وصف مصدر في حركة حماس لـ"الترا فلسطين"، العرض الأميركي المقدم للحركة، بأنه "مجرد أفكار"، مشيرًا إلى أنها "سيئة جدًا، وقدمت كي ترفضها الحركة". وقبل يومين، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن "الجميع يريد عودة الرهائن إلى ديارهم. الجميع يريد إنهاء هذه الحرب! لقد قبل الإسرائيليون شروطي. وحان الوقت لحماس أن تقبلها أيضًا". وقال ترامب إن هذا سيكون "إنذاره الأخير". جاء ذلك، بعد ساعات من كشف وسائل إعلام إسرائيلية عن بنود مقترح جديد قدمه ترامب لمفاوضات حرب غزة.
مصدر من حماس لـ"الترا فلسطين": الأفكار الأميركية المطروحة لا تضمن إنهاء الحرب، ويقتصر وقف الحرب على عملية تفاوض تتبع عملية تسليم الأسرى، دون أيّ ضمانات أخرى
وقال مصدر في حركة حماس خلال حديثه مع "الترا فلسطين" إن الحركة لم تتسلم مقترحًا رسميًا على شكل ورقة عبر الوسطاء كما جرت العادة، بل ما وصلها عبر الوسطاء كان مجرّد "أفكار"؛ حال موافقة حماس عليها سيترجمها الجانب الأميركي على شكل مقترح رسمي، وهو ما لا يمكن القبول به فلسطينيًا إذ لا تنصّ الأفكار على الحدّ الأدنى من الحقوق الفلسطينية المرتبطة بوقف الحرب.
ولفت المصدر إلى أنّ الأفكار التي وصلت الحركة لا يمكن تحقيقها عمليًا، وهي سيئة وعُرضت حتى ترفضها الحركة. ومن هذه الأفكار: "الإفراج عن جميع الأسرى والجثث لدى المقاومة دون أن تكون هناك أيّ خطوة تعكس مصداقية الطرح وجديته نحو إنهاء الحرب"، بالإضافة إلى أنّ الأفكار لا تتضمن انسحابًا إسرائيليًا من قطاع غزة، بل تشير إلى وقف العملية العسكرية التي أعلن عنها الاحتلال ضد مدينة غزة، وهي لم تتوقف منذ بداية الحرب أساسًا.
وبحسب المصدر، فإن المقترج لم يُقدّم بالمعنى المتعارف عليه تفاوضيًا، ما يوحي بأسلوب "مراوغ" بدأ به الجانب الأمريكي. غير أنّ ردّ الحركة جاء مباشرًا وواضحًا بأن ما وصلها "أفكار"، وهي مستعدة للجلوس على طاولة المفاوضات لبحث إعلان وقف الحرب.
واعتبر مصدر "الترا فلسطين"، أنّ ما يجري من اتصالات لا تُعتبر مفاوضات بقدر ما هي "مساعٍ إسرائيلية بغطاء أميركي لتمرير عملية اجتياح مدينة غزة تزامنًا مع تصدير رواية رفض حماس للمقترح"، علمًا أنّ المقترح الأخير الذي جرى التوافق عليه في الثامن عشر من الشهر الماضي قد تم تعطيله من قبل الاحتلال، الذي لم يرد عليه إلى الآن. ولكن الهدف من هذه الأفكار إلقاء اللوم على الحركة في رفض المطروح، وذلك استدعى بيانًا من الحركة يرحب بأفكار وقف الحرب وفق ما تم الاتفاق عليه في آخر ورقة تفاوضية.
