تعيش بلدة يعبد جنوب غرب مدينة جنين حالة من التوتر والشلل التام منذ عشرة أيام، بفعل الاقتحام المستمر لقوات الاحتلال الإسرائيلي، التي حوّلت جزءًا من البلدة إلى منطقة عسكرية مغلقة، وأخلت عددًا من المنازل، فيما استولت على أخرى وحوّلتها لثكنات يبيت فيها الجنود ليلًا ونهارًا.
الحركة الاقتصادية شبه متوقفة، خصوصًا بعد ساعات العصر، كما أوقفت المدارس دوامها منذ عشرة أيام بسبب خطورة الوضع.
ومنذ السابع من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، تعيش البلدة أجواءً من الحصار العسكري، في ظل اعتداءات يومية ووقف شبه كامل للحياة الاقتصادية والتعليمية.
عماد ميتاني، أحد سكان شارع الملول الذي يعدّ منزله مركز الاقتحامات، يقول لـ"الترا فلسطين"، إن قوات الاحتلال اقتحمت منزله ومنزل إخوته وأقاربه قبل أيام، وبعد عمليات تفتيش وتنكيل طلب الجنود من العائلات إخلاء منازلهم بشكل فوري، مع السماح لهم بأخذ بعض المقتنيات فقط.
ويضيف: "منذ اليوم الأول للاقتحام، احتلّ الجنود ستة منازل بالكامل، والآن يسكنون فيها، بعد أن أجبروا سكانها على المغادرة وإبقاء الأبواب مفتوحة. بينما طُلب من سكان أربعة منازل أخرى المغادرة وترك الأبواب مغلقة، ومن بينهم كان منزلي".
اقرأ/ي أيضًا: رصاص وكمائن حول الجدار: تصاعد خطير في إصابات العمّال الفلسطينيين
ويتابع ميتاني: "نعيش عند أختي أنا وزوجتي وأطفالي الأربعة. حيث لم يُقتحم منزلنا منذ خروجنا منه بعد الاقتحام الأول، لكن الجنود يقيمون في المنازل الستة المجاورة وينطلقون منها نحو البلدة والقرى المجاورة".
ويشير إلى أن الجنود أبلغوا الأهالي بأن المنطقة "تثير المشاكل" وأنها أُعلنت منطقة عسكرية مغلقة، ما يعني منع السكان من الحركة فيها. ويقع شارع الملول على أطراف البلدة، ويستخدمه الجيش الآن كنقطة انطلاق نحو اقتحام مختلف شوارع وحارات البلدة والبلدات المجاورة.
من جانبه، أكد مدير بلدية يعبد محمد عبادي، أن الاقتحام العسكري لبلدة لم يتوقف منذ دخول القوات إلى البلدة في السابع من الشهر الجاري. ويوضح في تعقيب، لـ"الترا فلسطين"، أن قوات الاحتلال أخلت عدة منازل في الحارة الجنوبية الغربية في شارع الملول، واستولت على أحدها بشكل كامل، محوّلة إياه إلى ثكنة عسكرية يقيم فيها الجنود، فيما جرى تفريغ بقية المنازل المحاذية له من سكانها ومنعهم من العودة إليها حتى اليوم.
ويضيف عبادي أن البلدة تتعرض يوميًا لتحركات واسعة للقوات العسكرية، تشمل اقتحام حارات وشوارع واعتداءات على المواطنين واستفزاز لهم، واقتحام منازل أخرى بشكل متكرر.
ويشير إلى أن الوضع أثّر بشكل كبير على الحياة اليومية: "الحركة الاقتصادية شبه متوقفة، خصوصًا بعد ساعات العصر، كما أوقفت المدارس دوامها منذ عشرة أيام بسبب خطورة الوضع". وبحسب عبادي، اضطر أصحاب المنازل المُخلّاة إلى استئجار مساكن بديلة أو الانتقال للإقامة عند أقاربهم، في ظل استمرار سيطرة الجيش على المنطقة.
كما أغلق جيش الاحتلال- بحسب عبادي، جميع مداخل يعبد بالسواتر الترابية باستثناء المدخل الشرقي، ما ضاعف من صعوبة الحركة ودخول البضائع والخدمات.
وفي ظل المشهد الحالي، تبقى بلدة يعبد تحت حصار واقتحام يومي، فيما لا تلوح أي مؤشرات على نية قوات الاحتلال الانسحاب منها، ما يجعل أوضاع الأهالي قابلة لمزيد من التدهور والتصعيد في الأيام المقبلة.