Bisan

سليمان العبيد شهيدًا.. إسرائيل تقتل "هنري فلسطين" أثناء محاولته الحصول على الطحين

Soruce تقارير
سليمان العبيد شهيدًا.. إسرائيل تقتل "هنري فلسطين" أثناء محاولته الحصول على الطحين
عبد الكريم السموني

عبد الكريم السموني

صحفي من قطاع غزة

"هنري فلسطين"، أو "الغزال الأسمر"، لقبان من بين ألقاب كثيرة عُرف بها سليمان العبيد خلال مسيرته الكروية، وعاد جمهوره لاستحضارها بعد استشهاده برصاص قناص إسرائيلي يوم الأربعاء 6 آب/ أغسطس، أثناء محاولته الحصول على مساعدات غذائية لأطفاله الخمسة قرب مركز للمساعدات الأميركية جنوب غرب خانيونس.

يُعدُّ سليمان العبيد من اللاعبين القلائل الذين تجاوزوا حاجز المائة هدف في الدوري الفلسطيني، وترك بصمةً خالدة في الملاعب على مدار أكثر من عشرين عامًا

ويُعدُّ سليمان العبيد من اللاعبين القلائل الذين تجاوزوا حاجز المائة هدف في الدوري الفلسطيني، وترك بصمةً خالدة في الملاعب على مدار أكثر من عشرين عامًا.

من هو سليمان العبيد؟

وُلد سليمان العبيد في 24 آذار/ مارس 1984 في مدينة غزة، وبدأ مشواره الكروي في نادي خدمات الشاطئ، النادي الذي ظلّ مرتبطًا باسمه في ذاكرة الجماهير. لاحقًا، انتقل إلى الضفة الغربية عام 2009 ليلعب لنادي الأمعري الفلسطيني، حيث قاد الفريق إلى التتويج بأول بطولة دوري للمحترفين في نسخته الجديدة عام 2010.

وبعد الأمعري، عاد سليمان العبيد إلى غزة، ليلعب في نادي خدمات الشاطئ ونادي غزة الرياضي، وينجح في تحقيق لقب هدّاف الدوري مرتين: الأولى مع غزة الرياضي برصيد 17 هدفًا، والثانية مع خدمات الشاطئ برصيد 15 هدفًا.

وارتدى العبيد قميص المنتخب الوطني الفلسطيني، وشارك في 24 مباراة دولية سجّل خلالها أربعة أهداف، أبرزها هدفه بكرة هوائية –"على الطاير"– في مرمى اليمن ضمن بطولة اتحاد غرب آسيا 2010، الذي ما زال محفورًا في ذاكرة الجماهير، ووُصف بأنه هدف بمذاق عالمي.

وقبل إطلاق إسرائيل حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، كان سليمان العبيد ما زال يمارس شغفه، حيث لعب دورًا محوريًا في عودة نادي خدمات الشاطئ إلى الدرجة الممتازة، بعد هبوطه إلى الدرجة الأولى.

الرياضيون في قلب الإبادة

وأكّد الأمين العام للاتحاد الفلسطيني للإعلام الرياضي، مصطفى صيام، أن استشهاد اللاعب الدولي السابق سليمان العبيد خلال محاولته الحصول على مساعدات غذائية شمال مدينة رفح، يُجسّد الواقع القاسي الذي يعيشه الرياضيون في قطاع غزة تحت وطأة العدوان الإسرائيلي المستمر.

وأوضح مصطفى صيام، في حديث لـ "الترا فلسطين"، أن عدد الشهداء من الوسط الرياضي الفلسطيني ارتفع إلى 662 شهيدًا منذ بدء الحرب، مُبينًا أن معظم الرياضيين، الذين كانوا يعتاشون من كرة القدم رغم تواضع الدخل قبل الحرب، فقدوا كل سبل العيش، وباتوا يتجهون إلى مراكز توزيع المساعدات في ظل تصاعد المجاعة.

وأضاف صيام أن الشهيد سليمان العبيد لم يكن الأول الذي يُقتل أمام مراكز توزيع المساعدات التي تحوّلت إلى "مصائد للموت"، مشيرًا إلى استشهاد اللاعب إسماعيل أبو دان، أحد أبرز المهاجمين في قطاع غزة، قرب منطقة "زيكيم"، واختفاء المدرب نادر الحجار منذ أكثر من شهر ونصف قرب نقطة "نتساريم"، إضافةً إلى استشهاد لاعب ومدرب نادي بيت حانون، محرز أبو عودة، خلال محاولته الحصول على مساعدات.

وأشار صيام إلى أن عددًا كبيرًا من الرياضيين باتوا يعملون على بسطات في الشوارع لتأمين لقمة العيش لأطفالهم، في ظل غياب أي دعم أو تعويض.

وبيَّن أن شهر تموز/ يوليو فقط شهد استشهاد 41 رياضيًا، بينهم أسماء لامعة في تاريخ الرياضة الفلسطينية.

وأكّد مصطفى صيام أن البنية التحتية الرياضية تعرّضت لدمار واسع تجاوز 80 في المئة، حيث طال القصف الإسرائيلي عشرات الملاعب والصالات ومقرات الأندية، فيما تحوّل ما بقي منها إلى مراكز إيواء مكتظّة بالنازحين، ولم تَعُد صالحة لأي نشاط رياضي.

ويُشدّد صيام على أن استشهاد سليمان العبيد "خسارة وطنية"، لكنه أيضًا "رمز حيّ للوجع الذي تُعانيه الرياضة الفلسطينية تحت الحرب والقصف".