شركات إعلامية تنهار: الصحافة لا تُطعم خبزًا في غزة
بعد أكثر من 6 سنواتٍ مرّت على تأسيسها، تواجه شركة "
صحافية من غزة
بعد أكثر من 6 سنواتٍ مرّت على تأسيسها، تواجه شركة "
أمسك شابٌ مصابٌ بالصمم كاميرا محاولاً التقاط الصور، لم يعرف كيف يستخدمها فطلب من المصور مصعب أبو حطب أن يعلمه، لكن مصعب لم يستطع إفادته لعدم معرفته لغة الإشارة، فقرر تنفيذ تدريبات على التصوير للشبان والشابات المصابين بالصمم في غزة، في رحلة بدأت قبل أكثر من عام ونصف ولاتزال مستمرة.
يتحرك رائد أبو عودة (36 عامًا) في بحر غزة بحذرٍ شديد، فأي مغامرة قد تعني اعتقاله وبالتالي تحويله لقضاء 6 سنواتٍ في سجون الاحتلال، استنادًا إلى حكمٍ غيابيٍ علِم به بعد احتجاز مركب الصيد الخاص به عندما كان أبناء عمومته يستخدمونه بحثًا عن رزقهم.
يعاني قطاع غزة عمومًا من عجز كبير في الأطباء المتخصصين بالطب البيطري، إذ تحتاج كل منطقة في القطاع إلى طبيب بيطري للاستشارة والفحص ومتابعة الدواجن والمواشي، في ظل وجود آلاف المزارعين، هذا عدا عن متابعة المواشي والدواجن والأغذية الحيوانية المستوردة، إلا أن الوضع القائم يُنذر على الدوام بخسائر كبيرة في الماشية والدواجن، هذا عدا عن الحيوانات التي يتم تربيتها بشكل خاص.
منذ أكثر من (35 عامًا)، يعمل حامد السنداوي في تجارة الملابس المستعملة، بعد أن ورثها عن أبيه الذي كان يراه يسافر لاستيراد هذه الملابس، قبل أن يُصبح حامد تاجرًا يملك محلات في جميع مدن قطاع غزة، لكنه الآن شاهدٌ على أزمة كُبرى يعيشها هذا القطاع التجاري الذي يقوم على جلب الملابس المستعملة من تجار فلسطينيين في يافا وعكا، من خلال معبر كرم أبو سالم الذي يتراوح بين الإغلاق والعمل في سياق الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.
يعمل محمد عبد الشافي (60 عامًا) في مهنة القزازة منذ 40 عامًا، واكب خلالها مراحل عديدة تطوّرت فيها أساليب الإنتاج في هذه المهنة، بدءًا من النجارة والنحت على الخشب، ثم صناعة البراويز بالمنشار اليدوي القديم جدًا، وصولاً إلى النقش على الخشب الذي تُستخدم فيه ماكينات بدلاً من النقش اليدوي.
"نحن بخير ولكن كل يوم ينقص منا واحد" يجيب صيادٌ من غزة على سؤالنا "كيف حالكم؟". ففي قطاع غزة المحاصر، 4 آلاف صياد يعيشون مغامراتٍ داخل البحر، تنتهي بالنجاة أو بالموت، ما جعل كثيرين منهم يهربون من البحر إلى الميناء، ويختارون العمل بالمراكب السياحية التي وجدت مكانها مع إقبال فصل الصيف، ووجدوا من خلالها قوت أيامهم.
يختنق مركز المحلات التجارية في خان يونس بالمشاة والحركة، لكن هؤلاء غالبًا ليسوا زبائن! فأغلب المحلات التجارية هنا تعرض ثيابًا مرّت عليها عدة أعياد ولم تجد من يشتريها، وهو ما يحدث هذه المرة أيضًا، فزوار هذه المحلات يتعاملون مع بضائع كثيرة على مبدأ "شم ولا تذوق".
يغادر فايز أبو غزة منزله ساعات طويلة في شهر رمضان، ليس لقضاء وقت الصيام الطويل مع أصدقائه أو أقاربه، بل لأنه لا يستطيع تحمل صوت صراخ ابنه محمد، المصاب في قدمه، وهو يقف عاجزًا عن المساعدة. أُصيب محمد (26 عامًا) في مذبحة يوم العبور، منتصف شهر أيار/مايو الماضي، لكنه مثل حالات كثيرة غادر المستشفى قبل انتهاء العلاج، نتيجة وجود آلاف المصابين مقابل محدودية الإمكانيات الطبية في قطاع غزة المحاصر.
يُطلق قناصة جيش الاحتلال الإسرائيلي الرصاص من أجل قتل المتظاهرين، أو التسبب لهم بإعاقات دائمة، مستخدمين رصاصًا تقول مصادر طبية في قطاع غزة إنه ليس معروفًا بالنسبة لها، ما أدى لارتقاء 29 شهيدًا، وإصابة أكثر من 3 آلاف آخرين، خلال 8 أيام من مسيرات العودة الكبرى.
أعلنت بلدية خان يونس في قطاع غزة عن غرق منزلين فقط في حدودها؛ نتيجة المنخفض الجوي مع نهاية الأسبوع الأول من العام الجديد، لكن الحقيقة تخالف ذلك، فالبيوت في منطقتي المواصي وبطن السمين تعرضت للغرق دون أن يتلفت أحد لها، حيث تعيش أكثر من 200 عائلة داخل بيوت متهتكة أسطحها من الزينكو، وبعضها يعيش في خيم نايلون، لتعود الذاكرة بسكان أكثر المناطق المهمشة في خانيونس إلى وفاة طفل بعمر سنة، نتيجة شدة البرد خلال أحد منخفضات الشتاء الماضي.
لا تكاد تنتهي مواجهات مع جيش الاحتلال عند السياج الفاصل بين قطاع غزة وأراضي 48، دون تسجيل إصابات خطيرة وبتر أطراف، هذا إضافة إلى مضاعفات غير مسبوقة للإصابات نتيجة قنابل الغاز، ما يشير إلى استخدام جنود الاحتلال سلاحاً جديداً وشديد الخطورة، وفق تقديرات جهات طبية.
بعد تسلم حكومة الوفاق مهامها في قطاع غزة؛ وعودتها لإدارة المعابر، أعلن الوزير حسين الشيخ توحيد الضريبة على البضائع التي يتم استيرادها من خلال معبري كرم أبو سالم وبيت حانون، إذ سيكون على المستورد دفع ضريبة 50% لوزارة المالية في حكومة الوفاق الفلسطيني، والتوقف عن دفع ضريبة 25% التي كانت تجبيها وزارة المالية في غزة، ما أثار تساؤلات حول مستقبل الأسعار في مختلف القطاعات في قطاع غزة، ومنها قطاع تجارة السيارات كونها الأعلى سعرًا هنا.
"من ليس له تاريخ، لا يوجد له هوية في العالم". من هذا المبدأ انطلق عبد الرحيم الزريعي(23 عامًا) متجولاً في قطاع غزة من شماله إلى جنوبه، مشيًا على الأقدام أو بالدراجة الهوائية، يمشي بين الشوارع الواسعة وفي الأزقة الضيقة، يبحث فيها محاولاً استكشاف تاريخ فلسطين من أبسط الزوايا، ومن تفاصيل حجارتها القديمة.