Bisan

مع انعدام العلاج.. "الذئبة الحمراء" تذيب أجساد الغزيين وتنهش حياتهم

Soruce تقارير
مع انعدام العلاج.. "الذئبة الحمراء" تذيب أجساد الغزيين وتنهش حياتهم
مدلين خالد خلة

مدلين خالد خلة

صحفية من غزة

على سرير المرض، يُصارع خالد شعبان نقص العلاج وانعدام الغذاء الصحي بصحته الهزيلة، البقع الحمراء على وجهه، والتي تسللت آثارها إلى تجويف عينيه الداخلي، لتؤثر على مدى الرؤية لديه وتعيق حركته الخفيفة بعد تدهور طرأ على وضعه الصحي.

شعبان، 65 عامًا، يعاني من التهاب شديد في البثور الحمراء الناتجة عن مرض "الذئبة الحمراء"، والذي اشتد ألمه مع عدم وجود العلاج اللازم المخصص لهذا النوع من الأمراض.

أكد أخصائي أمراض الجلدية، الدكتور شفيق الخطيب، أن مرض "الذئبة الحمراء" هو مرض مناعي ينقسم إلى نوعين: مرض موضعي وعام، يظهر على شكل فراشة على وجه المصاب، تبدأ أعراضه بهزال عام وضعف شديد في مفاصل الجسم، وانتفاخ في الجسم

وقال: "مع نقص العلاج في مشافي ومستوصفات القطاع، أخذ مرض الذئبة الحمراء بالانتشار بشكل أكبر في وجهي، ليطال الأمر التأثير على عيني وجهازي الهضمي".

ويضيف شعبان في حديثه لـ "الترا فلسطين": "انتقلت من مرحلة العلاج بالأدوية المناسبة إلى العلاج الموضعي بالابتعاد قدر الإمكان عن أشعة الشمس، والأغذية المليئة بالدهون والسعرات الحرارية المرتفعة".

ويتابع: "مع عدم توافر العلاج، أخذت البثور والبقع الحمراء في وجهي بالالتهاب، مع تقرحات حادة تتسبب في نزيف من بعض البثور، يتبعها حكة شديدة لا تتوقف نتيجة حساسية مفرطة، يتوجب أخذ علاج لها لكنه غير موجود".

ويشير شعبان إلى أن اقتصار الغذاء على المعلبات فقط أدى إلى زيادة نسبة الدهون في الجسم، مما يؤدي إلى تحسس عام في الجسم، وخاصة في المنطقة المصابة بالذئبة الحمراء.

ويبين أن "الذئبة الحمراء تؤثر على نشاط الجسم وتصيبه بالكسل العام، إضافة إلى انتفاخ الوجه، في ظل غذاء غير صحي ومجاعة متفاقمة".

الشاب حمزة المطوق، فقد حياته نتيجة مضاعفات مرض الذئبة الحمراء وتأثيرها على وظائف الكُلى لديه، ما أدى لإصابته بمرض الفشل الكلوي، وبعد ساعات معدودة عاشها على جهاز الغسيل، فارق الحياة بسبب نقص العلاج وتقليص ساعات الغسيل من أربع ساعات إلى ساعة أو ساعتين بالأسبوع.

وقال والد حمزة: "توفي حمزة نتيجة مضاعفات مرض الذئبة الحمراء وتأثيرها على الكُلى لديه، في مستشفى أبو يوسف النجار في أول أيام رمضان لعام 2024".

وكان أبو حمزة قد نزح مع عائلته من مدينة جباليا إلى رفح، خشية على تدهور صحة حمزة بعد اقتحام الاحتلال لمستشفى الشفاء بمدينة غزة.

وأضاف والد حمزة في حديثه لـ"الترا فلسطين": "لقد تسبب مرض الذئبة الحمراء بفشل كلوي لحمزة، ولأن ساعات الغسيل تقلصت، والمعابر أُغلقت، ألغت الحرب كافة المنافذ المنقذة، وبقي حمزة يعاني المرض مضاعفًا".

