تلقى أصحاب صالات الأفراح والمناسبات في ضواحي القدس اتصالات، الأربعاء، من شخص قال إنه ضابط في "الإدارة المدنية" التابعة لجيش الاحتلال، أبلغهم بقرار إغلاق الصالات فورًا.
القاعات في مناطق لم يتم تصنيفها كمناطق حمراء، ولا تخضع لسيادة بلدية الاحتلال في القدس
وبالرغم من صدور قرار من الحكومة الفلسطينية بإغلاق صالات الأفراح ومنع بيوت العزاء لمنع تفشي فايروس "كورونا"، إلا أن عشرات الصالات في ضواحي القدس والمناطق المصنفة C واصلت العمل في ظل وقف التنسيق الأمني وعدم قدرة الأجهزة الأمنية متابعة تنفذ القرار.
اقرأ/ي أيضًا: أوبئة غيرت وجه الحياة في فلسطين
وكانت حكومة الاحتلال قررت فرض الإغلاق الليلي على كفر عقب وبيت حنينا والطور والعيساوية وعناتا ومخيم شعفاط، بعد تصنيفها كمناطق حمراء، مع عشرات المناطق والأحياء الخاضعة لسيادة الاحتلال.
أما البلدات التي قرر جيش الاحتلال إغلاق الصالات فيها، فهي خارج حدود الجدار الفاصل، ولا تخضع لسلطة بلدية الاحتلال في القدس منذ سنوات طويلة، ولذلك لم يتم إدراجها كمناطق حمراء.
قاعات الرويال في العيزرية، أعلنت عبر صفحتها إغلاق القاعة حتى إشعار آخر بقرار من جيش الاحتلال، وخيرت العرسان بين تأجيل الأعراس أو إقامتها في منازلهم.
خسائر أصحاب القاعات بسبب قرار الإغلاق تصل لعشرات آلاف الشواكل
يقول مالك قاعات الرويال غسان أبو هلال، إنه أبلغ المتصل بأن لديه حجوزات لحفلات زفاف اليوم، فهدّده بإجراءات عقابية في حال خالف القرار.
اقرأ/ي أيضًا: الكارنتينا: تاريخ الحجر الصحي في فلسطين
وأضاف، أن المتصل لم يسمح له بالخوض في التفاصيل، ورفض طلبه بمنحه ورقة رسمية بالقرار، واكتفى بإبلاغه أن هذا الرقم هو للجيش، وفي حال أراد الاستفسار عليه أن يتصل به.
ويُبين أبو هلال، أنه يتوجب عليه الآن إرجاع مبالغ لا تقل عن 60 ألف شيقل، تم دفعها سابقًا كعربون للعشرين يوم القادمة، مضيفًا، "فما بالك ببقية الحفلات؟ وهي مبالغ كبيرة جدًا".
وأكد أبو هلال التزامه بالقرار وأنه سيحاول مساعدة من لديه عرس قريب على إقامة الحفل في المنزل.
يُذكر أن عدد صالات المناسبات في ضواحي القدس لا تقل عن 25 قاعة تتوزع على العيزرية وأبو ديس والسواحرة والزعيم والشيخ سعد وغيرها من التجمعات الفلسطينية هناك.
آدم الطويل، صاحب قاعة "شمس العودة"، تلقى هو الآخر اتصالاً عند الساعة الثامنة من شخص يبلغه بإغلاق القاعة، بعد أن عرف بنفسه أنه من جيش الاحتلال.
سأل الطويل، المتصل: "ماذا لو فتحت القاعة؟"، فرد عليه "جرب افتح وشوف شو بصير". ما يعني ملاحقة وغرامة مالية وعقوبة بالسجن وإغلاقًا دائمًا ومحاكمة، وفق الطويل.
أصحاب القاعات: نلتزم بإجراءات الوقاية قدر الإمكان، وإغلاق القاعات سيقطع أرزاق عشرات العائلات
وأفاد بأن القرار سيؤثر على دخل عائلات 30 شخصًا يعملون في الصالة.
وأضاف، أن الكثير من أصحاب الحجوزات حضروا إليه، ومنهم من كانت لديه مناسبات قريبة وانتهى من التجهيزات، فوقعت خلافات معهم عندما طلبوا منه عدم الالتزام بأمر الإغلاق.
يؤكد أصحاب هذه الصالات أنهم يلتزمون بالإجراءات الوقائية، إذ يوزعون الكمامات ومواد التعقيم على الضيوف، ويفحصون الحرارة، ويُحددون عدد الأشخاص أيضًا. يبرر هؤلاء مخالفتهم لقرار الحكومة الفلسطينية بإغلاق الصالات أن هذه المنطقة لا تخضع لقرارات الحكومة بشكل عام.
من جانبه، يُضيف أبو هلال، أنه التزم بقرار الحكومة الفلسطينية في أول إغلاق تم الإعلان عنه، وكذلك في المرة الثانية، لكن بقية أصحاب القاعات لم يلتزموا، ما سبّب له خلافات مع الزبائن الذين حجزوا لحفلات الزفاف قبل الجائحة.
وبدأت سلطات الاحتلال، منذ مساء الثلاثاء، تطبيق الإغلاق الليلي من الساعة الخامسة مساءً وحتى السابعة صباحًا، وقد قررت إغلاق حاجز قلنديا ومخيم شعفاط الذين يفصلان بين الضفة والقدس خلال هذه الفترة.
اقرأ/ي أيضًا: