منذ بدء موسم قطف الزيتون في الضفة الغربية وحتى اليوم، ما زالت قوات الاحتلال الإسرائيلي تمنع المزارعين من بلدة كوبر شمال رام الله من الوصول إلى نحو 3 آلاف دونم من الأراضي الزراعية، بعد إقامة بؤرة استيطانية رعوية فيها، ونصب بوابة حديدية على المدخل المؤدي إليها.
محاولات المزارعين المتكررة خلال الأسابيع الماضية لقطف ثمار الزيتون في تلك المنطقة قوبلت بالعنف من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين
وقال مزارعون من بلدة كوبر، اليوم الأحد، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي منعتهم مجددًا من الوصول إلى أراضيهم الواقعة في المنطقة الجنوبية من البلدة، رغم صدور قرار من المحكمة العليا الإسرائيلية يجيز لهم الدخول إليها، ويدين البؤرة الاستيطانية المقامة هناك.
وقال المزارع باسل أبو الحاج، وهو من المتضررين، في تعقيب لموقع "الترا فلسطين"، إنهم توجهوا صباح أمس في محاولة للوصول إلى أراضيهم لقطف ثمار الزيتون، إلا أن "ضابط البوابة" في جيش الاحتلال منعهم من ذلك، وأبلغهم بالسماح لهم بالدخول اليوم الأحد عند الساعة السابعة صباحًا، غير أن ما جرى كان مختلفًا تمامًا.
وأضاف أبو الحاج: "بعد فتح البوابة لنا ودخولنا الطريق الزراعية لمسافة نحو مئة متر، هاجمنا جيش الاحتلال واعتدى على المواطنين واعتقل أربعة منهم، وهم فهد أبو الحاج وإبراهيم زيبار ونبيل العبد وعماد زيبار، واقتادهم إلى جهة غير معلومة، كما صادر سبع مركبات كانت تقل المزارعين".
View this post on InstagramA post shared by Ultra Palestine - الترا فلسطين (@ultrapalestine)
وأوضح أن الأراضي تقع في مناطق تعرف باسم حريقة السناسل وعين الريحان والمروج، المحاذية لمستوطنة "نحلئيل"، حيث أقام أحد المستوطنين قبل عام بؤرة استيطانية رعوية، ووضع بوابة حديدية على مدخل الأراضي، مانعًا المزارعين من دخولها منذ ذلك الحين، فيما يسمح الجيش باستمرار وضع هذه البوابة بحجج أمنية واهية.
وأشار إلى أن تلك الأراضي مزروعة بأكثر من 30 ألف شجرة زيتون وتبلغ مساحتها نحو 3 آلاف دونم، وهي ملكيات فلسطينية موثقة تاريخيًا، وقد توجه المزارعون إلى القضاء الإسرائيلي وقدموا ملفات تثبت ملكيتهم للأرض.
وأكد أبو الحاج أن المحكمة العليا الإسرائيلية أصدرت قرارًا يقضي بأن البؤرة الاستيطانية الرعوية المقامة في الموقع غير قانونية، وألزمت الحكومة الإسرائيلية بإزالتها، كما أكدت على عدم منع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم، "لكن القرار لم يُنفذ حتى الآن".
ولفت إلى أن محاولات المزارعين المتكررة خلال الأسابيع الماضية لقطف ثمار الزيتون في تلك المنطقة قوبلت بالعنف من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين، حيث "تم إطلاق قنابل الغاز والصوت والرصاص الحي باتجاه المزارعين قبل أسبوع، ما أجبرهم على التراجع".
جنود جيش الاحتلال يمنعون أهالي بلدة كوبر شمال غرب رام الله من الوصول إلى نحو 3 آلاف دونم من الأراضي الزراعية pic.twitter.com/1LhMeTyK2y
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) October 26, 2025
وأشار إلى أن استمرار منعهم من الوصول إلى أراضيهم يلحق ضررًا كبيرًا بالمحاصيل ويهدد الموسم الزراعي بأكمله، مضيفًا أن المنطقة كانت تُفلح منذ عقود دون أي منع أو عراقيل أو حاجة للتنسيق مع جيش الاحتلال عبر الارتباط الفلسطيني.
وتتزايد اعتداءات المستوطنين وقوات الاحتلال الإسرائيلي على المزارعين الفلسطينيين في مختلف مناطق الضفة الغربية مع بدء موسم قطف الزيتون هذا العام، حيث وثقت مؤسسات حقوقية محلية ودولية عشرات الاعتداءات التي شملت الاعتداء الجسدي على المزارعين، وإحراق واقتلاع أشجار الزيتون، وسرقة المحاصيل، ومنع الوصول إلى الأراضي في غالبية المناطق المصنفة "ج"، أو تلك القريبة من المستوطنات والبؤر الاستيطانية الرعوية.