يسألونني فأجيب: "هذا ملاكيَ الجميل أحمد"
توارت تحمل جرحها ومضت تلوّح بكفٍ مثقل بالحزن والألم، دموعٌ لم تهدأ مُذ لاح إلى ناظريها قميص الغياب والفراق أحمراً قانياً، ماذا ينفع الكلام وهل يُجدي حديث المرء عن النجوم الباسقات وعن ركامٍ من الذاكرة...
توارت تحمل جرحها ومضت تلوّح بكفٍ مثقل بالحزن والألم، دموعٌ لم تهدأ مُذ لاح إلى ناظريها قميص الغياب والفراق أحمراً قانياً، ماذا ينفع الكلام وهل يُجدي حديث المرء عن النجوم الباسقات وعن ركامٍ من الذاكرة...
ماذا تقولين وماذا كان همس صوتك يريد أن يلامس من تلك القلوب المقفلة، من تلك القلوب التي ران عليها كثيرٌ من الخَوَر والجبن والإبطاء، ماذا أراد همس الصوت الذي احترق في أعماق صدرك قبل أن يحرق البقية...
لم يدر في خلدي ذات يوم أن أصبح أنا المواطن الفلسطيني رهينة وورقة يلوّح بها ساسة هذا الشعب إرضاءً لغرائزهم في القهر وإشباع نهمهم في تسليط سيوفهم على رقابنا وإظهار سطوة القوي الحاكم الذي لا يريد لنا...
لقد غدا البوح في حاضرة القدس الجريحة مكلوماً محملاً بأوجاعها وترانيمها الملأى بكبرياء الكبار، بهمّة أحبابها، بدموع المحبين التوّاقين للقياها، محاصراً بالدماء الزكية التي ما تلبث وأن تسقي تربها بين...
لم يكن يخطر على بال المحتل حينما قرر أن ينصب بواباته الإلكترونية على أبواب المسجد الأقصى أن تتجه الأمور إلى ما وصلت إليه، ولعل آخر ما توقعه أن تكون هذه الهبة الجماهيرية المقدسية بامتياز حتى اللحظة...
من نقطة صفر أبى الجمر إلا أن يشتعل متوقداً قادماً من أم الفحم أو إن شئت فقل من أم النور إذ انبعث من ثناياها شعاع الأمل قادماً من بين الركام ومن بين خبايا الوجع والنسيان، حلّق محمد وصحبه يحملون الاسم...
يبدو أن فكرة "الإنجاز" لا تزال تراوح مكانها حلماً يراه البعض في منامه أو أمنيةً لا يزال التغني بها قائماً غير أن الواقع الذي لا تخفى ملامحه على أحد يثبت صحة القول بأن الإنجاز لم يخرج من قوقعة الأمل...
ها هو رمضان يمضي، وتبقى الذكريات ويبقى معها الأمل بعودة الأحباب وانكسار قيدهم ... ما أن يهلّ هلال رمضان فتهلّ معه ذكريات لها بريق خاص، عطر من الماضي الجميل، ولمسة تنثرها بركات اللحظات الإيمانية بعطف...
ما أن يهلّ هلال رمضان فتهلّ معه ذكريات لها بريق خاص، عطر من الماضي الجميل، ولمسة تنثرها بركات اللحظات الإيمانية بعطف على الذاكرة الحانية، في انتظار الهلال، ينتظر الأحبة الفرج، يأتي رمضان موسماً...
على قدم وساق تجري الاستعدادات الأسرية لاستقبال الموسم الجديد بزائره ثقيل الدم، استعدادات ليست وليدة فترة الامتحانات بل ومنذ بداية العام تستعد الجبهة الداخلية المنزلية وبعد سلسلة اجتماعات للمطبخ...
لم يكن الأسرى الفلسطينيون الذين تعجّ بهم زنازين الاحتلال أرقاماً وحسب تملؤها نشرات الأخبار أو هيئات ولجان الأسرى التي تتكفل بمتابعة أخبارهم وأحوالهم، إذ إنها لو كانت كذلك فإننا لن يكون بمقدورنا فهم...
كلما هممتُ بالكتابة عن وصف قريب معقول للسجن وواقعه قلتُ في نفسي يستحيل لمن لم يدخل تلك الزنازين وتلك الغرف المظلمة ويتلوّى بين جدرانها الصمّاء جوعاً وقهراً وحرماناً ، وكدراً لا تطيقه النفس ولا...
ووري فادي الثرى، مخلّفاً خلفه تساؤلات معلّقة وعلامات استفهام كبيرة تبحث عن إجابات، فهل يا ترى دُفنت إلى جانبه أم أنها ستدقّ ناقوس الخطر من جديد لتوقظ فينا جزعنا وإهمالنا وذاكرتنا الهشّة سريعة النسيان...
هدوء حذر تقطعه أصوات خافتة لتلك الطائرات الخفيفة بلا طيار، وهمسات المقاتلين المرابطين في ساحة كنيسة المهد ترقب اللحظات والساعات بحذر شديد تخترق السكون المهيب، وانتظارٌ للمجهول، صمتٌ يتغلغل بين هبات...
بات الليل يشكّل هاجساً للفلسطيني الذي بات ينتظر طرقات الجيش أو أن تعاجله طلقات الاحتلال في صدره أو قذيفة أو قنبلة تجعل مِن الباب أثراً بعد عين، كثيرون باتوا لا يعلمون للنوم طريقاً في الليل، وأمسى...
جلستُ ليلتها أقنع رفاق الزنزانة أنك وعند أول خطوة فوق الأسفلت خارج هذا السجن ستنسى تلك الحقبة "المريرة" من حياتك، ستمحوها من ذاكرتك، ستقول مجيباً عند سؤال الناس لك هل رأيت شقاءً قط؟!، ستجيب: كلا ما...