بيسان

صور | محور نتساريم.. أرض مسح الاحتلال ما فوقها من مناطق سكنية وصناعية وزراعية

المصدر تقارير
صور | محور نتساريم.. أرض مسح الاحتلال ما فوقها من مناطق سكنية وصناعية وزراعية
محمد النعامي

محمد النعامي

محمد النعامي، صحفي من غزة

غيَّرت آلة الحرب الإسرائيلية على مدار 471 يومًا من حرب الإبادة الجماعية، معالم قطاع غزة، عبر سياسة التدمير الشامل التي نفذها الاحتلال، لكل البنية التحتية، وعقب الانسحاب الإسرائيلي من القطاع، تكشف جانب من الدمار الهائل الذي لحق بمناطق شاسعة من القطاع، في "محور نتساريم".

عرف "محور نتساريم"، فلسطينيًا، "بمحور الموت"، كناية على كثرة الإعدامات وعمليات القتل العشوائي التي تعرض لها الفلسطينيون في هذه المنطقة

وعرف "محور نتساريم"، فلسطينيًا، "بمحور الموت"، كناية على كثرة الإعدامات وعمليات القتل العشوائي التي تعرض لها الفلسطينيون في هذه المنطقة، كما قام جيش الاحتلال بتوسعته عدة مرات، وفي كل مرة ينفذ اجتياحات برية جديدة، وعمليات نسف لآلاف المنازل والمباني المدنية.

مناطق كانت مليئة بالدفيئات الزراعية والمنازل دمرت بالكامل
مناطق كانت مليئة بالدفيئات الزراعية والمنازل دمرت بالكامل

وضم الاحتلال للمحور قرية جحر الديك، وقرية المغراقة، وأيضًا مدينة الزهراء، وسط القطاع، إلى جانب مناطق شمال مخيم البريج ومخيم النصيرات، مع أجزاء من حي الزيتون، ومنطقة الشيخ عجلين في مدينة غزة، إضافة إلى المناطق التي كانت تشكل مستوطنة نتساريم، التي فككها الاحتلال عام 2005.

دمار شامل في المغراقة
المغراقة
الجانب الشمالي لمخيم البريج
الجانب الشمالي لمخيم البريج
قرية جحر الديك
قرية جحر الديك

وغيرت عمليات الاحتلال في "محور نتساريم" معالم المنطقة وسط القطاع، حيث كانت تضم قبل الحرب، مصانع ومخازن ومدنًا سكنية ومساحات زراعية كبيرة، ومنشآت لتربية الدواجن والماشية، جميعها دمرت بالكامل.

 ومن الملاحظ أن مناطق سكنية بأكملها نسفت، ثم قامت آليات الاحتلال بتجريفها تمامًا، ما أزال أي أثر يدل على أن هذه المناطق قد سبق وبني بها منازل، وبالأخص في قرية جحر الديك، حيث بات الأهالي عاجزين عن تحديد مواقع منازلهم المدمرة.

وفي جحر الديك، التقينا الشاب محمد الرميلات عندما كان يحاول معرفة مكان قطعة أرضه التي كان عليها منزله المدمر، يقول: "محمد الرميلات إنه صدم لما شاهده في قريته، فقد تعودنا أن المناطق التي يدمرها الاحتلال تتحول أرضها لركام رمادي، ولكن منطقتنا عادت أرضها لتربة طينية، وهو ما يعطيك فكرة عن كمية التجريف الضخمة التي جرت هنا، والآن أعجز عن تحديد موقع الأرض التي بنينا عليها منزلنا، بعد أن عزمنا على نقل خيمتنا لهنا وإعادة حفر بئر مياه قديم كان في أرضنا".

ويشير محمد الرميلات إلى أن منطقة جحر الديك وكافة المناطق التي أدخلها الاحتلال في محور نتساريم مليئة بالألغام التي نشرها جيش الاحتلال قبيل انسحابه، "في سبيل قتل أكبر عدد من الفلسطينيين، ولجعل الحياة في هذه المناطق مستحيلة" كما يقول.

مسحت قوات الاحتلال قرية المغراقة تماما
مسحت قوات الاحتلال قرية المغراقة تمامًا

وتستمر عودة آلاف النازحين بمركباتهم بشكل يومي، ولكن مع صعوبة بالغة، جراء الدمار الذي لحق بشارع صلاح الدين وتجريف مساره. فمن منطقة العودة شمال مخيم النصيرات مرورًا بوادي غزة حتى دوار الكويت دمرت قوات الاحتلال شارع صلاح الدين تمامًا والمرافق الشرطية القامة عليه، وكذلك دمرت كافة المناطق المحيطة به على الجانبين شرقًا وغربًا. وحتى اللحظة تستمر جهود البلديات في توسعة وتهيئة الطريق الذي بات طريقًا ترابيًا وعرًا.

الجدير بالذكر أن مهام إصلاح وتوسعة طريق صلاح الدين، محفوفة بالمخاطر، نظرًا لوجود ألغام الاحتلال ومخلفات الحرب غير المنفجرة.

شارع صلاح الدين

 في أحد المواقع التي استخدمها جنود الاحتلال كموقع للمبيت، غربي شارع صلاح الدين قرب قرية المغراقة، وثقت كاميرا الترا فلسطين وجود صور لأسرى إسرائيليين، وكذلك  بقايا طعام ومعلبات، كما كتب الجنود عبارات باللغة العبرية على الجدران.

صور للأسرى الإسرائيليين في محور نتساريم
صور للأسرى الإسرائيليين في محور نتساريم

كما وثقت الكاميرا لوحات وضعها جيش الاحتلال في طريق النازحين، ترسم من خلالها مسار الطريق المطلوب قطعه من شمال القطاع إلى جنوبه، حيث جرت العديد من الإعدامات الميدانية، والاعتقالات، والتعذيب والتنكيل، وعقب انسحاب الاحتلال من هذه المنطقة عثر على مئات الهياكل العظمية العائدة لنازحين أعدمهم الاحتلال أثناء رحلة النزوح.

لوحة وضعها الاحتلال أمام النازحين على شارع صلاح الدين
لوحة وضعها الاحتلال أمام النازحين على شارع صلاح الدين

ومن منطقة وادي غزة، تظهر المساحات الشاسعة التي مسحها الاحتلال في كافة الاتجاهات، كما يظهر الدمار الكبير الذي في المنازل على أطراف مخيمي النصيرات والبريج، كما عملت آليات الاحتلال على تسوية العديد من المرتفعات بمستوى واحد خلال نشاطها في نتساريم.

مخيم النصيرات
دمار طال أطراف مخيم النصيرات وسط القطاع
دمار في حواجز الشرطة الفلسطينية التي كانت وسط شارع صلاح الدين
دمار في حواجز الشرطة الفلسطينية وسط شارع صلاح الدين

وعمل الاحتلال على تدمير كامل شبكات الصرف الصحي وآبار الماء وتمديدات الكهرباء، وكافة تجهيزات الخدمات الأساسية، في المناطق التي ضمها "لمحور نتساريم"، وأبقى على بعض المباني الكبيرة، وجعل منها جزء من مواقع عسكرية ومراكز مبيت للجنود.

ولم تشهد المناطق الداخلة في "محور نتساريم" عودة كبيرة من النازحين، نظرًا للدمار الشامل، والمخاطر التي تحف التحرك وإقامة الخيام في تلك المناطق، بسبب مخلفات الاحتلال والذخائر غير المنفجرة والألغام، عدا عن صعوبة الوصول لهذه المناطق عبر المركبات.