أكّد مصدر مطّلع على مفاوضات وقف إطلاق النار في غزّة، خلال حديثه مع "الترا فلسطين"، أنّ جميع الأخبار المتداولة التي تتحدّث عن مقترحات أو مسار تفاوضي أو تبادل رسائل لمقترح هدنة "كلّها لا أساس لها من الصحة"، وغالبًا ما تنشر هذه الأخبار عبر الإعلام الإسرائيلي أو الأميركي، أو من قنوات وصحف عربية. حيث لم يحرز أي تقدّم جديد على الإطلاق في المفاوضات.
ولفت المصدر إلى أن الأنظار تتجه إلى ما سيصدر في أعقاب قادة الدول العربية والإسلامية مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الأمم المتحدة حول الحرب في قطاع غزة، وسط تفاؤل حذر لدى الفصائل الفلسطينية.
مصدر لـ"الترا فلسطين": حماس اتخذت قرارًا بتجنّب التعامل مع أيّ مقترحات تصل عبر نشطاء الوساطة، مثل بشارة بحبح أو غيرشون باسكين، وحصر الأمر بالوسيطين المصري والقطري.
وتابع المصدر: "قد تكون هناك مداولات بين الوسطاء والقادة العرب أنفسهم، أو بين القادة العرب والأميركيين، لكن لم يُطرح شيء ملموس حتى الآن على فصائل المقاومة، وتحديدًا حركة حماس. وما تم تسريبه قبيل اجتماع قادة الدول العربية والإسلامية مع ترامب يعكس أهدافًا إسرائيلية داخلية"، مشيرًا إلى وجود اتصالات جرت بين الجبهة الشعبية والوسيط المصري لتحريك ملفّ التفاوض، لكنّ الردّ كان: "لننتظر مخرجات لقاءات الأمم المتحدة".
وكان عضو المكتب السياسي لحركة حماس، محمد نزال، نفى لـ"الترا فلسطين"، ما نشرته شبكة "فوكس نيوز" الأميركية، بشأن إعداد الحركة رسالة موجهة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تتضمن عرضًا بهدنة مدتها 60 يومًا في قطاع غزة مقابل إطلاق سراح نصف الأسرى المحتجزين لدى المقاومة.
وكانت شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأميركية قد نشرت قبل أمس الإثنين، أن حركة حماس صاغت رسالة شخصية للرئيس الأميركي تطلب فيها تدخله لضمان هدنة مؤقتة في قطاع غزة، كما صرّح مصدر آخر لموقع "تايمز أوف إسرائيل"، أن الرسالة ما تزال حاليًا لدى قطر التي تعتزم تسليمها إلى ترامب في وقت لاحق من الأسبوع الجاري.
وفي ذات السياق، نشرت قناة «العربية/الحدث» تفاصيل مقترح يقضي بالإفراج عن عشرة أسرى وجثماني أسيرتين أميركيتين مقابل الحصول على ضمانات أميركية باستمرار وقف إطلاق النار في غزة لمدة شهرين والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية، وأنّ حماس حتى الآن لم ترد على المقترح.
لكنّ المصدر المطّلع نفى لـ"الترا فلسطين" صحّة هذه الأخبار، قائلًا: "لا جديد في مسار التفاوض منذ العدوان الإسرائيلي على قطر واستهداف قيادة حماس فيها خلال التاسع من الشهر الجاري".
وتابع: "آخر ما جرى كان قبيل محاولة الاغتيال؛ حيث تسلّمت الحركة مقترحًا في وقت متأخر من الليل قبل يوم من الحادثة، وفي اليوم التالي جرت مناقشته. وفي تلك الفترة كانت هناك محاولات من الوسيط السابق في مفاوضات صفقة وفاء الأحرار (صفقة شاليط 2011)، غيرشون باسكين، للتواصل مع حماس بطلب من المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، عبر عضو المكتب السياسي غازي حمد الذي كان أحد المستهدفين في محاولة الاغتيال في اليوم التالي".
وأضاف المصدر: "لا توجد رسالة أرسلتها حماس بالمعنى الذي تروّج له وسائل الإعلام، كما لا توجد مقترحات عملية بذلك. لكن جرت في وقت سابق مشاورات بين حماس والوسيط القطري على شكل تبادل أفكار ومقترحات ورؤى مع الاستماع لوجهات النظر". ويرجّح المصدر أن يبادر القطريون لصياغة بعض الأفكار ومناقشتها مع الوسيط الأميركي، كونه أمرًا واردًا في سياق اللقاءات في الأمم المتحدة خلال جلسات الجمعية العامة، لكن عمليًا لا وجود لما يسمى "رسالة من حماس إلى ترامب".
مصدر مطّلع لـ"الترا فلسطين"، جميع الأخبار المتداولة التي تتحدّث عن مقترحات أو مسار تفاوضي أو تبادل رسائل لمقترح هدنة "كلّها لا أساس لها من الصحة"
وبعد حادثة الاغتيال تحديدًا، أعلنت الحركة حالة طوارئ في إدارة المشهد السياسي وطرق الاتصال والتواصل داخليًا ومع الوسطاء. ووفق مصدر من الحركة لـ"الترا فلسطين"، فقد تمّ اتخاذ إجراءات مشددة، وشُكّلت لجنة داخلية لإدارة بعض الشؤون المركزية وفقًا للظروف الراهنة، استعدادًا لجميع الاحتمالات التي قد يسعى الاحتلال فيها إلى تنفيذ اعتداء غادر على قادة الحركة في أيّ بلد كانوا.
إضافة إلى ذلك، أكّد المصدر من حماس أن الحركة اتخذت قرارًا بتجنب التعامل مع أيّ مقترحات تصل عبر نشطاء في الوساطة، مثل بشارة بحبح أو غيرشون باسكين أو من يشبههم، مؤكدًا أن عنوان التفاوض وتبادل الأفكار محصور فقط بالوسيطين المصري والقطري.