وأوضح المصدر أن الأفكار المطروحة لا تضمن إنهاء الحرب، ويقتصر وقف الحرب على عملية تفاوض تتبع عملية تسليم الأسرى، دون أيّ ضمانات أخرى، وهذا يستحيل القبول به، خاصة وأنه يطرح إلى جانب ذلك رفض الانسحاب الإسرائيلي من غزة حال عدم تشكيل منظومة حكم توافق عليها دولة الاحتلال. وتابع المصدر: "تنص الأفكار على شروط مرتبطة بحماس وتواجدها في غزة وفتح الباب أمامها لمغادرة القطاع، إلى جانب قادة المقاومة من الفصائل الأخرى، وهذا ما ترفضه الحركة؛ لأن غزة أرض فلسطينية وليست تحت الوصاية الأميركية والإسرائيلية".
ولفت مصدر "الترا فلسطين"، إلى أنّ الأفكار لم تطرح إعمار غزة، أو ما تمّ الموافقة عليه عربيًا في خطة الإعمار المصرية، ولم تطرح الانسحاب الكامل للاحتلال من القطاع، بل تربط ذلك كله بمسار تفاوضي بعد تسليم الأسرى. وتساءل المصدر: "في حال صدق الأميركي وجرت مفاوضات بعد تسليم الأسرى ثمّ فشلت، ما الحل؟ إعادة العدوان على غزة؟"، مشيرًا إلى عدم وجود أيّ ضامن ضد خداع أميركي-إسرائيلي حول هذا المقترح، سوى تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وعن تصريحات الحركة السابقة حول استعدادها التوجه نحو صفقة شاملة، قال مصدر "الترا فلسطين": "يتمّ وقف إطلاق النار للتباحث حول كيفية تنفيذ الصفقة الشاملة عبر تسليم الأسرى دفعة واحدة والانسحاب الكامل من قطاع غزة ووقف العدوان. لكن من غير المعقول تسليم الأسرى دفعة واحدة ثمّ التفاوض على بنود الاتفاق".
ورفض المصدر الإفصاح عن المصدر الذي سلّم حماس الأفكار، إن كان من الوسيط المصري، أو الوسيط الإسرائيلي-الأميركي في صفقة شاليط/وفاء الأحرار غريشون باسكين، أو الوسيط بشارة بحبح. وعن سؤال "الترا فلسطين" حول ذلك، أجاب المصدر: "من الممكن أن يكون عبر المذكورين أو ليس من خلالهم.. لكن الحركة بالعموم لا تنوي التعامل مع مقترحات عبر وساطة غير مباشرة".
وشدّد مصدر "الترا فلسطين"، أنّ المقترح يتعارض تمامًا فيما هو ظاهر مع ما هو باطن، من خلال ما ورد عن اللقاء الذي عُقد في السابع والعشرين من الشهر الماضي في البيت الأبيض برئاسة ترامب لبحث مستقبل غزة بعد الحرب، بمشاركة توني بلير، وستيف ويتكوف، وجاريد كوشنر، وانضمام رون ديرمر ممثّلًا عن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، إضافة إلى كبار المسؤولين الأمريكيين، والذي تطرّق إلى كيفية إدارة غزة وسيطرة الاحتلال عليها أمنيًا.
مصدر "الترا فلسطين": ما يجري من اتصالات لا تُعتبر مفاوضات بقدر ما هي "مساعٍ إسرائيلية بغطاء أميركي لتمرير عملية اجتياح مدينة غزة تزامنًا مع تصدير رواية رفض حماس للمقترح"
وفي صباح اليوم، صرح وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، بأن إسرائيل مهتمة بإنهاء حرب غزة بناءً على اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وأضاف أن أي اتفاق يجب أن يتماشى مع المبادئ التي وضعها مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي والمخطط المطروح حاليًا.
أشار ساعر إلى خمسة معايير تُوجِّه موقف إسرائيل، منها "إعادة جميع الرهائن، ونزع سلاح حماس، وسيطرة أمنية إسرائيلية على قطاع غزة، ونزع سلاح القطاع، وحكم بديل ليس حماس أو السلطة". وقد اعتُمدت هذه المبادئ التي أقرّها مجلس الوزراء الأمني الأإسرائيلي في أوائل آب/أغسطس، ولا تزال تُشكِّل سياسة الحكومة الإسرائيلية.