Bisan

من اقتحام الشفاء إلى جحيم السجون.. ما الذي عاشه أسرى الكوادر الطبية بغزة؟

Soruce تقارير
من اقتحام الشفاء إلى جحيم السجون.. ما الذي عاشه أسرى الكوادر الطبية بغزة؟
محمد النعامي

محمد النعامي

محمد النعامي، صحفي من غزة

حوّل الاحتلال، خلال حرب الإبادة الجماعية، المستشفيات إلى مكانٍ للقتل والتعذيب والتنكيل والاعتقال، ولم تكن الطواقم الطبية استثناء، بل كانت على رأس بنك أهداف الاحتلال.

جحيم سديه تيمان.. "كانت الكلاب تهاجم الأسرى بعنف، تعضّهم في أي مكان من أجسادهم؛ في الظهر أو الصدر أو حتى في مناطق حساسة"

قتل الاحتلال في الحرب أكثر من 1670 من الطواقم الطبية أثناء وجودهم على رأس عملهم، كما قام بتدمير أو إخراج 38 مستشفى عن الخدمة، واستهداف 96 مركزًا للرعاية الصحية، وتدمير أو إعطاب 197 سيارة إسعاف، ونفّذ أيضًا 788 هجومًا مباشرًا على مرافق الرعاية الصحية وكوادرها.

فيما اعتقل خلال هذه الاقتحامات المئات من الأطباء والممرضين والعاملين في المجال الطبي. وخلال الاعتقال سخّر الاحتلال كافة وسائل التعذيب والإجرام للانتقام من الأطباء والممرضين، الذين كانت تهمتهم الوحيدة إنقاذ أرواح أبناء شعبهم.

من بين هؤلاء الممرض أسعد حرز، الذي عاش تجربة الاعتقال بكل تفاصيلها، من لحظة اقتحام مستشفى الشفاء وحتى الإفراج عنه بعد أكثر من 560 يومًا في الأسر.

يروي أسعد قصته لـ"الترا فلسطين" وكأنه يعيد سرد كابوسٍ محفورٍ في جسده وذاكرته، كاشفًا عن جانبٍ من العذابات التي يصنعها الاحتلال بأجساد وقلوب وعقول الفلسطينيين.

مذبحة الشفاء

في ليلة 18 آذار/مارس 2024، بدأت المأساة لآلاف الغزيين من مصابين ومرضى وطواقم طبية وصحفية، فيما عُرف لاحقًا بـ"مذبحة الاقتحام الثاني لمستشفى الشفاء".

كان أسعد حرز، الممرض الذي يعمل في قسم المختبر، منهمكًا في حملة للتبرع بالدم لإنقاذ الجرحى الذين يصلون تباعًا، عندما بدأ الجنود الإسرائيليون يقتحمون المشفى من جميع المداخل.

اقرأ/ي أيضًا: اغتصاب وتعذيب جنسي.. محرّرو غزة يروون لـ"الترا فلسطين" فظائع السجون

قال أسعد: "الانفجارات في كل مكان داخل وفي محيط المستشفى، الرصاص ينهمر مثل المطر على النوافذ والمداخل. كل تلك التفاصيل كانت مرعبة. كنا في حالة من الذهول، لا نعرف ماذا نفعل، ولا أين نتجه. هل نخرج؟ أم نبقى في أماكننا؟ كانت الأمور في غاية الصعوبة".

ويتابع: "حوالي الساعة السادسة أو السابعة صباحًا، دخلت قوة من جيش الاحتلال إلى المنطقة التي كنا فيها، وسبقتهم طائرة كوادكوبتر صغيرة لاستطلاع المكان والتأكد إن كان فيه أحد. بعد خمس دقائق فقط أرسلوا كلبًا بوليسيًا، فتأكد الجنود أن هناك أشخاصًا في المخزن الذي كنا نختبئ فيه، ولم تمر دقائق حتى بدأ إطلاق النار علينا".

