Bisan

خاص | الترا فلسطين ينشر تفاصيل مقترحي ستيف ويتكوف ومصادر توضح الفروق بينهما

Soruce تقارير
خاص | الترا فلسطين ينشر تفاصيل مقترحي ستيف ويتكوف ومصادر توضح الفروق بينهما
الترا فلسطين

الترا فلسطين

فريق التحرير

حصل موقع "الترا فلسطين" على تفاصيل مقترح ستيف ويتكوف الأول، الذي أعلنت حركة حماس موافقتها عليه، كما قدّمت مصادر مطّلعة على ملف المفاوضات في حديثها مع "الترا فلسطين" مقارنة بين المقترح الأول والمقترح الجديد، الذي طرحه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف مساء أمس، والذي قدم و"كأنه مقترح نهائي"، وفق تعبير المصدر. 

وصرح  مساء اليوم الجمعة، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بالقول: "إننا قريبون للغاية من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن بين إسرائيل وحماس". وأوضح ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي: "سنخبركم بذلك خلال اليوم أو ربما غدًا، ولدينا فرصة لذلك". وردًا على تصريحات ترامب، قال مصدر في حركة حماس لـ"الترا فلسطين"، إن المباحثات مع الوسطاء مستمرّة بهدف تعديل "مقترح ويتكوف الجديد"، إذ من الصعب قبوله بالشكل الحالي. وأكد مصدر فصائلي لـ "الترا فلسطين"، أن التواصل حول التعديلات يتم عن طريق الوسيط بشارة بحبح.

يعرض "الترا فلسطين" بالتفاصيل الفروقات بين مقترح ويتكوف الأول والثاني لوقف إطلاق النار في قطاع غزة

ويكشف "الترا فلسطين"، عن الفروقات بين المقترحين، وذلك بعدما أثارت موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على مقترح ستيف ويتكوف الجديد الخاص بوقف إطلاق النار في قطاع غزة تساؤلات حول إمكانية موافقة حركة حماس عليه، بعد أن أعلنت في 28 أيار/مايو الجاري توصّلها لاتفاق مع ويتكوف، فيما جاء المقترح الأخير مغايرًا تمامًا للمقترح الذي تحدّثت عنه حماس.

وتمّت مسودة الاتفاق الأول عبر وساطة من رجل الأعمال الأميركي- الفلسطيني بشارة بحبح، التي توصّل إليها بعد تكليف من الإدارة الأميركية وتواصل مباشر بينه وبين ويتكوف، بعلم إسرائيل التام، غير أن إسرائيل لم توافق على المقترح علنًا، ما دفع ويتكوف منتصف الأسبوع الماضي إلى صياغة مقترح جديد، تقول المصادر إنه يمثّل انقلابًا على الاتفاق الأول.

ورغم ما سبق، أعلنت حركة حماس مساء أمس، أنها "استلمت من الوسطاء مقترح ويتكوف الجديد، وأنها تدرس المقترح بمسؤولية بما يحقق مصالح وإغاثة الشعب الفلسطيني وتحقيق وقف إطلاق النار الدائم". كما أعلنت اليوم عن إجراء مناقشات مع الفصائل حول المقترح.

وقبل أيام، قال المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، وهو بجانب ترامب: "نحن على وشك إصدار وثيقة جديدة في وقت لاحق اليوم، تخص غزّة، بعد أن يطلع عليها الرئيس، ولديّ شعورٌ جيدٌ بالتوصل إلى وقف إطلاق نار طويل الأمد وحلٍّ سلميٍّ للصراع في غزة". وجاء التصريح بعد أيام قليلة من قبول حركة حماس مقترح ويتكوف الأول، وبعد رد المبعوث الأميركي على موافقة حماس، بالقول: إن "حماس شوّهت العرض الأميركي، وإن موقف الحركة مخيب للآمال وغير مقبول". بينما قال مسؤول إسرائيلي كبير، بعد تقديم ورقة ويتكوف الجديدة، إن "فهمهم هو أن مشروع البيت الأبيض الجديد لا يختلف بشكل كبير عن النسخ السابقة، لكنه يتضمن بعض التلاعب بالألفاظ في محاولة للحصول على موافقة إسرائيل وحماس". بينما يكشف "الترا فلسطين"، عن فروقات كبيرة بين ورقة ويتكوف الأولى والثانية.

وتكشف تفاصيل المقترحين التي وصلت إلى "الترا فلسطين"، عن فروقات واسعة وجوهرية بينهما، ما يعكس تباينًا واضحًا في الرؤية والمضمون حول ملف تبادل الأسرى، والمساعدات الإنسانية، وشكل الضمانات، وترتيبات "اليوم التالي" في قطاع غزة، ومصير الهدنة، وإن كانت تؤدي إلى انتهاء الحرب وفق ضمانة حقيقية أم لا.