وتابع: "كان حمزة يخضع لجلسة الغسيل يومًا بعد يوم، ولمدة أربع ساعات قبل الإبادة، تقلصت لساعة واحدة مرة أو مرتين أسبوعيًا، وانقطع العلاج، ومات حمزة".

وأكد أخصائي أمراض الجلدية، الدكتور شفيق الخطيب، أن مرض "الذئبة الحمراء" هو مرض مناعي ينقسم إلى نوعين: مرض موضعي وعام، يظهر على شكل فراشة على وجه المصاب، تبدأ أعراضه بهزال عام وضعف شديد في مفاصل الجسم، وانتفاخ في الجسم.

وقال الخطيب: "من العوامل المحفزة لظهور المرض الضغط النفسي، وعدم انتظام التغذية، وزيادة نسبة الدهون في الجسم".
وأضاف الطبيب المختص في حديثه لـ "الترا فلسطين"، أن "حين ظهور مرض الذئبة الحمراء بشكل عام في وجه المريض، يبدو ملمسه دهنيًّا بعض الشيء، ويعاني المريض خلاله من حساسية مفرطة وحكة شديدة، وظهور للبثور الحمراء في أعلى الخد ومنطقة الأنف".

وتابع: "يتوجب على مريض الذئبة الحمراء أخذ العلاجات اللازمة لمنع حدوث مضاعفات صحية قد تؤثر على عينيه وأعضائه الداخلية، كالكُلى والجهاز الهضمي".

ويشير إلى أنه في ظل انعدام الغذاء في القطاع، فإن المريض يتجه إلى العلاج الموضعي بالابتعاد قدر الإمكان عن التعرض المباشر لأشعة الشمس، وتقليل الطعام الدهني والحار.

وشدد الخطيب على أن تناول المعلبات بكثرة، وانعدام الغذاء الصحي، وعدم توافر الخضراوات في القطاع، أسباب تؤدي إلى إصابة الأفراد بمرض الذئبة الحمراء، وحدوث مضاعفات لمصابيها.

عوض أبو وردة، مريض بـ"الذئبة الحمراء"، ويعاني مضاعفات المرض بسبب نقص العلاج، وعدم توافر الغذاء الصحي لتقليل خطر الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي.

قال أبو وردة: "لم أكن أعاني قبل الحرب من مضاعفات الذئبة الحمراء، إلا أن المجاعة والحصار ونقص الغذاء وعدم توافر العلاج، أدى إلى زيادة انتشار المرض في وجهي".

وتابع في حديثه لـ"الترا فلسطين"، قائلًا: "بدأت بين الحين والآخر أُعاني من نوبات حساسية مفرطة لا علاج لها، أكتفي خلالها بالاستظلال بعيدًا عن أشعة الشمس، مع استخدام بعض المرطبات الجلدية لمنع حدوث تشققات ونزيف".

ويشير إلى أنه يخشى من حدوث مضاعفات أكبر تؤثر على جهازه الهضمي، حيث بدأ يعاني منذ فترة قريبة من حالات إسهال أرجعها الأطباء إلى مرض الذئبة الحمراء.

بدوره، قال مدير مستشفى الشفاء في غزة، الطبيب محمد أبو سلمية، إن مرض الذئبة الحمراء لم يكن وليدًا للحرب، إلا أن نقص العلاج أدى إلى حدوث مضاعفات حادة للمرضى الذين يعانون منه.

وقال أبو سلمية في حديثه لـ "الترا فلسطين": "الذئبة الحمراء مرض مناعي يصيب فئة محددة من المواطنين، يؤثر على المفاصل والكُلى والجهاز العصبي وجهاز الدم، وله علاجات معينة، لكن عدم توافرها يؤثر على حياة المريض ويعرضه للخطر".

وأضاف أبو سلمية: "تأثيرات الذئبة الحمراء تُسرّع الإصابة بالفشل الكلوي، ونقص الدم، والكساح، وفشل في النخاع الشوكي"، مشيرًا إلى أنه مرض غير معدٍ، لكن لا توجد أي علاجات مخصصة له في ظل استمرار الحصار وإغلاق المعابر.