الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير
أظهرت معطياتٌ نشرتها منظمتا "يش دين" و"لنكسر الصمت" الحقوقيتان الإسرائيليتان، أن الغالبية العظمى من الاقتحامات التي يفذها جيش الاحتلال لمنازل الفلسطينيين تجري بعد منتصف الليل. في هذا التقرير الذي نشرته القناة 13 الإسرائيلية، يروي جنديان جانبًا من الرعب الذي تُحدثه هذه الاقتحامات الليلة للأطفال، دون أي "دواعي أمنية" في حالات كثيرة.
يروي جنديان كيف أحدثوا الرعب بين أطفال فلسطينيين بهدف التدريب ودون أي "دواعي أمنية"
الجندي درور دالئون، كان قبل 13 سنة يشارك في تدريب لجيش الاحتلال استهدف منزلاً في قرية دورا القرع شمال رام الله. وبحسب قوله، فإن التدريب كان عنوانه "الأرملة الوهمية"، وهو التسلل إلى منزل فلسطيني تحت جنح الظلام، واحتجاز سكانه في غرفة واحدة منه، والعمل على منع الجيران من معرفة ما يحل بسكان المنزل. هذا تكتيكٌ يستخدمه جيش الاحتلال لنشر القناصة لتنفيذ عمليات اغتيال قنصًا.
اقرأ/ي أيضًا: سفاح كفر قاسم يكشف أخطر أسباب المجزرة
في تلك الليلة المرعبة، يروي الجندي أنهم تسللوا إلى منزل في دورا القرع واحتجزوا سكانه في غرفة واحدة، وظل الهدوء مخيمًا على المنزل، لكن أحد الجيران أرسل اثنين من أطفاله إلى بيت جيرانه لتفقدهم، ولدى وصولهما وطرق باب المنزل، فتح الباب أربعة جنود يلبسون أقنعة سوداء، وصوَّبوا نحوهما السلاح.
يُقدّر الجندي دالئون عمر الطفلين بأنه (8، 10 سنوات)، ويقول إنهما أصيبا بالذعر وحدث معهما تبولٌ لا إرادي، قبل أن يقتادهما الجنود إلى الغرفة التي تم تخصيصها لاحتجاز العائلة.
يُقدّر الجندي دالئون عمر الطفلين بأنه (8، 10 سنوات)، ويقول إنهما أصيبا بالذعر وحدث معهما تبولٌ لا إرادي
يؤكد دالئون أن العملية تمت بهدف التدريب ودون أي مؤشرات على وجود مسلحين يتجولون في القرية تلك الليلة.
اقرأ/ي أيضًا: "إسرائيل" تحمي جنودها القتلة
جريمةٌ أخرى كان مسرحها البلدة القديمة في الخليل هذه المرة، يروي تفاصيلها جندي احتياط من وحدة "الناحال" أطلقت القناة عليه اسمًا مستعارًا هو "روعي".
كانت القوة التي يخدم فيها "روعي" تخضع لدورة تحضيرية، وكلفه قادته بمهمة يسميها جيش الاحتلال "المسح"، وتعني تسجيل أسماء سكان المنزل الذي وقع عليه الاختيار عشوائيًا، وفي هذه الواقعة كان المنزل المستهدف في الخليل القديمة. في ساعات الليل، انطلقت القوة لتنفيذ العملية.
يقول "روعي"، إنهم كانوا في حالة تأهب "كأننا ذاهبون لاعتقال أسامة بن لادن" وفق وصفه، مضيفًا أنهم وصلوا إلى بيت "يسكنه أشخاصٌ في غاية البساطة، يعاون من صعوبات معيشية، ولا يوجد مبرر لمضايقتهم في ساعة كهذه".
"وصلنا إلى بيت يسكنه أشخاصٌ في غاية البساطة، يعانون من صعوبات معيشية، ولا مبرر لمضايقتهم"
كان الأطفال يبكون ويتبولون لا إراديًا، ووالدتهم تحاول تهدئتهم، بينما الجنود يفتحون الجوارير في المنزل ويخرجون الأغراض منها ويلقونها على الأرض. يوضح "روعي"، أن أحد الأطفال ضرير، ركض واصطدم بأحد جدران المنزل ما تسبب بأوجاع في رأسه.
يُضيف، "حاولت الأم أن تحمل طفلين في ذات الوقت، بينما كان جميع أطفالها يواصلون الصراخ. أما نحن فكنا نتجول ولا نعرف ما علينا فعله".
يعلق أوهاد خيمو، مُعدُّ التقرير، بأن هذه الاقتحامات "ضرورية لمحاربة الإرهاب والحفاظ على أمن مواطني إسرائيل". فيرد الجندي قائلاً: "أنا لا أوافق على هذا الادعاء. أنت تدخل إلى البيوت وترى أطفالاً يتبولون على الأرض في منتصف الليل. أنت تعرف أنك تنتج لهم صدمة مدى الحياة".
اقرأ/ي أيضًا: