Bisan

المنخفض الجوي يجرد نازحي غزة من خيامهم

Soruce تقارير
المنخفض الجوي يجرد نازحي غزة من خيامهم
محمد النعامي

محمد النعامي

محمد النعامي، صحفي من غزة

"نعيش منذ يومين بلا مأوى، الخيمة التي تأوينا دمرتها الرياح العاتية في أول أيام المنخفض، وما لدينا من حاجيات وأمتعة إما تطايرت مع الرياح أو أغرقتها الأمطار، الأطفال نهضوا من دفء الفراش، إلى الرياح الباردة والماء، والركض في الطرقات، تشردنا وبدأنا البحث عن مأوى ولم نجد، وكل محاولات إصلاح الخيمة لم تنفع، فالرياح تدمّر ما صنعناه".

المنخفض الجوي في غزة يدمر آلاف الخيام ويجرد العائلات النازحة من مأواها، ما يؤدي إلى حالات مرضية خطيرة بين الأطفال

ويقول أبو محمد عليان، الذي يعيش لليوم الثالث في مدينة غزة، بعد أن عاد لها من نزوح في جنوب القطاع، إنّه وضع خيمته المتواضعة أمام منزله المدمّر، ليأتي المنخفض الجوي العاصف ويُدمّر خيمته وخيام آلاف العائلات.

ويعيش النازحون في قطاع غزة ليالي مريرة بعد أن دمرت الرياح العاتية خيامهم وأجبرتهم على البحث عن مأوى جديد. فقد أدى المنخفض الجوي إلى تدمير آلاف الخيام، ما تسبب في حالات مرضية خطيرة بين الأطفال.

ورصدت عدسة "الترا فلسطين" الدمار الكبير الذي حصل للخيام في مناطق مختلفة من مدينة غزة، ومحاولات النازحين ترميم ما تبقى من خيام أملا في أن تأويهم.

أب وأطفاله يحاولون إصلاح خيمتهم التي دمرتها الرياح وهم نيام
أب وأطفاله يحاولون إصلاح خيمتهم التي دمرتها الرياح وهم نيام (محمد النعامي/ الترا فلسطين)
        عرض هذا المنشور على Instagram                      

‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Ultra Palestine - الترا فلسطين‎‏ (@‏‎ultrapalestine‎‏)‎‏

من جانبها، قالت زهور عطية، أم لستة أيتام، إن الرياح دمرت خيمتها وأغرقت أطفالها وهم نيام في ظل البرد القارس وانعدام الملابس. وأضافت أن أطفالها ارتفعت حرارتهم وبدأوا بالتقيؤ والسعال، ولم تتوافر الأدوية المطلوبة في المركز الصحي المخصص للنازحين.

ورغم الضمانات الدولية، لم يتم إدخال خيام أو منازل صغيرة متنقلة إلى شمال القطاع، مع دخول اتفاقيّة وقف إطلاق النار أسبوعها الرابع، الأمر الذي زاد من معاناة النازحين.

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في بيان له يوم الثالث من شباط/ فبراير أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل عرقلة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية.

        عرض هذا المنشور على Instagram                      

‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Ultra Palestine - الترا فلسطين‎‏ (@‏‎ultrapalestine‎‏)‎‏

ووفقًا للبروتوكول الإنساني، كان من المفترض أن يتم إدخال 60 ألف منزل متنقّل "كرفان" ومئتي ألف خيمة مؤقتة إلى قطاع غزة لاستيعاب النازحين الذين دمّر الاحتلال منازلهم ووحداتهم السكنية، وكان من المفترض إدخال 600 شاحنة يوميًا محملة بالمساعدات والوقود، بما يشمل 50 شاحنة وقود وغاز، و4,200 شاحنة خلال 7 أيام، وهو ما لم يتم تنفيذه.

يمنع الاحتلال دخول وسائل التدفئة والملابس والأغطية والأدوية
يمنع الاحتلال دخول وسائل التدفئة والملابس والأغطية والأدوية (محمد النعامي/ الترا فلسطين)

محسن دريملي، نازح آخر، أكد أن أطفاله لا يمتلكون سوى ملابس خفيفة رغم تلاحق المنخفضات الجوية، ما أدى إلى إصابتهم بأمراض مزمنة وتدهور حالتهم الصحية.

وأوضح أن الخيارات المتاحة أمامهم هي إشعال نار للتدفئة داخل الخيمة مما يسبب سوء تنفس للأطفال، أو الاستسلام للبرد القارس.

        عرض هذا المنشور على Instagram                      

‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Ultra Palestine - الترا فلسطين‎‏ (@‏‎ultrapalestine‎‏)‎‏

وتؤكد أسماء صالح، الطبيبة في أحد مراكز الإيواء، أن الصقيع الذي يتعرض له القطاع يتعدى مرحلة البرد، ويؤدي في بعض الأحيان إلى الوفاة.

وأشارت إلى ارتفاع حالات الالتهابات الصدرية بين الأطفال نتيجة سوء التغذية وضعف البنية الجسدية وشح الأدوية.

خيمة أعيد ترميمها وتسكنها عائلة نازحة
خيمة أعيد ترميمها وتسكنها عائلة نازحة (محمد النعامي/ الترا فلسطين)