الترا فلسطين| فريق التحرير
يواجه زعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر العديد من الضغوطات، بعد موقفه غير الإنساني المؤيد لعدم وقف النار في قطاع غزة، وسط دعوات واسعة من نواب حزب العمال البريطاني لوقف فوري لإطلاق النار.
صحيفة الإنديبندنت البريطانية أشارت إلى ما سمّته بـ"ثورة عمّالية مفتوحة بسبب دعمه إسرائيل"، حيث كرر زعيم حزب العمال دعواته لعدم وقف العمليات العسكرية التي يقوم بها الاحتلال بحق أهالي غزة، مشدّدًا على "حق إسرائيل في الدفاع عن النفس".
أسفرت مواقف ستارمر عن استقالة العشرات من أعضاء حزب العمال قبل أيام، الاستقالات حدثت في مراكز عديدة للحزب بلندن وكامبريدج وغلوستر وجيدلينج ونوتنغهامشاير ومانشستر وستراود وأكسفورد.
زعيم حزب العمال كير ستارمر ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أيدوا فكرة الهدنة الإنسانية في غزة، من أجل دخول المساعدات، لكنهم في الوقت نفسه لم يؤيدوا المطالب التي نادت بوقف إطلاق النار
حاول ستارمر بعد ذلك تهدئة الأوضاع من خلال الإدلاء بتصريحات تلفزيونية: "كنت أقول إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن النفس، لم أكن أقول إن لإسرائيل الحق في قطع الماء والغذاء والوقود والأدوية". لكنه بالطبع واصل تأييده للحملات العسكرية الإسرائيلية، وجدد دعواته بعدم وقف إطلاق النار.
لكن الضغوطات زادت عليه بعدما قاد عمدة مانشستر آندي بيرنهام وعمدة لندن صادق خان حملة احتجاجات تدعو لوقف إطلاق النار في غزة، حيث نشر صادق خان مقطع فيديو على موقع إكس مساء الجمعة، طالب فيها بوقف فوري لإطلاق النار، مع انضمام قرابة 100 نائب من حزب العمال حسب الصحيفة لموقف صادق خان وآندي بيرنهام، منهم 49 نائبًا أشهروا دعواتهم لوقف القتال علنًا، ما يزيد الانشقاقات داخل الحزب، ويؤثر على أصوات الناخبين حسب محللين بريطانيين.
The terrorists Hamas must return the hostages immediately and stop their indiscriminate rocket fire.
— Sadiq Khan (@SadiqKhan) October 27, 2023
We need to stop further Israeli and Palestinian suffering and the loss of civilian lives - including children - now.
Today I’ve called for a ceasefire.pic.twitter.com/9HPau9WBuh
الإندبندنت زادت في تقريرها الصادر السبت، بأن كير ستارمر يخاطر بحدوث خلاف داخلي شائك داخل حزبه الموحد سابقًا، بعد أسبوعين فقط من ظهوره في أعلى مستوياته في أعقاب مؤتمر حزبي ناجح ومتقدم بفارق كبير على حزب المحافظين في استطلاعات الرأي.
حيث وصف أحد أعضاء البرلمان من حزب العمال الوضع بأنه فوضوي، محذرًا من أن الناخبين قد يتخلون عن الحزب دون تغيير مسار رئيسه، كذلك حذر أحد كبار منظمي استطلاعات الرأي حزب العمال من أن "الأحزاب المنقسمة لا تفوز بالانتخابات"
زعيم حزب العمال كير ستارمر ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أيدوا فكرة الهدنة الإنسانية في غزة، من أجل دخول المساعدات، لكنهم في الوقت نفسه لم يؤيدوا المطالب التي نادت بوقف إطلاق النار، ليظهر عمدة لندن في مقطع الفيديو سابق الذكر، ويفصح أن هناك "آلاف المدنيين من الأبرياء قتلوا بالفعل في إسرائيل وغزة. ومع توقع تدهور الأزمة الإنسانية بشكل أكبر، فإنني أدعو إلى وقف إطلاق النار"، وواصل عمدة لندن في مقطع الفيديو: "هذه الخطوة ستوقف القتل وتسمح بوصول إمدادات المساعدات الحيوية إلى من يحتاجون إليها في غزة". وتوقعت الصحيفة أن صادق خان تحدث إلى كير ستارمر قبل أن ينشر تسجيله.
أسفرت مواقف ستارمر عن استقالة العشرات من أعضاء حزب العمال قبل أيام، مع أنباء عن اقتراب أربع وزراء من تقديم استقالاتهم
الصحيفة نقلت عن أحد أعضاء البرلمان البريطاني من حزب العمال دون ذكر اسمه أنه "بالنسبة للعديد من النواب والناخبين المحتملين لحزب العمال، فقد وقع الضرر، وسيترك طعمًا سيئًا لديهم. هناك الكثير من رسائل البريد الإلكتروني من الليبراليين، وليس فقط أولئك الذين ينتمون إلى اليسار، والذين هم غير سعداء حقًا"، ويقصد بذلك موقف زعيم الحزب كير ستارمر.
كذلك تواصلت الصحيفة مع خبير استطلاعات الرأي كريس هوبكنز، والذي قال إن الخطر الذي يواجه حزب العمال هو أن الأحزاب المنقسمة لا تفوز بالانتخابات. لكن هناك القليل من الأدلة في الوقت الحالي تشير إلى أن حزب العمال أكثر انقسامًا من المحافظين. وأضاف: "قد يزداد الأمر سوءًا، وقد تتعمق الانقسامات داخل حزب العمال، وأتوقع أن يحاول المحافظون الاستفادة من ذلك".
تحدث هذه الانقسامات التي تكلم عنها هوبكنز مع استقالة العديد من أعضاء مجلس حزب العمال المسلمين، ونقلت الصحيفة عن التايمز توقعها باستقالة ما يصل إلى أربعة وزراء من أعضاء حكومة الظل بسبب هذه القضية.