كانت الطلقة الأولى قد أصابت أحد زملائي إصابة بالغة، وبقي يعاني منها ثلاثة أو أربعة شهور حتى استُشهد لاحقًا. أما الطلقة الثانية فكانت مصوّبة نحوي، ولكن كان أمامي كراتين من القفازات الطبية تصدّت للرصاصة وحمتني من إصابة قاتلة".

ويضيف: "في تلك اللحظة لم أستطع التفكير، رفعت يديّ وقلت: نحن هنا، نحن هنا! فنادى أحد الجنود بالعربية: هل هناك أشخاص في الداخل؟ استسلموا. عندها دخلوا إلى المكان وصرخوا: اخلعوا ملابسكم! ثم جمعونا في غرفة صغيرة، قرابة ثمانية أشخاص، ونحن عراة، على رُكبنا، والجنود من خلفنا يوجهون أسلحتهم نحونا".

أطلق جنود الاحتلال النار في الهواء فوق رؤوس أسعد وزملائه، وأخبروهم أن يختاروا كيفية إعدامهم. في تلك الأثناء سمعوا صرخات مصابين وأعضاء من الكوادر الطبية في الغرف المجاورة، وطلقات الإعدام الميداني التي كانت تُنفَّذ بحقهم. كان كل واحدٍ منهم يستعد للموت في صمت، ويستحضر بعقله صور الأهل والأحباب.

وأكمل الممرض رواية ما عاشه في تلك اللحظات العصيبة: "بقينا ننتظر رصاصات الإعدام لساعتين أو ثلاث تقريبًا، ولكن بعدها بدأوا بالتحقيقات الميدانية معنا بطريقة قاسية. أخذوني من هناك ووضعوني في إحدى الغرف المخصصة للتحقيق. جلس أمامي ضابط يتحدث العربية، بدأ بطرح الأسئلة، لكن في كل مرة أجيب كان يقابل إجابتي بضربة قوية، إما بيده أو بسلاحه أو بالهراوة الحديدية. كان الضرب عنيفًا جدًا، وواصل استجوابي وأنا أكرر أنني لا أعرف معلومات حول ما يسأله".

فقام بتغطية رأسي بكيس من القماش السميك، ثم قام بضربي على مؤخرة رأسي بهراوة حديدية ما أفقدني الوعي، وعلى إثرها أيضًا فقدت الذاكرة لمدة ثلاثة أيام. لم أعلم تفاصيلها سوى عندما رواها لي من اعتقلوا معي لاحقًا. بعد ثلاثة أيام بدأت أستعيد وعيي شيئًا فشيئًا، لأجد نفسي داخل حافلة كبيرة مليئة بالأسرى. كانوا مصابين من شدة التعذيب وجزء منهم فاقد الوعي. وأثناء نزولي، كنت ما أزال معصوب العينين، وكانوا يضربون كل من ينزل ضربًا شديدًا".

عند نزول المعتقلين في نقطة في غلاف غزة، كان الجو في غاية البرودة، والأمطار تهطل بغزارة، بينما كان الأسرى عراة من أي ملابس تقيهم البرد والمطر. وحينها بدأت موجة جديدة من التحقيق، صاحبها تعذيب شديد جدًا. وظن أسعد وأصدقاؤه أن تلك المرحلة كانت أصعب ما سيمرّ به من حيث التعذيب الجسدي والنفسي، لكنه كان يجهل ما ينتظره لاحقًا في السجون، حسب وصفه.

جحيم "سديه تيمان"

بعد جولات التحقيق والتعذيب، نُقل الأسرى إلى سجن "سديه تيمان"، وكان عددهم 121 أسيرًا تقريبًا، ووزعوا على مجموعات تتراوح بين عشرة إلى واحد وعشرين شخصًا في كل مجموعة. ومع وصولهم، تعرّضوا لتعذيب شديد للغاية قبل بدء أي تحقيق معهم.

