Bisan

المعتقلون من الأقصى: ضرب وسحل لكن المعنويات عالية

Soruce تقارير
المعتقلون من الأقصى: ضرب وسحل لكن المعنويات عالية
محمد غفري

محمد غفري

صحافي من رام الله

انتهت الساعات الثلاثة العنيفة في المسجد الأقصى بمئات المعتقلين وعشرات المصابين. كانت الجمعة الثانية من شهر رمضان من أشد أيام الأقصى صعوبة في السنوات الأخيرة. ثم بعد انتهاء العدوان بدأت ساعاتٌ أصعب بالنسبة للمعتقلين.

الشبان انقسموا إلى مجموعتين في الزوايا، وأدركوا أنه لا مجال للمقاومة أكثر. بدأ الجنود بتقييد الشبان وانهالوا عليهم بالضرب والسحل، "لكن المعنوية كانت عالية"

عبود فارس من سلواد، كان بين من لجأوا إلى المصلى القبلي هربًا من رصاص جنود الاحتلال وقنابل الصوت والغاز، لكن الرصاص والقنابل طاردتهم إلى المصلى من نوافذ في سقفه بعدما اعتلى الجنود سطح المصلى وكسروا النوافذ. وفي النهاية اقتحمت القوات واعتقلته مع العشرات. يقول فارس: "فوجئنا بظهور جنديين من جهة باب العيادة ومبادرتهما لإطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الغاز، ثم تبعهم عددٌ كبيرٌ من الجنود من كل الاتجاهات يفوق عددنا".

https://t.me/ultrapalestine/27026

وأضاف فارس، أنه وبقية الشبان انقسموا إلى مجموعتين في الزوايا، وأدركوا أنه لا مجال للمقاومة أكثر. بدأ الجنود بتقييد الشبان وانهالوا عليهم بالضرب والسحل، "لكن المعنوية كانت عالية" وفق فارس.

وتابع: "الجنود كانوا يبتسمون للإيحاء بانتصارهم، لكن استفزتهم رايةٌ كانت معنا للسرايا والقسام".

https://t.me/ultrapalestine/27013 https://t.me/ultrapalestine/27010

إثر ذلك نقل جنود الاحتلال، المعتقلين عبر باب المغاربة (من أبواب الأقصى) ثم عبر الجسر الخشبي. أوضح فارس، أن جنود الاحتلال اعتدوا عليهم بالضرب داخل الحافلات، وأحد الشبان داسوا على رأسه بأقدامهم. رغم ذلك، يواصل فارس حديثه قائلاً: "هتفنا في الحافلات للمقاومة والسنوار والقسام والضيف لاستفزاز الجنود، وبسبب ذلك اعتدوا علينا بالضرب، لكن كنا سعداء بنجاحنا في استفزازه".

يواصل فارس حديثه قائلاً: "هتفنا في الحافلات للمقاومة والسنوار والقسام والضيف لاستفزاز الجنود، وبسبب ذلك اعتدوا علينا بالضرب، لكن كنا سعداء بنجاحنا في استفزازه"

وبيّن، أن شرطة الاحتلال نقلت المعتقلين إلى معسكر العيساوية، حيث تُركوا تحت الشمس، وتم توثيق بصماتهم ومعلوماتهم الشخصية، وعرض أفراد الشرطة على المعتقلين كسر صيامهم بتناول المياه. وتابع: "قاموا بتصوير من طلبوا تناول المياه، وهم قلة وقد طلبوا ذلك بسبب ما تعرضوا له من ضرب وإنهاك".

وأضاف: "نقلونا إلى المسكوبية، وهناك كل الإجراءات مرت بشكل بطيئ، ثم عند المغرب جلب لنا أهل القدس الماء والتمر ثم البسكويت عندما كنا داخل الحافلات، حيث شاهدتم صورنا ونحن في الحافلات نضحك". وأشار فارس إلى الفيديو الذي ظهر فيه أحد المعتقلين يفك قيده، مبينًا أنه رغم ذلك كان آخرون مقيدين بشكل عنيف، وقد أدى ذلك لانتفاخ أيديهم وتحولها إلى اللون الأزرق.

https://t.me/ultrapalestine/27098

وأفاد بأن ضباط الاحتلال في قسم المسكوبية "صُدموا" بعدد المعتقلين، ولذلك لم يقوموا بالتحقيق مع أي منهم، بل ألزموهم بالتوقيع على أمر إبعاد عن المسجد الأقصى ودفع غرامة 5 آلاف شيكل في حال العودة إليه.

مجاهد حمايل من بلدة بيتا جنوب نابلس، أفلت من الاعتقال لكن بعد إصابته بالرصاص المطاطي في البطن. يقول: "كان هناك اقتحامٌ في البداية وانتهى، ثم جاء الاقتحام الثاني أشد شراسة من جهة باب العيادة.

وأضاف حمايل: "دخلوا من باب العيادة بطريقة وحشية، وأطلقوا الرصاص بشكل عشوائي. كان عدد الجنود بالمئات ويفوق عددنا كثيرًا".

https://t.me/ultrapalestine/27006

وأكد، أن جنود الاحتلال ضربوا الشبان "بهمجية، واعتقلوا عشوائيًا غالبية من كانوا في المصلى القبلي، مبينًا أنه شاهد هجوم خمسة جنود بشكل جماعي على شاب وحيد والتنكيل به.

وتابع: "اعتقلوا الشبان في طابور. أحدهم أصابته نوبة تشنج فتركوه حتى استقرت حالته ثم اعتقلوه. وشابٌ آخر كان يستفرغ لكنهم واصلوا اعتقاله".

اعتقلوا الشبان في طابور. أحدهم أصابته نوبة تشنج فتركوه حتى استقرت حالته ثم اعتقلوه. وشابٌ آخر كان يستفرغ وواصلوا اعتقاله

إثر ذلك، شرع حمايل مع بقية الناجين من العدوان بتنظيف المصلى القبلي وساحات المسجد الأقصى، في عملية استمرت ساعتين، ونجحوا في إتمامها بالكامل قبل صلاة الجمعة.

https://t.me/ultrapalestine/27034

في النهاية، بلغ عدد المعتقلين 476 شخصًا، وفق المحامي خالد زبارقة، المتخصص في شؤون القدس. بينما عدد المصابين 158 شخصًا، وفق جمعية الهلال الأحمر.

وفي ساعات المساء من يوم الجمعة، ثم يوم السبت، أفرجت سلطات الاحتلال عن غالبية المعتقلين وعلى دفعات. والآن بقي في سجون الاحتلال 15 معتقلاً، 9 منهم من الضفة الغربية بينما البقية من القدس.

وأوضح المحامي زبارقة، أن المعتقلين سيُعرضون على المحكمة يوم الإثنين عند الساعة 12 ظهرًا، مبينًا أن المعتقلين يواجهون تهمتين، الأولى هي الدخول إلى القدس بدون تصريح، والمشاركة في المواجهات داخل الأقصى. وتهمة المواجهات هي التهمة الرئيسية الموجهة لمعتقلي القدس.