Bisan

طولكرم: إخلاء حوش أبو صفية وعمل مستمر "لإنهاء أي شيء اسمه مخيم"

Soruce تقارير
طولكرم: إخلاء حوش أبو صفية وعمل مستمر "لإنهاء أي شيء اسمه مخيم"
محمد غفري

محمد غفري

صحافي من رام الله

بدأت عشرات العائلات الفلسطينية من مربع "حوش أبو صفية" السكني في طولكرم بإخلاء منازلها، صباح يوم الخميس، دون أن تدري إلى أين ستتجه، بعدما اقتحم جيش الاحتلال المنطقة وأمر سكانها بالمغادرة خلال ساعات فقط.

جيش الاحتلال لا يلتزم بالخرائط التي يعلن عنها لعودة الأهالي، فإما أن يقوم بطرد العائلات مجددًا، أو يجعل الحياة مستحيلة عليها لدفعها إلى المغادرة

ويقع "حوش أبو صفية" في المنطقة الشرقية لمدينة طولكرم، ملاصقًا لمخيم طولكرم، وسبق أن تلقت العائلات التي تسكن فيه عدة أوامر إخلاء لمنازلها منذ بدء العدوان على المدينة ومخيمها قبل أكثر من 200 يوم.

تقول الحاجة سائدة أبو صفية إن جيش الاحتلال اقتحم منزلهم فجرًا، حيث عرض عليهم الضابط ورقة باللغة العبرية لم يفهموا ما كُتب فيها، لكن أحد الجنود المشاركين في الاقتحام أبلغهم أن الورقة هي أمر عسكري بإخلاء المنزل، دون أن يحدد مدة الغياب عنه، لكنه قدّر أن الفترة قد تمتد حتى نهاية العام 2025.

تعيش أبو صفية مع زوجها المسن في الطابق الأرضي من عمارة سكنية، فيما يعيش أولادها الأربعة مع عائلاتهم كلٌّ في طابق. ووفقًا لها، فإن أكثر من 20 عائلة فلسطينية تعيش في "حوش أبو صفية" شملها أمر الإخلاء، ما يجعل عملية الإخلاء هذه الأكبر في العدوان على طولكرم.

وأشارت إلى أن أمر الإخلاء الحالي ليس الأول، فقد تم إخلاؤهم سابقًا لعدة أسابيع، وبعد عودتهم إلى منازلهم وجدوا أن قوات الاحتلال حطمت غالبية محتوياتها. ونتيجة لذلك أخذت العائلات هذه المرة ما استطاعت أخذه من ممتلكاتها، وبدأت البحث عن منازل للإيجار، وهي مهمة صعبة في طولكرم مع وجود آلاف النازحين جراء العدوان المستمر للشهر السابع على التوالي.

ومع استمرار العدوان على طولكرم ومخيميها، يسمح جيش الاحتلال من حين لآخر لبعض العائلات بالعودة إلى منازلها في محيط المخيمين، وفي المقابل يأمر عائلات أخرى في مناطق ثانية بإخلاء منازلها.

وقبل أيام، سمح جيش الاحتلال –وفق خرائط محددة مسبقًا– لنحو 20 عائلة بالعودة إلى حي سكني ملاصق لمخيم نور شمس. لكن نائب رئيس اللجنة الشعبية في المخيم يوسف زنديق أكد أن العائلات التي عادت إلى منازلها يوم أمس تم طردها مجددًا، علمًا أن هذه المنطقة تقع في محيط المخيم وتتبع لضاحية ذنابة، وهي أراضٍ بلدية.

وأكد زنديق لـ"الترا فلسطين" أن جيش الاحتلال لا يلتزم بالخرائط التي يعلن عنها لعودة الأهالي، مضيفًا أن ما يعلنه مجرد دعاية إعلامية، فإما أن يقوم بطرد العائلات مجددًا بعد زعم السماح لها بالعودة، أو يجعل الحياة مستحيلة عليها لدفعها إلى المغادرة.

وأشار إلى أن الاحتلال سمح قبل أيام للعائلات في منطقة بعيدة عن مخيم نور شمس بالعودة، وبعد عودتها لم يسمح لشركة الكهرباء بإعادة صيانة الكهرباء الواصلة لمنازلها إلا بعد ثلاثة أيام، مع أن هذه الأراضي تابعة لكفر اللبد وذنابة.

ويضيف زنديق أن مخيم نور شمس ما زال "منطقة يُمنع الدخول إليها"، مبينًا أن من يُضبط من السكان فيه يتعرض للشبح والضرب.

يأتي ذلك فيما يواصل جنود الاحتلال عمليات التفتيش والتخريب في منازل المخيم وسرقتها ونهبها، ومن يعود إلى المنزل لن يجد فيه أي شيء، وفق زنديق.

وكانت سلطات الاحتلال قد أعلنت عن انتهاء عمليات التجريف في مخيمي طولكرم ونور شمس، وقد أكد زنديق أن عمليات التجريف توقفت بالفعل، غير أن عمليات حرق المنازل وتخريب الممتلكات ما تزال مستمرة، موضحًا أن العمليات في المخيمين أدت إلى تدمير أكثر من ثلاثة آلاف شقة سكنية.

وبيَّن زنديق أن جيش الاحتلال فتح في مخيم نور شمس وحده 10 شوارع جديدة، كل منها لا يقل عرضه عن 10 أمتار، بينما يصل طول كل منها إلى عشرات الأمتار، وهي: أربعة شوارع في منطقة المنشية، ومثلها في منطقة المسلخ، إضافة إلى شارعين في وسط المخيم.

مخيم نور شمس
فتح جيش الاحتلال 10 شوارع في مخيم نور شمس

وأضاف يوسف زنديق أن المشكلة لن تنتهي بانتهاء العملية العسكرية وانسحاب الجيش، فأهل المخيم يحتاجون إلى عامين حتى يستطيعوا العيش مجددًا فيما تبقى منه، إذ لن يتم بناء المنازل المهدمة، وإنما صيانة المنازل المتبقية، كما أن البنية التحتية تحتاج إلى فترة طويلة.

في نهاية عدوان الاحتلال سيعود إلى مخيم نور شمس أقل من نصف سكانه الذين بلغ عددهم قبل العدوان 13 ألف نسمة، وذلك بعد تدمير 1500 وحدة سكنية بشكل كامل

وأكد زنديق أن جيش الاحتلال يريد إنهاء أي شيء اسمه "مخيم"، وأول شرط لهم مقابل الانسحاب هو إنهاء دور وكالة الغوث في المخيمات، "وفي حال تم ذلك لن يبقى شيء من المخيم وسوف يتحول إلى ضاحية نور شمس"، حسب قوله.

وأفاد أنه في نهاية عدوان الاحتلال سيعود إلى مخيم نور شمس أقل من نصف سكانه الذين بلغ عددهم قبل العدوان 13 ألف نسمة، وذلك بعد تدمير 1500 وحدة سكنية بشكل كامل، ومئات المنازل بشكل جزئي، عدا عن الحرق وتدمير البنية التحتية.