بيسان

جيش الاحتلال ينسحب من طمون بعد عدوان دام 7 أيام وخلَّف دمارًا كبيرًا

المصدر تقارير
جيش الاحتلال ينسحب من طمون بعد عدوان دام 7 أيام وخلَّف دمارًا كبيرًا
محمد غفري

محمد غفري

صحافي من رام الله

في ساعة مبكرة من يوم السبت، وصل رياض بني عودة مع أفراد عائلته الثمانية إلى منزلهم في منطقة الجبل من بلدة طمون جنوب طوباس، بعدما كان جيش الاحتلال قد أجبرهم على النزوح منه منذ يوم الأحد الماضي. يقول بني عودة إن "حجم الدمار في منزله لا يوصف، فكلُّ شيءٍ تم تدميره في المنزل".

وانسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي من بلدة طمون صباح يوم السبت، بعد عدوان شامل وغير مسبوق استمر 7 أيام متواصلة.

حوالي 70 في المئة من منازل طمون تعرضت للاقتحام وتخريب الجنود. وهناك دمار غير مسبوق، دمار في الشوارع والبيوت وشبكات الكهرباء والمياه، دمارٌ لم تشهده طمون من قبل

يوضح رياض بني عودة أن منزله كان مفروشًا بالسجاد وتحول إلى أكوام من الطينة بعدما اقتحمه جنود الاحتلال وعاثوا به فسادًا، بينما نزح هو مع عائلته، كما نزح اثنين من أشقائه يعيشان في منازل قريبة من منزله، وأقاموا في منازل أقارب لهم على بعد مئات الأمتار.

ويقول بني عودة إنه حاول رفض النزوح من منزله بسبب وجود والدة زوجته عندهم في المنزل، وهي مُسنَّة تبلغ من العمر 100 عام، ولكنهم لم يتمكنوا من البقاء، ما اضطرهم للنزوح عبر سيارة إسعاف.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد شرعت بعدوان واسع على طمون ضمن عملية "السور الحديدي" التي تستهدف شمال الضفة الغربية.

وطوال أيام العدوان، فرضت قوات الاحتلال حظرًا للتجول وحصارًا مشددًا على بلدة طمون، رافقهما قصفٌ متكررٌ من طائرات مُسيَّرة، وتوغلٌ لمدرعات "إيتان" التي تظهر لأول مرة خلال مداهمة مناطق الضفة الغربية.

وبدأت العملية العسكرية في طمون بغارة جوية عنيفة قبل نحو 10 أيام، استهدفت ساحة أحد المنازل في البلدة وأسفرت عن ارتقاء 10 شهداء.

ويصف الصحفي من طمون عبد الله المحمود الحال في البلدة صباح اليوم قائلاً "هناك دمار غير مسبوق، دمار في الشوارع والبيوت وشبكات الكهرباء والمياه، دمار لم تشهده طمون من قبل".

وفي تعقيب لـ الترا فلسطين، أوضح عبد الله المحمود أن قوات الاحتلال جرفت مناطق واسعة من البلدة وبالتحديد في منطقة الجبل والبطة حيث تركز العدوان خلال الأيام الماضية، وقامت بتجريف الشوارع وقطع خطوط المياه والكهرباء.

وبيّن المحمود، أن طواقم البلدة والدفاع المدني وشركة المياه باشرت صباح اليوم بمحاولة إصلاح الأضرار، "ولكن هناك دمار يفوق الوصف ونتحدث عن مئات البيوت التي تعرضت للاقتحام وشهدت تحطيم للمحتويات والتخريب فيها".

وأضاف، أن حوالي 50 منزلاً تحولت إلى مراكز تحقيق ميدانية واحتجاز وثكنات عسكرية ومراقبة في منطقة الجبل والبطة، والمشاهد في هذه المنازل بعدما عاد الأهالي إليها لا توصف من كثرة الخراب فيها.

وعلى مدار أيام العدوان السبعة، اعتقل جيش الاحتلال 55 شخصًا من طمون، بينهم نساء، ومايزال 20 منهم قيد الاعتقال، وفقًا لنادي الأسير.

من جانبه، يقول الناشط ضد الاستيطان أيمن غريب، إن حجم الدمار في البلدة كبير، "وهناك تدميرٌ شاملٌ وحرقٌ وتخريبٌ للبيوت، ولا يوجد إحصائية لعددها حتى الآن".

وبيّن أيمن غريب لـ الترا فلسطين، أن قوات الاحتلال منعت سيارات الإسعاف من التنقل في البلدة وفرضت الحصار عليها، وفرضت تجويعًا على الأهالي، ولم يصل أحد إلى هذه المناطق المحاصرة (الجبل والبطة) وكانت الظروف فيها صعبة جدًا.

وأشار غريب إلى أن قوات الاحتلال قامت بتكسير خطوط المياه، وهي أهم شيء بالنسبة لبلدة طمون التي يعمل أهلها في الزراعة، ولديهم آلاف الدونمات الزراعية، مؤكدًا أن حوالي 70 في المئة من منازل البلدة تعرضت للاقتحام والتفتيش واستجواب الأهالي.