يشارك وزير النقل والمواصلات في حكومة السلطة الفلسطينية، طارق زعرب، في أعمال مؤتمر "سلامة الطرق" المنعقد في مدينة مراكش المغربية هذه الأيام، الذي يشهد مشاركة وزيرة المواصلات الإسرائيلية ميري ريغيف.
أكد محمود نواجعة، أن التطبيع الرسمي الفلسطيني هو "أهم ورقة توت تستخدم لتبرير التطبيع الرسمي العربي الجارف مع دولة الاحتلال"
وتأتي مشاركة وزير المواصلات هذه في المؤتمر، رغم تصنيف حركة مقاطعة إسرائيل "BDS" لمثل هذه المؤتمرات بأنها تطبيعية، إلى جانب تحفظ مؤسسات مجتمع مدني ومحامين وحركة المقاطعة في المغرب على مشاركة ريغيف في المؤتمر، وهو ما يرد عليه مسؤول في وزارة النقل بأنه "حق فلسطين في المشاركة لإيصال صوت ومعاناة الشعب الفلسطيني".
وقال محمود نواجعة، المنسق العام للجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل، وهو أوسع ائتلاف في المجتمع المدني الفلسطيني الذي يقود حركة المقاطعة "BDS"، إنه وبحسب معايير مناهضة التطبيع، فإن هذا المؤتمر تطبيعي بكل تأكيد، وبالتالي أي مشاركة عربية فيه تُعدُّ بالضرورة تطبيعًا.
وأكد محمود نواجعة، في حديث لـ الترافلسطين، أن مشاركة أي وزير فلسطيني في هكذا مؤتمرات هو تطبيع، "وتحديدًا بسبب التحالف العسكري-الأمني المكشوف بين النظام المغربي ونظام الاحتلال والأبارتهايد والاستعمار-الاستيطاني الإسرائيلي".
لكنَّ وكيل وزارة النقل والمواصلات محمد حمدان، إن وزارة النقل والمواصلات والوزير يحضرون كافة المؤتمرات الدولية لإيصال الصوت الفلسطيني ومعاناة الشعب الفلسطيني، "وهذه المشاركة تأتي للتأكيد على حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته والحصول على حقوقه".
وأضاف محمد حمدان، في تعقيب لـ الترا فلسطين: "نحن نتواجد في كل الأماكن، وأينما استطعنا لذلك سبيلاً، لإيصال الصوت الفلسطيني في كل الأماكن".
وبيّن حمدان، أن الوزير طارق زعرب انسحب مع عدد من الوفود العربية بينها الأردن والعراق وتركيا لحظة بدء كلمة الوزيرة الإسرائيلية، "تعبيرًا عن احتجاجهم على وجود هذا الصوت المتطرف في هذا المؤتمر الدولي".
لكنَّ الصورة الجماعية التي التقطت للمشاركين في المؤتمر، أظهرت الوزير الفلسطيني على نفس المنصة التي تواجدت عليها الوزيرة الإسرائيلية ميري ريغيف.
وردًا على المبرر الذي ساقه حمدان لهذه المشاركة، قال محمود نواجعة، إن حركة المقاطعة تستثنَى من تعريف التطبيع المشاركة العربية- بما فيها الفلسطينية، في المنتديات والمحافل الدولية التي تعقد خارج الوطن العربي، كالمؤتمرات أو المهرجانات أو المعارض، التي يشترك فيها إسرائيليون إلى جانب مشاركين دوليين، ولا تجمع على نفس المنصة العرب بالإسرائيليين.
ولكن طالما أنّ هذا المؤتمر الدولي يعقد على أرض المغرب، يُضيف نواجعة، "أي داخل الوطن العربي، بمشاركة شخصيات صهيونية لا تعترف بحقوق شعبنا غير القابلة للتصرّف، فإن الاستضافة تُعدُّ تطبيعًا، وكذلك تُعدُّ مشاركة العرب بمن فيهم الفلسطينيون بالضرورة تطبيعًا".
وتابع: "لا يمكن أن تفهم دعوة المستضيف المغربي للوزيرة الصهيونية المتطرّفة ميري ريغيف، المتهمة بضلوعها في الإبادة الجماعية في غزة وجرائم حرب عديدة، بمعزل عن التحالف العسكري والأمني والدبلوماسي الذي يربط النظام المغربي الاستبدادي بالنظام الاستعماري الإسرائيلي".
وأشار محمود نواجعة إلى أن هذا التحالف تجلّى مؤخرًا باستضافة ميناء طنجة المغربي سفنًا محملة بشحنات عسكرية لدعم الإبادة الإسرائيلية ضد شعبنا، في الوقت الذي رفضت فيه إسبانيا استقبال هذه السفن، فضلاً عن اختيار المغرب لشركة (Elbit Systems) الضليعة في الإبادة والجرائم الإسرائيلية الأخرى ضد شعبنا كمورّد رئيسي للأسلحة في المغرب.
وأضاف نواجعة: "بعد فقدان شعبنا عشرات الآلاف من أبنائه وبناته منذ بدء الحرب الإبادية في غزة، لا يمكن أن تفهم الاستضافة والمشاركات العربية (بما يشمل الفلسطينية) في مؤتمر تحضره وزيرة صهيونية متطرّفة إلا باعتبارها مساهمة في تطبيع العدو الإسرائيلي والتغطية على جرائمه المستمرّة ومخططات التآمر على قضية شعبنا".
وتابع: "بدلاً من أن ينخرط المستوى الرسمي الفلسطيني في الضغط على المستوى الرسمي المغربي لفكّ تحالفه الأمني الخياني مع إسرائيل، والاستجابة للغالبية الساحقة من الشعب المغربي الرافض التطبيع، يقدّم وزير المواصلات الفلسطيني بمشاركته في هذا المؤتمر التطبيعي، إلى جانب الوزيرة الصهيونية المتطرّفة ميري ريغيف، هديةً مجانية للعدوّ لتلميع جرائمه الإبادية ضد شعبنا".
وأكد محمود نواجعة، أن التطبيع الرسمي الفلسطيني هو "أهم ورقة توت تستخدم لتبرير التطبيع الرسمي العربي الجارف مع دولة الاحتلال".
وكان عدد من المحامين المغاربة قد رفعوا قضية أمام المحاكم المغربية لمنع استضافة ريغيف واعتقالها، لكن القضاء المغربي رفض الطلب الاستعجالي.
كما نظمت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، وقفة في مراكش نددت فيها بمشاركة الوزيرة ريغيف في المؤتمر، وطالبت بإسقاط التطبيع مع الكيان الصهيوني، وإسقاط مخططات التهجير الشعب الفلسطيني.