كانت القوانين صارمة، وكان من المحظورات مجرد الحركة في الزنازين، فيما لم يُمنح السجين سوى دقيقة واحدة فقط طيلة اليوم للذهاب إلى الحمّام، ولم يُعطَ أي أسير مريض إعفاءً من هذا الأسلوب، بينما كان عقاب التأخر لثوانٍ إضافية كسر أحد الأطراف وتركه دون تجبير أو علاج.

وكان هناك العديد من جولات التعذيب اليومية. ويروي أسعد تفاصيل بداية مأساته في سيدي تيمان: "كانوا يدخلون علينا ما يقارب عشرين جنديًا، يصحبهم عشرة كلاب بوليسية ضخمة. نُجبر على الاستلقاء على بطوننا، وأيدينا مرفوعة فوق رؤوسنا، وأي أسير يتحرك أو يلتفت يُطلقون عليه الكلاب، فتهاجمه بدموية وهو مقيد. كانت الكلاب تهاجم الأسرى بعنف، تعضّهم في أي مكان من أجسادهم؛ في الظهر أو الصدر أو حتى في مناطق حساسة. كان الجنود يتركونها تنهش كما تشاء، ويستمتعون بذلك المشهد المؤلم. التعذيب بالكلاب كان رعبًا بحد ذاته. الكلاب كانت مدرّبة على أعلى مستوى، وتُستخدم للتعذيب الجنسي أيضًا من خلال اغتصاب الأسرى أثناء التفتيش. وبعد انتهاء جولة التعذيب، يبقى الأسرى في مكان مليء بدماء المصابين وقذارة الكلاب، ويُحظر تنظيفها".

"في مراتٍ أخرى، وأنت نائم في زنزانة ضيقة، يفتحون الباب فجأة وتدخل الكلاب، فلا تستطيع حتى التحرك من الخوف. تستيقظ على صوت الكلب قريبًا من رأسك، ويدور في المكان وكأنه يراقبك، فتجد نفسك عاجزًا عن فعل أي شيء".

قضى أسعد وزملاؤه من الكادر الطبي الذي اعتُقل من مستشفى الشفاء في أقسام سيدي تيمان 88 يومًا، انتقل خلالها بين أكثر من قسم. ورغم اختلاف أماكن الاحتجاز، إلا أن التعذيب كان يزداد ويتنوّع.

"عندما يُؤخذ الأسير من القسم إلى قاعة الاستجواب، المسافة التي قد تكون خمسة أمتار، وطيلة نقله يتعرض لتعذيب شديد. وبعد أن يدخل إلى قاعة التحقيق، هناك يكمن شتى أنواع العذاب: الضرب بالأدوات الحديدية، وتكسير الأضلاع والعظام، وشتى أنواع التعذيب النفسي والتهديدات والإهانات".

ويتابع: "يُوضَع الأسير على كرسي حديدي، مقيّدًا بالأصفاد، ويُشغّل التكييف على درجة طردية لحرارة الجو، فعندما يكون الجو حارًا يوضع الأسير في تكييف ساخن للغاية، والعكس. وتكون هذه مجرد البداية، حيث تُستخدم أجهزة مخصصة لتدمير نفسية الأسير، منها جهاز الصعق الكهربائي المؤلم للغاية، والذي من الممكن أن يتسبب بإيقاف قلب الأسير وقتله، وأجهزة صوتية تُشغّل لساعات طويلة على أعلى الدرجات لإرهاقه نفسيًا. هذه المراحل التي يمرّ بها الأسير قد تبدو بسيطة مقارنةً بما يعتبرونه "المرحلة الأعلى"، حيث يمتد الاحتجاز والتعذيب إلى عشرات الأيام".

ومن وسائل التعذيب النفسي التي أدلى أسعد بشهادته حولها بثّ صور مباشرة من طائرات الاحتلال قبيل قصفها لمنزل الأسير وقتل عائلته. وهذه لحظة التعذيب النفسي القصوى، حيث يراقب عائلته وهي تُقتل وهو عاجز. وتكرّر هذا الأسلوب في التعذيب النفسي مع العديد من الأسرى، ما أوصل بعضهم إلى ضرب رؤوسهم بالحائط ليُشغلوا الألم الجسدي عن الألم النفسي، وسُجلت حالات وفاة لأسرى بعد معرفتهم بمقتل عائلاتهم أثناء سجنهم.

