Bisan

شمال غرب القدس تحت حصار مُشدَّد: عقاب جماعي يطال 70 ألف نسمة

Soruce تقارير
شمال غرب القدس تحت حصار مُشدَّد: عقاب جماعي يطال 70 ألف نسمة
محمد غفري

محمد غفري

صحافي من رام الله

يعيش نحو 70 ألف فلسطيني في بلدات شمال غرب القدس المحتلة تحت حصار خانق تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي لليوم الرابع على التوالي، يتزامن مع اقتحامات للمنازل واعتقالات وإلغاء تصاريح عمل، في إطار عقاب جماعي أعقب عملية "راموت" التي نفذها الشابان محمد بسام من بلدة قطنة، ومثنى ناجي عمرو من بلدة القبيبة.

الحصار المشدد حرم الطلبة من الوصول إلى جامعاتهم ومدارسهم، وأعاق وصول مرضى غسيل الكلى، وعددهم 11 حالة، إلى المستشفيات

ويواصل جيش الاحتلال إغلاق طريق النفق بصورة شبه كاملة منذ يوم الإثنين الماضي، وهو المنفذ الوحيد الذي يربط 10 قرى وبلدات فلسطينية بمدينة رام الله. وقد أدى ذلك إلى شلل شبه تام في الحركة، وأزمات خانقة عند الحواجز العسكرية المقامة.

وأوضحت سيدة من بلدة قطنة، عادت من الأردن هذا الأسبوع، أن زوجها خضع لتحقيق على جسر "اللنبي" لأنه من سكان البلدة، ثم أُجبروا على الانتظار ساعات طويلة عند الحاجز القريب من بدو على طريق النفق. وأضافت أنها شاهدت أطفالًا تقل أعمارهم عن 14 عامًا يترجلون من حافلة مدرسية وينتظرون تحت الشمس لفترة طويلة، خلال استجواب السائق وتفتيش المركبة.

واستمع "الترا فلسطين" إلى شهادات حول تنكيل جنود الاحتلال بالمارين عبر الحواجز من خلال الاستجواب والتفتيش الميداني الطويل.

من جانبه، قال رئيس بلدية قطنة ضياء الفقيه إن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة منذ اليوم الأول بعد عملية "راموت"، وحولتها إلى ثكنة عسكرية، حيث نصبت السواتر الترابية وأغلقت الطرق الداخلية ومنعت الحركة بين الأحياء. وأوضح أن القوات اعتقلت 10 مواطنين، بينهم والد الشهيد محمد طه وإخوته الثلاثة، وصادرت 150 سيارة بدعوى أنها "غير قانونية"، كما أخضعت 40 مواطنًا لتحقيق ميداني.

وأضاف الفقيه أن سلطات الاحتلال ألغت تصاريح العمل لـ750 عاملًا من البلدة، معظمهم يعملون في منطقة "عطروت" الصناعية داخل القدس، ما أدى إلى حرمان آلاف العائلات من مصدر رزقها. كما وزعت قوات الاحتلال إخطارات هدم شملت 6 منازل في قطنة، و10 في بدو، و4 في القبيبة.

وأكد أن الحصار المشدد حرم الطلبة من الوصول إلى جامعاتهم ومدارسهم، وأعاق وصول مرضى غسيل الكلى، وعددهم 11 حالة، إلى المستشفيات، ولم يُسمح لهم بالخروج إلا عبر سيارات الإسعاف وبالتنسيق المسبق.

ويقطن نحو 12 ألف نسمة في بلدة قطنة وحدها، ضمن منطقة مغلقة تشمل 10 قرى يزيد عدد سكانها عن 50 ألف نسمة، يفتقدون جميعًا لمستشفى أو مركز طبي، من أصل 70 ألف نسمة يقطنون بلدات شمال غرب القدس.

وتحدث عماد شماسنة من قطنة عن اقتحام منزله عند منتصف الليل، ونقله مع 10 مواطنين آخرين إلى منزل مجاور للتحقيق، موضحًا أن الجنود هددوه بقتل أبنائه واعتقالهم في حال شاركوا بأي عمل مقاوم.

وفي بلدة القبيبة، مسقط رأس الشهيد مثنى عمر، يفرض الاحتلال حصارًا مماثلًا، حيث اعتقل رئيس البلدية نافذ حمودة بعد مداهمة منزله، كما استولى على منزل والد الشهيد الشيخ ناجي عمر وحوّله إلى مركز احتجاز وتحقيق ميداني للشبان.

وأوضح الناشط الإعلامي أزاد حمودة أن البلدة تعيش تحت حظر تجول غير معلن، مع مداهمات ليلية متواصلة ومصادرة مركبات، ما أدى إلى شلل شبه كامل في الحياة التعليمية والمعيشية.

من جانبها، أفادت محافظة القدس بأن جيش الاحتلال هدم سورًا في بلدة قطنة، وعلّق إخطارات بهدم منتزه بلدية بدو، إضافة إلى عشرات المنازل والمنشآت. وأكدت أن هذه الممارسات تندرج ضمن سياسة ممنهجة لتقويض الوجود الفلسطيني في العاصمة المحتلة ومحيطها.

ودعت المحافظة المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان إلى التدخل الفوري لوقف هذه الاعتداءات ومحاسبة الاحتلال، مشددة على أن نحو 70 ألف فلسطيني يعيشون في عزلة تامة عن العالم الخارجي، تحت ظروف إنسانية قاسية وغير قانونية.