين: "كل مسجد تعرّض للقصف أو للحرق، حتى المصاحف أُحرقت أو ألقيت في الطرقات" 

يقول المواطن أدهم حسنين، وهو شاهد على الدمار في مخيم المغازي الذي اجتاحه جيش الاحتلال برّيًا نهاية يناير / كانون الثاني 2024: "لم يبق مسجد واحد سليم، وكل مسجد تعرّض للقصف أو للحرق أو للاستهداف المباشر، حتى المصاحف أُحرقت أو ألقيت في الطرقات".

ركام مسجد مدمّر في غزة
ركام مسجد مدمّر في غزة (محمد النعامي/ الترا فلسطين)

وأشار في حديثه لـ الترا فلسطين، إلى أنّ الجنود تعمّدوا وضع المصاحف في دورات المياه أو تمزيقها، وإحراق المساجد، وكتبوا عبارات بالعبرية، ورسومات مسيئة داخل بعض المساجد في المخيم.

كتابات بالعبرية خطّها الجنود على مسجد مدمّر وسط غزة
كتابات بالعبرية خطّها الجنود على مسجد مدمّر وسط غزة (محمد النعامي/ الترا فلسطين)

وأضاف أن المصلين يجدون صعوبة في العودة إلى المساجد بسبب الضرر الكبير، فضلًا عن نقص المصاحف واحتراق السجاد، ما يجعل العبادة أكثر تحديًا هذا العام.

وتعمل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، بالتعاون مع مبادرات شبابية، على تهيئة المساجد المدمّرة جزئيًا وإنشاء مصليات مؤقتة باستخدام أغطية من النايلون، لتوفير أماكن للعبادة في الشهر الفضيل. ورغم الجهود المبذولة، هناك نقص حاد في التجهيزات الأساسية، مثل مكبرات الصوت والسجاد والمصاحف، مما يعيق الاستجابة الكاملة لاحتياجات السكان.

ويشير زياد عليان إلى أن المصليات المؤقتة ليست كافية لاستيعاب الإقبال الكبير على المساجد في رمضان، حيث يُقام بعضها بطاقة استيعابية محدودة جدًا، مقارنة بالمئات الذين كانوا يتعبدون في المساجد المدمرة. 

ويوضح أن الجهود الشعبية، مثل التبرع بالسجاد والمصاحف، ساهمت في تخفيف الأزمة، لكن الاحتياجات تظل أكبر بكثير مما هو متاح.

مئذنة مسجد تداعت بفعل القصف الإسرائيلي
مئذنة مسجد تداعت بفعل القصف الإسرائيلي (محمد النعامي/ الترا فلسطين)

ومع حجم الدمار الهائل، يعيش سكان غزة شهر رمضان بمعاناة غير مسبوقة، إذ أصبح الوصول إلى المساجد عبئًا كبيرًا وسط الدمار. وما تزال الكثير من المناطق بلا صوت للأذان، ما يعكس مدى الخسائر التي تكبدها القطاع جراء العدوان الإسرائيلي.

مئات المساجد في غزة سوّاها جيش الاحتلال بالأرض
مئات المساجد في غزة سوّاها جيش الاحتلال بالأرض (محمد النعامي/ الترا فلسطين)
مئات المساجد في غزة سوّاها جيش الاحتلال بالأرض
مئات المساجد في غزة سوّاها جيش الاحتلال بالأرض (محمد النعامي/ الترا فلسطين)