ابتزاز المريض: اعتراف مقابل حبة دواء

أما عن الأطباء والعاملين في المرافق الطبية داخل السجون، فقال أسعد حرز إنهم جزء من المنظومة العسكرية نفسها، لا رحمة عندهم ولا مهنية. وأضاف أسعد حرز: "الأطباء في السجون لم يكونوا مختلفين عن المحققين، كثير منهم كانوا عسكريين حاقدين، يعاملون المرضى بقسوة. إحدى المرات أصيب أحد الأسرى بوعكة شديدة، فطلبنا طبيبًا. جاء الطبيب ووقف خلف الشبّاك، سألنا إن كان المريض يتنفس، فأجبته: نعم، ما زال يتنفس. فقال الطبيب: خلوه، لما يموت نادوني. وكثير من الأسرى وصلوا إلى مراحل متقدمة من المرض داخل الزنازين دون علاج أو رعاية، حتى استُشهد بعضهم ونحن بجوارهم، عاجزين عن فعل شيء". وكانت إدارة سجن "سديه تيمان" تحظر الأدوية والمسكنات عن الأسرى، فالعلاج كان وسيلة ابتزاز، لا يُقدّم إلا مقابل تنازل أو اعتراف.

وبالنسبة للأسرى من قطاع غزة داخل السجون، فقد كانوا يشكّلون فئات مختلفة؛ من الكوادر الطبية والعاملين الصحيين والمحامين وغيرهم، لكن أكثر الفئات التي تعرّضت للضغط والتعذيب كانت الكوادر الطبية والصحية، رغم طبيعة عملهم في الأصل إنسانية تقوم على إنقاذ الأرواح، ومع ذلك كانوا يعتبرونهم خطرًا خاصًا.

سجن عوفر: رحلة عذاب أخرى

بعد 88 يومًا من العذاب الجسدي والنفسي والطبي والتغذوي، نُقل الأسير أسعد حرز من سجن سيدي تيمان إلى سجن عوفر. وكانت رحلة النقل إلى السجن عبارة عن جولة أخرى من التعذيب. ومع وصول الأسرى صُدموا بأن غرف الاعتقال كانت أشبه بالصناديق المغلقة، حيث كانت الجدران مصنوعة من مادة بلاستيكية سميكة تمنع الرؤية والهواء والضوء، وكان التكدس شديدًا لدرجة أن أكثر من عشرة أسرى يُحشَرون في فسحة صغيرة.

وأضاف الأسير أسعد حرز: "أما أجلّ أنواع التعذيب اليومي فكان على شكل دوراتٍ منظمة، يأتيك العذاب أربع مرات في اليوم، كل دورة تأخذ منك حوالي ساعتين. تُجبر أن تضع ركبتيك على الأرض، ورأسك مسقَط على الأرض، وذراعاك ممدودتان إلى الخلف، مقيّدتان بالكلبشات، ويبدأ التعذيب الشديد ليكون مجموعها ثماني ساعات من العذاب المتواصل. وخلال هذه الجلسات تُسحب يداك بقوة، وتُصفع، وتُضرب بكفوف ونعال، وتُكسر عظام وتُصاب جروح متفرقة لا يُعالج منها شيء".

وتابع الأسير: "الطامة أن الكسر أو الجرح يبقى دون علاج فعلي؛ يُترك الأسير يتحمل الألم والالتهابات، بينما يُعامل الجرح كأداة إضافية لتعذيب الأسير عبر الضرب عليه. ونوع آخر من الانتهاكات يبدأ مبكرًا عند السادسة صباحًا؛ تُسحب من الأسرى الأغطية والفِراش، ثم يُبقونك على أرض معدنية باردة تحت مراقبة كاميرات متواصلة لمدة تصل إلى ثماني عشرة ساعة. تبقى تحت المراقبة مرعوبًا من أي إجراء قد يطالك، محرومًا من أي شيء يُخفف عن جسدك؛ لا بطانية، لا وسادة، لا ملجأ من البرد أو الحر".