وبحسب مصادر "الترا فلسطين"، فإن المقترح الأول، الذي تم تسليمه والاتفاق عليه مع حركة حماس في مطلع الأسبوع الجاري، تضمّن ضمانات واضحة لوقف إطلاق النار، إلى جانب بروتوكول إنساني صريح ينصّ على إدخال المساعدات دون شروط. كما تضمن المقترح التزامًا واضحًا بتسليم خمسة أسرى في اليوم الأول، وخمسة آخرين في اليوم الأخير من الاتفاق، ما يُعزز من فرص استمرار الهدنة دون خروقات. أما الاتفاق المُحدّث الجديد، فيُعدّ بمثابة "انقلاب" صريح على المقترح الأول، إذ تضمن تعديلات جوهرية تمسّ جوهر الاتفاق.

ويوضح أحد مصادر "الترا فلسطين" أبرز الفروقات والاختلافات بين المقترحين: ففي تبادل الأسرى، ينص الاتفاق الأول على الإفراج عن 10 أسرى أحياء لدى الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، خمسة منهم في اليوم الأول، وخمسة منهم في اليوم الأخير، إضافة إلى 16 جثمانًا، مقابل عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين.

أما المقترح الجديد، فإن النص تغيّر ليصبح 10 أحياء و18 جثمانًا، ويتم الإفراج عن خمسة منهم في اليوم الأول وخمسة منهم في اليوم السابع، مقابل أن يفرج الاحتلال عن 125 أسيرًا فلسطينيًا محكومًا عليهم بالمؤبد، إضافة إلى 1111 أسيرًا من غزة، اعتقلوا بعد تشرين الأول/أكتوبر 2023، وتسليم 180 جثمانًا من شهداء غزة.

مما يعني، بحسب المصدر، أن ضمانات استمرار الهدنة تنتهي فعليًا في نهاية اليوم السابع، وتُفتح الأبواب أمام استئناف العدوان بعد انتهاء تلك المدة، أي أن الهدنة محصورة بسبعة أيام فقط، ويسهل على الاحتلال اختلاق ذرائع لتجديد العدوان، وفق التجربة السابقة التي عاد فيها العدوان بعد 18 آذار/مارس الماضي، و"لم تكبح أي وساطة جماح الاحتلال".

View this post on Instagram

A post shared by Ultra Palestine - الترا فلسطين (@ultrapalestine)

المساعدات الإنسانية

بحسب مصدر "الترا فلسطين"، ورد نص صريح في الاتفاق الأول بدخول شاحنات المساعدات يوميًا دون قيود بناءً على اتفاق 17 كانون الثاني/يناير الماضي، مع تأكيد على عدم التعقيد في آلية الدخول. أما الاتفاق الجديد، فقد كانت الصياغة ضبابية، ولم يتم التطرّق إلى العدد أو النوع أو الكمية، بل اكتفى النص بالإشارة إلى "احترام ما يتم الاتفاق عليه بشأن المساعدات"، على أن تُقدّم عبر الأمم المتحدة والهلال الأحمر، مما يفتح الباب أمام عراقيل محتملة.

حركة الطيران

أشار مصدر "الترا فلسطين" إلى أنه في الاتفاق الأول يوجد نص صريح على المنع التام لحركة الطيران العسكري الإسرائيلي، بما في ذلك طيران الاستطلاع، لمدة 60 يومًا من بدء تنفيذ الاتفاق. أما في الاتفاق الجديد، فإن توقف الطيران سيكون خلال 10 أو 12 ساعة فقط يوميًا، ويتم خلال أيام تبادل الأسرى، مما لا يوفّر البيئة الآمنة ذاتها التي كفلها المقترح الأول.

الانسحاب وإعادة الانتشار

أوضح المصدر المطلع أن الاتفاق الأول نص على انسحاب قوات الاحتلال إلى نقاط التمركز التي كانت قائمة قبل 18 آذار/مارس (فترة ما قبل خرق وقف إطلاق النار الذي اتفق عليه في 17 كانون الثاني/يناير)، والتي كان الاحتلال قد انسحب فيها من غالبية المناطق داخل غزة. أما في الاتفاق الجديد، فالمصطلحات تغيّرت إلى "إعادة انتشار" و"انسحاب" دون تحديد دقيق كما في السابق، ما يُوحي باستمرار التواجد العسكري الإسرائيلي داخل غزة بشكل دائم.

