Bisan

اجتياح جنين في يومه السابع.. 15 ألف نازح وعشرات المنازل المدمرة

Soruce تقارير
اجتياح جنين في يومه السابع.. 15 ألف نازح وعشرات المنازل المدمرة
محمد غفري

محمد غفري

صحافي من رام الله

لليوم السابع على التوالي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدينة جنين ومخيمها في شمال الضفة الغربية، ما أسفر عن ارتقاء 16 شهيدًا، وفق أحدث إحصائية يوم الإثنين، وإصابة ما لا يقل عن 90 آخرين، بعضهم بجروح خطيرة، وسط عمليات تدمير وتفجير وحرق واسعة لمنازل وممتلكات المواطنين.

محمد جرار: هناك مأساة إنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فالأزمة وصلت إلى حد انقطاع الخدمات الأساسية، وحوالي 50 في المئة من أحياء المدينة والمخيم بدون ماء

ويؤكد رئيس بلدية جنين محمد جرار، في حديث لـ الترا فلسطين، أن اجتياح الاحتلال لمدينة جنين ومخيم جنين هذه المرة يختلف عن كل الاجتياحات السابقة، حيث شهدت المدينة ومخيمها 104 اجتياحات خلال الأعوام الأربعة الأخيرة، إلا أن هذا "أكبرها والأصعب والأعنف والأكثر تدميرًا"، حسب قوله.

وأوضح محمد جرار، أن هناك منطقة واسعة من المدينة والمخيم محاصرة منذ اليوم الأول للاجتياح، تمارس فيها قوات الاحتلال كافة أشكال الدمار من حرق وتفجير وقتل، وهي جنين الغربية، التي تشمل أحياء خلة الصوحة والزهراء البساتين ووادي برقين والهدف والجبريات والمخيم الجديد والقديم.

وبيّن جرار، أن المشاهد التي تخرج من هذه الأحياء مرعبة جدًا، وأصوات تفجيرات المنازل متواصلة فيها حتى الساعات الأخيرة، وسط دمار شامل للبنية التحتية فيها، وتدمير لممتلكات المواطنين، وحصار 4 مستشفيات من أصل 5 مستشفيات في المدينة.

والأخطر من هذا كله، بحسب محمد جرار، هو عملية التهجير القسري الواسعة التي بدأتها قوات الاحتلال في المخيم وأجزاء من حي الهدف، إذ تم رصد 15 ألف نازح بواقع حوالي 3200 عائلة حتى يوم الأحد، مبينًا أن 6 آلاف نازح يوجَدون في المدينة، أما البقية، فيوجَدون في الريف الغربي على نحو خاص، وبقية قرى وبلدات جنين، وهي 40 قرية وبلدة، وكان نصيب قرية برقين الأعلى من النازحين، إذ يوجَد بها 2000 نازح.

وأكد جرار، أن "هناك مأساة إنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فالأزمة وصلت إلى حد انقطاع الخدمات الأساسية، وحوالي 50 في المئة من أحياء المدينة والمخيم بدون ماء، حيث خرج بئر المياه الرئيسي وهو بئر السعادة عن الخدمة؛ بسبب استهداف الخطوط الناقلة، وهناك شح كبير في المواد التموينية في الأحياء المحاصرة، ما دفعهم لإطلاق نداءات استغاثة".

وأفاد جرار، أن النازحين خرجوا من منازلهم بدون أي مقتنيات، لذا بدأت حملة تضامن كبيرة مع النازحين من السكان، مبينًا أن 90 في المئة من النازحين اُسْتُوعِبُوا في البيوت، و10 في المئة اُسْتُوعِبُوا في مراكز إيواء عامة، وهي قاعات ومساجد ومدارس ومرافق البلدية، وتُتَابَع من لجنة الطوارئ المُشكَّلة من البلدية والمحافظة و"الأونروا" ووزارة التنمية الاجتماعية، و"قد وُثِّقَت عملية النزوح كاملة والعائلات ومناطق نزوحها".

        View this post on Instagram                      

A post shared by Ultra Palestine - الترا فلسطين (@ultrapalestine)

وأوضح محمد جرار، أن هناك 70 حالة إنسانية ما زالت توجَد في مخيم جنين، ولم تتمكن من الخروج، بالإضافة إلى بعض العائلات التي رفضت النزوح بشكل مطلق، ولا يوجد اتصال معها.

وبيّن جرار، أنهم تسلموا يوم الأحد 6 شاحنات مساعدات من وزارة التنمية الاجتماعية، بالإضافة إلى المساهمات الكثيرة من المجتمع المحلي، "إلا أن التدخلات والاستجابة متواضعة مقارنة مع حجم النزوح الكبير". وكشف، أن وكالة "الأونروا" بصدد صرف مساعدة مالية للعائلات للتخفيف من حدة الأزمة.

ونفى محمد جرار تراجع قوات الاحتلال من أي أحياء، حيث تمكن صحفيون من الوصول إلى بعض الأماكن، إلا أن قوات الاحتلال عادت إليها، وحجم الدمار فيها مروع.

وأكد جرار أن عدد المنازل المُدمَّرة أكثر بكثير من 20 منزلًا، وهو الرقم الذي تُحُدِّث عنه بشكلٍ أولي يوم الأحد، مشيرًا إلى أن أصوات الانفجارات تُسمع في كل ساعات، علاوة على عمليات التجريف الواسعة التي لا تتوقف عن العمل.

عدد المنازل المُدمَّرة أكبر بكثير من 20 منزلًا، وأصوات الانفجارات تُسمع في كل ساعات، علاوة على عمليات التجريف الواسعة التي لا تتوقف عن العمل

وبين محمد جرار، أن جيش الاحتلال جلب يوم الإثنين معداتٍ لها علاقة بالرصف وتأهيل الطرق، بالإضافة إلى شاحناتٍ محملةٍ بـ "البسكورس"، مضيفًا أن "ما تقوم به قوات الاحتلال في المنطقة المحاصرة غير معلوم".

وحتى اللحظة، لم يسمح جيش الاحتلال لطواقم بلدية جنين بالعمل حتى في الأحياء التي لا يوجد اجتياح لها، أما داخل المخيم فلا يسمح لكل الجهات الدخول بما في ذلك طواقم الدفاع المدني والإسعاف.