ويؤكد أن "المعاناة في الشتاء تكون أشد، وفي الأماكن الصحراوية أو على سفوح الجبال يكون البرد قارسًا، ويكون النوم صعبًا للغاية، حيث تكون إضاءة الغرفة حمراء قوية للغاية لا تنطفئ أبدًا، تعمل على مدار الأربع والعشرين ساعة، والكشاف موجّه مباشرة إلى العيون. يُمنع تمامًا أن تغطي وجهك أو تضع شيئًا يحجب الضوء عنك، وإن حاولت أن تغطي وجهك ولو للحظة، تكون العقوبة فورية بتعذيب شديد وحرمان من النوم. كانت الإنارة مؤلمة، حارقة للعين وللرأس، لا يمكن وصفها، تخترق جفونك حتى لو أغلقت عينيك".

ويضيف: "معظمنا أصيب بمشاكل جلدية في مناطق حساسة جدًا من الجسم، خصوصًا المناطق التناسلية، حتى إن بعض الشباب لم يعد يستطيع النوم ليلًا أو نهارًا من شدة الألم. كنا نذهب للطبيب أو الممرض يوميًا، لكن دون أي استجابة، كانوا ينظرون إلينا بنظرات سخرية واستهزاء، وكأنهم يستمتعون برؤيتنا نتألم".

سجن عوفر - قسم الشرطة

وأكمل الممرض رواية مرحلة جديدة من الأسر والعذاب: "قبل الإفراج عني بستين يومًا، نقلوني إلى سجن عوفر التابع للشرطة، وكانت من أصعب عمليات النقل التي عشتها. عندما نزلنا من الباص، كان في استقبالنا خمسة جنود، بدأوا بالاعتداء علينا بالضرب المبرح على مختلف أنحاء الجسد، خاصةً المناطق الحساسة كالجهاز التناسلي. كل جندي كان يتكفّل بإيذاء جزء معين من جسدك، كنا مكبلين من اليدين والرجلين، لا نستطيع المقاومة".

نُقل الأسرى إلى غرف صغيرة، نحو ثلاث عشرة غرفة في القسم الواحد، كل غرفة تضم عشرة أسرى، أي ما يقارب 190 أسيرًا في القسم. وأضاف أسعد: "الفرق في قسمي سجن عوفر بين من كانوا يسمون أنفسهم الجيش وبين الشرطة العسكرية واضح؛ فالشرطة كانت أشد قسوة وأكثر حقدًا. تعاملهم معنا كان مليئًا بالإهانة والعنف".

الحرية.. هل تُشفي عذابات السجن؟

كانت لحظة تحرر أسعد ومئات الأسرى من سجون الاحتلال أجمل لحظات حياته، حسب قوله. وبعد الإفراج ذهب إلى المستشفى، فتبين أنه يعاني من العديد من الإصابات، حيث كشف الأطباء عن وجود شرخ في إحدى فقرات العمود الفقري.

وأضاف: "سألني الطبيب بدهشة: كيف تتحمل هذا الكسر؟ فأجبته: أنا أسير، وتعودنا على الألم. قال لي إنه شرخ خطير جدًا، ومع ذلك لم يكن هناك أي نوع من المسكنات أو العلاج الفعلي. طلب مني الطبيب أن ألتزم بالراحة التامة، لكن لم يكن ذلك ممكنًا في ظروف الأسر. طلبت لاحقًا إجراء صورة للقفص الصدري، حيث تبين وجود كسر في أحد الأضلاع، مع إصابات في الرأس، وكذلك خرجت بالتهابات صدرية شديدة نتيجة البرد والرطوبة والملابس المتسخة". 

وأكد أسعد أن الألم النفسي والمعاناة النفسية كانت أعظم من المعاناة الجسدية وأشدّ ألمًا، وأن آثار التعذيب ستظل محفورة في ذاكرته وجسده مدى الحياة.