الترتيبات المتعلقة بـ"اليوم التالي في غزة"

وفي الملف الأبرز على صعيد الحرب، قال مصدر "الترا فلسطين"، إن المقترح الأول لم يُشر إلى أي دور إسرائيلي مباشر في اليوم التالي، وكان هناك جهد من الوسطاء، خاصة العرب (قطر ومصر)، للعمل على الدفع باتجاه إدارة المرحلة عبر لجنة إسناد أو حكومة تكنوقراط، وتمت الإشارة إلى ذلك في نص الاتفاق الأول.

أما في الاتفاق الجديد، فبحسب المصدر، تمّت إضافة عبارة "مناقشة الترتيبات التي يتم طرحها من الجانبين"، ما يُتيح للاحتلال الإسرائيلي طرح ترتيبات تتعلق بشكل الحكم الفلسطيني أو من يدير القطاع عمومًا، وفرض أي شروط متعلّقة بقرار فلسطيني خالص.

كما أضيفت عبارة "مناقشة الترتيبات الأمنية طويلة الأمد داخل القطاع" ضمن القضايا التي سيتم نقاشها والتفاوض عليها خلال فترة الهدنة، وهذه عبارة لم تكن موجودة سابقًا، وتشير إلى دور إسرائيلي أمني مستمر داخل غزة، وطرح قضية "نزع سلاح الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة"، على سبيل المثال.

الضمانات الأميركية

وذكر المصدر أنه في الاتفاق الأول، ورد نص صريح بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يُصر على وقف إطلاق النار وإلزام إسرائيل بذلك، ويقدّم "شكرًا مباشرًا" لحركة حماس ودور الوسطاء، إلى جانب التزام أميركي بإلزام إسرائيل بوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا.

أما في الاتفاق الجديد، فلا يوجد فيه ذات العبارة مع تراجع مستوى الضمانات، إذ أصبحت مقتصرة على نص يقول "الولايات المتحدة والرئيس ترامب ملتزمان بالعمل لضمان استمرار المفاوضات بحسن نية حتى التوصل إلى اتفاق نهائي"، مع حذف العبارات التي تُظهر جدّية التزام واشنطن بعدم تجدد الحرب.

ويرى مصدر "الترا فلسطين"، أن المقترح الأول كان ثمرة جهود شارك فيها رجل الأعمال الأميركي- الفلسطيني بشارة بحبح بتكليف رسمي من الإدارة الأميركية، وتمّت مناقشة كل نقطة فيه مع ستيف ويتكوف، ثم الموافقة عليها. أما المقترح الجديد، فهو ورقة ضعيفة تسعى لسحب ملف الأسرى من الفصائل الفلسطينية، لا سيما نصف الأحياء، وفق المؤشرات المطروحة حول من تبقّى حيًا لدى حركة حماس من الأسرى الجنود، دون تقديم أي ضمانات حقيقية مقابلة.

وقال المصدر إن حركة حماس باتت أمام خيارين كلاهما صعب، إذ إن رفض المقترح يعني أن الاحتلال سيستمر بتفويض أميركي أكبر في عدوانه على القطاع، وتنفيذ مجازر يومية وحرب تجويع على السكان. بينما الموافقة عليه تعني "خسارة نصف الأسرى لدى المقاومة مقابل ثمن أقلّ من الذي طرح في المرّات السابقة، ومخاوف من عودة العدوان قبل انقضاء الهدنة، والعبث في ملف المساعدات، وذلك يمهّد لمرحلة الاستسلام"، وفق تعبيره.

مصدر لـ"الترا فلسطين": حركة حماس باتت أمام خيارين كلاهما صعب، إذ إن رفض المقترح يعني أن الاحتلال سيستمر بتفويض أميركي أكبر في عدوانه على القطاع، وتنفيذ مجازر يومية وحرب تجويع على السكان. بينما الموافقة عليه تعني خسارة نصف الأسرى.

ولفت المصدر إلى أنّ حماس من المرجّح أن يكون ردّها على المقترح خلال اليومين القادمين "موافقون، ولكن...". وذلك في حال كانت الإدارة الأميركية جادة في الوصول إلى اتفاق، بحيث يمكن تعديل الورقة الجديدة، خاصّة في أيام تسليم الأسرى وآلية عمل المساعدات واليوم التالي، أو العودة إلى نص الاتفاق الأول كما تم الاتفاق عليه مع ويتكوف، مستبعدًا الاتفاق على الصيغة الحالية للمقترح.

وأشار المصدر في ختام حديثه إلى أن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف تعامل مع المقترح وكأنه ملزم ونهائي، إذ قام بتوزيعه على عدد من قادة الدول والوسطاء، تزامنًا مع تقديمه لحركة حماس كمقترح رسمي، كما تبيّن أنه جاء بتنسيق إسرائيلي من خلال رد رئيس وزراء الاحتلال المباشر، بحسب قوله.