Bisan

بذرائع أمنية.. الاحتلال يحاصر الأغوار ويخطط لإحكام سيطرته عليه

Soruce تقارير
بذرائع أمنية.. الاحتلال يحاصر الأغوار ويخطط لإحكام سيطرته عليه
محمد غفري

محمد غفري

صحافي من رام الله

لا يستغرب أهالي الأغوار الشمالية، الإجراءات العسكرية المشددة التي فرضها جيش الاحتلال الإسرائيلي عليهم، عقب عملية الأغوار الأخيرة، صباح يوم الجمعة الماضية، ويدرك سكان المنطقة أن الاحتلال يستبطن مخططات طويلة الأمد، تهدف في نهاية المطاف إلى تهجير سكان الأغوار، لصالح التوسع الاستيطاني في المنطقة، والسيطرة على المنطقة الاستراتيجية من الضفة الغربية.

يدرك سكان الأغوار الشمالية، استغلال الاحتلال للعملية الأخيرة، وذلك من أجل تنفيذ مخططات مسبقة

المشهد اليومي الأبرز في الأغوار الشمالية، هي خروج حافلة بشكلٍ يومي من أجل نقل الطلبة، تجاه فروش بيت دجن والجفتلك في الأغوار، وذلك لمساعدة طلبة المساكن البعيدة في الوصول إلى مدارسهم، ومنذ يوم العملية، يستمر جيش الاحتلال في إغلاق حاجز الحمرا، والمنطقة المحيطة به، في إجراء عقابي لسكان المنطقة، فيما لم تتمكن الحافلة الخاصة بنقل الطلبة من الوصول، مما أجبرهم على قطع مسافات طويلة وعبر طرق جبلية ووعرة، وذلك من أجل الوصول إلى مدارسهم.

ومع إغلاق الطرق من قبل جيش الاحتلال، يراقب عازم الحاج محمد رئيس مجلس قروي فروش بيت دجن، قيام جيش الاحتلال بتركيب بوابات حديدية جديدة على حاجز الحمرا.

getty

ويفصل حاجز الحمرا، بين الأراضي والمنازل في فروش بيت دجن إلى نصفين، وفي كل مرة يجري فيها إغلاق الحاجز، تصاب القرية بشلل شبه تام. ويعتمد سكان هذه المناطق على الزراعة ورعي المواشي، ويحتاج أهالي فروش بيت دجن والجفتلك وغيرها من القرى والتجمعات الفلسطينية هناك للتنقل المتواصل عبر الحاجز، لنقل مياه الشرب والري والأعلاف.

ويقول رئيس مجلس قروي فروش بيت دجن عازم الحاج محمد، إن الاحتلال لا ينتظر وقوع عملية فدائية من أجل الشروع بأي إجراءات عقابية بحق سكان الأغوار، بل هو بالأساس كان يحضر لهذه الإجراءات قبل العملية بأيام، وجاءت العملية واستغلها الاحتلال.

وأشار الحاج محمد، إلى أن حكومة نتنياهو السابقة كان لديها تصور لضم الأغوار، وما يحدث الآن هو استكمال لنفس هذه المخططات بغض النظر عن وقوع العملية، وذلك ضمن سياسة فصل وعزل المنطقة بشكلٍ كامل.

getty

وأوضح رئيس المجلس القروي، أن الاحتلال قام بشق نفق عند سهل عاطوف والبقيعة لمنع التنقل، وأغلق كل المنافذ والمداخل المؤدية إلى هناك، وبعد العملية تم تشديد الإجراءات الأمنية، وجرى إغلاق حاجز الحمرا في فروش بيت دجن الذي يفصل أراضي وسكن بيت دجن إلى نصفين، كما تم تركيب بوابات حديدية على الحاجز.

وأضاف الحاج محمد، في حديث مع "الترا فلسطين" أن المسيرة التعليمية تعطلت في فروش بيت دجن والجفتلك نتيجة عدم وصول الباص الذي ينقل الطلاب وتأخر وصول المعلمين لساعات على الحاجز.

.

ونوه إلى أن الطلاب قطعوا مسافة طويلة عبر طريق جبلية تصل إلى كيلو ونصف بسبب إغلاق حاجز الحمرا، الذي حال دون وصول الحافلة التي تقلهم من مديرية تربية نابلس.

وبحسرة يقول الحاج محمد "المنطقة مقبلة على أيام صعبة جداً، تذكر بأيام انتفاضة الأقصى عندما كان يتم إغلاق كل حواجز الأغوار".

.

الناشط الحقوقي في الأغوار الشمالية عارف دراغمة يقول إن الإجراءات التي فرضها الاحتلال عقب العملية، هي سياسة مبيتة واستغل الاحتلال الظرف الأمني الذي حدث من أجل فرض إغلاق جديد على منطقة الأغوار والاستيلاء على الأراضي والتضييق على السكان.

وأوضح دراغمة في تعقيب لـ"الترا فلسطين"، أنه لليوم الرابع على التوالي يواصل الاحتلال فرض حصار عسكري على الأغوار، عبر الكثير من الإجراءات، عدا عن ترك المستوطنين للاعتداء على الفلسطينيين وممتلكاتهم.

وأوضح أنه جرى إغلاق حواجز الحمرا وتياسير بشكلٍ كامل ولساعات طويلة، وهناك طابور كبير من المركبات تقف على الحاجزين كل صباح، تحمل الأطباء والمدرسين والمزارعين والعمال وسكان من المنطقة، وهو ما أدى لتعطل حياتهم.

getty

وتابع، أن الاحتلال أغلق كل المنافذ المؤدية إلى الخرب الفلسطينية شرق عاطوف، والتي كانت تستعمل من أجل إحضار المياه والأعلاف في منطقة الحديدية وحمصة ومكحول وخربة سمرا.

وأكد دراغمة في تعقيب لـ"الترا فلسطين"، أن الأغوار ما زالت منطقة مغلقة والتضييق عليها متواصل وعلى كل العابرين إلى الأغوار من كل الجهات.

وتابع بالقول، إن "هذه سياسة واضحة للاحتلال منذ سنوات، حيث يستغل أي فرصة من أجل الضغط على السكان في الأغوار من أجل عزل الأغوار عن باقي الوطن وتهجيرهم، وبناء المستوطنات، التي تقضي على أي شيء فلسطيني في الأغوار".