Bisan

اعتداء مزدوج.. شاب من سنجل اعتقله الجيش ثم نكّل به مستوطنون

Soruce تقارير
اعتداء مزدوج.. شاب من سنجل اعتقله الجيش ثم نكّل به مستوطنون
محمد غفري

محمد غفري

صحافي من رام الله

“إنتو أهل سنجل بدكم حرق ولا تقرّبوا على المستوطنين بالمرة”.. هذا ما قاله ضابط في جيش الاحتلال للشاب فتحي شبانة (20 عامًا) من بلدة سنجل شمال رام الله، بعد ساعة من التناوب على الاعتداء عليه بين الجنود والمستوطنين، في تواطؤ معلن بشكل غير مسبوق بين كلا الطرفين.

قال الضابط الإسرائيلي للشاب شبانة: "انظر هؤلاء المستوطنين"، ليتفاجأ بأن أحد المستوطنين ضربه بواسطة السلاح على وجهه ضربة أدت لفقدانه الوعي للحظات.

وقبل يومين، اعتقلت دورية لجيش الاحتلال الشاب شبانة قرب أحد منازل أقاربه على أطراف بلدة سنجل، وتعرّض للضرب والتنكيل من قبل الجنود، ثم نُقل لاحقًا للمستوطنين- الذين أقاموا بؤرة استيطانية في منطقة الباطن شمال البلدة- كي يقوموا بدورهم بالاعتداء عليه أيضًا.

يروي شبانة في حوار خاص مع "الترا فلسطين"، أنه كان عند أقارب له في حارة الوعر القريبة من التل والباطن شمال البلدة، عندما اقتحم جيش الاحتلال البلدة، حيث اعتقله الجنود لعدة دقائق ومن ثم قاموا بإخلاء سبيله.

في هذه اللحظات، قام الجنود بإطلاق قنبلة صوت نحوه، والصراخ في وجهه. وأضاف شبانة أن الجنود قاموا بتقييد يديه ووضع لثام على عينيه، ووضعوه داخل الآلية العسكرية، حيث جرى بداخلها الاعتداء عليه بالضرب المبرح.

وتابع شبانة أنه في حالة يُرثى لها ولا يعرف أين تم نقله، حتى جرى إنزاله من الآلية العسكرية ورفع اللثام عن وجهه، فقال له الضابط: "انظر هؤلاء المستوطنين"، ليتفاجأ بأن أحد المستوطنين ضربه بواسطة السلاح على وجهه ضربة أدت لفقدانه الوعي للحظات، ثم ضربه أحد الجنود بحجر كبير على صدره.

آثار اعتداء المستوطنين على الشاب فتحي شبانة

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل عاد الجنود ونقلوه إلى منطقة "عين صرارة"، حيث يتجمهر المستوطنون عادةً قبل الدخول إلى منطقة الباطن قرب مفترق عيون الحرامية الشهير، وهناك جددوا الاعتداء عليه بالضرب بواسطة أعقاب البنادق وأسلاك معدنية.

يقول شبانة، إن أحد الجنود وضع هاتفه على الأرض وحطمه، ثم أجبروه على خلع ملابسه وحذائه، ودفعه للسير نحو البلدة ليلًا.

"قلت لهم كيف سأذهب هكذا إلى البلدة والمسافة بعيدة وأنا بحالة صحية صعبة لا أقدر، فقاموا بإطلاق الرصاص في الهواء لإخافتي، حينها بدأت بالركض فوق الأشواك والحجارة والجبال الوعرة، حتى وصلت إلى أقرب نقطة من البلدة"، يروي شبانة.

وتابع: "هناك جرى نقلي إلى المركز الطبي، حيث أن جسمي مصاب بجروح وكدمات في كل المناطق، ولدي صعوبة في التنفس من ضرب الحجارة على صدري، وهناك جرح كبير في رأسي، ولا أستطيع المشي من الضرب على ركبتي قدميّ".

يقول شبانة: "أنا ما عملت ولا إشي، وهم بس ما بدهم ولا فلسطيني ولا شاب من سنجل يكون فوق ويخوفوا شباب البلد".

ومنذ أشهر، شكّل شبان في بلدة سنجل فرق حراسة ليلية للتصدي لاعتداءات المستوطنين، فيما يسعى جيش الاحتلال لإخافتهم عبر اعتداءات متكررة، إلا أن حادثة شبانة كانت الأكبر من بعد استشهاد شابين من بلدة المزرعة الشرقية في نفس المنطقة قبل شهرين.