Bisan

اعتداءات المستوطنين في الطيبة: بؤرة استيطانية وحرمان من الأرض ومحاولات حرق كنيسة الخضر

Soruce تقارير
اعتداءات المستوطنين في الطيبة: بؤرة استيطانية وحرمان من الأرض ومحاولات حرق كنيسة الخضر
محمد غفري

محمد غفري

صحافي من رام الله

قبل يومين، اقتحم مستوطن برفقة أبقاره أروقة كنيسة الخضر، في قرية الطيبة شرق رام الله، في محاولة استفزازية تستهدف دفع السكان إلى المواجهة، ما يمنح جيش الاحتلال ذريعة لتبرير اعتداءات واسعة، وذلك بعد محاولات سابقة لحرق الكنيسة ذاتها.

ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، تصاعدت اعتداءات المستوطنين على أراضي الطيبة ومنازلها، ما حرم الأهالي من الوصول إلى نحو 18 ألف دونم، تشمل 70 % من أشجار الزيتون في المنطقة.

من أصل 24 ألف دونم من أراضي قرية الطيبة شرق رام الله، لم يتبقَ للأهالي سوى 6 آلاف فقط يمكنهم الوصول إليها

واليوم السبت، أجرى السفير الأميركي لدى "إسرائيل" مايك هاكابي زيارة غير معتادة إلى قرية الطيبة، بهدف الاطلاع على واقع الاعتداءات التي تتعرض لها من قبل المستوطنين.

رئيس مجلس قروي الطيبة، سليمان خورية، وصف ما تتعرض له البلدة بأنه "اعتداء على المقدسات، وإحراق للأراضي والمقبرة، ورعي للأبقار بين المنازل وفي ساحة كنيسة الخضر الأثرية، إلى جانب الاعتداء الجسدي على المواطنين والتنكيل بهم".

وفي حديثه لـ"الترا فلسطين"، أوضح خورية أن المستوطنين أشعلوا النار في أراضٍ مجاورة لكنيسة الخضر بتاريخ 7 تموز/يوليو الجاري، في محاولة لتمتد النيران نحوها. وأضاف أنه قبل يومين، قامت الأبقار بالرعي في محيط الكنيسة وداخل ساحتها، وأتلفت الورود وأشجار الزيتون، مما أدى إلى مواجهات مع الأهالي.

وأكد خورية أن هذه الاعتداءات ممنهجة، وتهدف إلى إحراق الكنيسة. وأشار إلى أن المستوطنين أقاموا حديثًا بؤرة استيطانية رعوية في المنطقة الشرقية من القرية، قرب حاجز كرميلو، تبعد كيلومترًا واحدًا عن منازل السكان، ويقومون يوميًا بقيادة الأبقار وصولًا إلى منازل المواطنين والكنيسة.

من جهته، قال راعي كنيسة المسيح الفادي للاتين، بشار فواضلة، إن الاعتداءات على الطيبة "قديمة جديدة"، بدأت باستهداف قاطفي الزيتون والمزارعين، وتتواصل اليوم باستهداف الأرض وأشجار الزيتون، مؤكدًا أن أبقار المستوطنين تدمر المزروعات وتصل حتى ساحات الكنيسة.

وأوضح فواضلة في تصريح لـ"الترا فلسطين"، أن ما يحدث "انتهاك لصرخة الإنسان، وصرخة الأرض، وصرخة الزيتون، وانتهاك للأماكن المقدسة وأماكن العبادة". وكشف أنه في 7 و8 و11 تموز/يوليو، جرى حرق الأراضي الخلفية لكنيسة الخضر، ولولا جهود الشبان لامتدت النيران إلى داخلها.

اعتداءات المستوطنين في الطيبة: بؤرة استيطانية وحرمان من الأرض ومحاولات حرق كنيسة الخضر

وأشار إلى أن الكنيسة تعود للقرن الخامس الميلادي، وأعيد ترميمها في القرن التاسع، وهي تحمل أبعادًا روحية ووطنية وتاريخية، وتشهد على الحضور الفلسطيني في هذه الأرض منذ آلاف السنين.

وحول زيارة السفير الأميركي، قال خورية إنهم عرضوا عليه وثائق وصورًا توثق الانتهاكات، وقد أبدى تفهمه وادعى عدم علمه الكامل بالصورة.

في المقابل، أكد فواضلة أنهم يطرقون كل الأبواب الدبلوماسية والدينية والدولية لوقف الاعتداءات، موضحًا أن ردود الفعل دائمًا إيجابية، لكن المطلوب ترجمة هذه المواقف إلى أفعال على الأرض.

وتابع: "نحن لا نطالب بامتياز، بل بحقنا في العيش بأمان، في أراضينا وبيوتنا، وبأن تبقى مساجدنا وكنائسنا في مأمن".

وأكد خورية أن من أصل 24 ألف دونم من أراضي القرية، لم يتبقَ للأهالي سوى 6 آلاف فقط يمكنهم الوصول إليها، فيما يُحرمون من دخول 18 ألف دونم مزروعة بالزيتون، دون القدرة على حراثتها أو جني ثمارها.