نفى مصدر فلسطيني مطّلع على مجريات مفاوضات وقف إطلاق النار في حرب غزة، لـ"الترا فلسطين"، ما تداولته وسائل إعلام عربية حول موافقة حركة حماس على خرائط الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة التي جرى تسليمها أمس. وقال مصدر قيادي خلال حديث مع "الترا فلسطين"، إن حركة حماس استلمت الخرائط، لكن النقاش حولها "لم يُحدث اختراقًا كبيرًا حتى اللحظة".
مصدر مطّلع لـ"الترا فلسطين": حماس استلمت الخرائط المُحدَّثة، لكن النقاش حولها "لم يُحدث اختراقًا كبيرًا حتى اللحظة"، ولم تُوافق عليها.
وذكرت تقارير صحفية أن "حركة حماس وافقت على تفاصيل الانسحاب، بعد أن تراجعت إسرائيل عن خريطة الانسحاب السابقة بضغط من المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، وقدمت خريطة جديدة للانسحاب وافقت عليها حماس تشمل انسحابًا إسرائيليًا من محور موراغ، إذ سيبقى جيش الاحتلال بعمق 1200 متر شمال محور فيلادلفيا، وعمق 1100 متر شمال وشرق قطاع غزة. كما أشارت التقارير إلى أن ويتكوف سيحضر إلى المنطقة الأسبوع القادم لإعلان الصفقة".
ورجّح المصدر القيادي خلال حديث مع "الترا فلسطين"، أن التسريبات التي نشرتها وسائل إعلام مصرية هي جزء من الاستراتيجية المصرية في المفاوضات، القائمة على "إشاعة تسريبات إيجابية حول الصفقة من شأنها أن تعزز الوضع الإيجابي في المفاوضات، عبر الضغط على الطرفين (حماس وإسرائيل)". وأضاف المصدر: "حماس ما تزال تدرس المقترح ولم تُصدر موقفًا نهائيًا بشأنه".
وأكد المصدر أن الموافقة على الشكل النهائي للاتفاق، خاصّة في قضية الانسحاب وخرائط انتشار قوات الاحتلال، تطلب موافقة من اللجان الفنّية المختصة بالوضع الميداني في حركة حماس، والذي يُرجّح دائمًا أنها قائمة على تقديرات الجناح العسكري في حماس.
ولفت المصدر المطّلع على المفاوضات، إلى أن ما يُطرح حتى الآن "لا يرقى إلى مستوى المطالب الفلسطينية"، موضحًا أن ما يُنشر في الإعلام يختلف تمامًا عمّا يطرحه الاحتلال فعليًا على طاولة المفاوضات، وما تراقبه حماس والفصائل الفلسطينية في الميدان.
واعتبر المصدر أن الهدف من "الضخ الإعلامي" هو وضع أرضية جاهزة لتحميل حماس مسؤولية فشل المفاوضات أمام الرأي العام، أو إشغال الرأي العام في جانب معيّن، لحرف النظر عن تصعيد إسرائيلي محتمل في مكان آخر.
مصدر مطلع لـ"الترا فلسطين": الموافقة على الشكل النهائي للاتفاق، خاصّة في قضية الانسحاب وخرائط انتشار قوات الاحتلال، تطلب موافقة من اللجان الفنّية المختصة بالوضع الميداني في حركة حماس
وأوضح مصدر لـ"الترا فلسطين" أن حماس لجأت في الأسبوع الماضي إلى الكشف عن بعض التفاصيل المتعلقة بالخرائط من جانبها عبر نشرها إعلاميًا، لتوضيح الصورة التي كانت تنصّ فيها الخرائط على احتلال كامل لرفح وبيت حانون وبيت لاهيا وقرية أم النصر وأجزاء من الشجاعية شرق غزة.
وأشار المصدر إلى أن تراجع الاحتلال عن المطروح سابقًا "محدود"، ويتعارض مع التصعيد الإسرائيلي الذي يُمثّل تصعيدًا خطيرًا على الأرض.