وصف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) الحالة في قطاع غزة، بأنها "أكبر عدد من الأطفال مبتوري الأطراف في التاريخ الحديث". طوال الحرب التي استمرت سبعة عشر شهرًا، كانت الإمدادات والخدمات للأطفال والبالغين مبتوري الأطراف أقل بكثير من الحاجة ناجمة عن دموية الحرب. وقد أتاح وقف إطلاق النار في غزة، الذي بدأ في منتصف كانون الثاني/يناير، فرصةً لوكالات الإغاثة لجلب عدد أكبر من الأطراف الاصطناعية والكراسي المتحركة والعكازات وغيرها من الأجهزة. ومع ذلك، فإن هذا ما جُلب لم يغط سوى نحو 20% من إجمالي الاحتياجات.
وأغلقت إسرائيل النافذة المحدودة عندما منعت دخول كل الإمدادات الطبية وكذلك الغذاء والوقود وغير ذلك من المساعدات في الثاني من آذار/مارس. وقدرت منظمة الصحة العالمية في أيلول/سبتمبر، أن ما يصل إلى 17500 شخص من البالغين والأطفال أصيبوا بإصابات بالغة في الأطراف، مما يجعلهم في حاجة إلى إعادة التأهيل والمساعدة.
لم تكد الطفلة سيلا أبو عقلين ذات الخمسة أعوام تشق خطواتها الأولى نحو عالم الطفولة وممارسة حياتها كغيرها من الأطفال، لتفقد ساقها اليمنى جراء صواريخ الاحتلال التي دمرت منزلهم في مدينة غزة.
قدرت منظمة الصحة العالمية في أيلول/سبتمبر، أن ما يصل إلى 17500 شخص من البالغين والأطفال أصيبوا بإصابات بالغة في الأطراف، مما يجعلهم في حاجة إلى إعادة التأهيل والمساعدة.
وفي ليلة الثالث من كانون الأول/ديسمبر 2023 استيقظت سيلا، لتجد نفسها بين أكوام الركام والنيران المشتعلة بعد أن استهدفت طائرات الاحتلال المنزل المجاور تمامًا لمنزلهم الصغير الواقع في حي الزيتون جنوب مدينة غزة لتسوية بالأرض، لتخرج حية من تحت الركام، وتكون الناجية الوحيدة من عائلتها، بالرغم من مكوثها في نفس الغرفة مع شقيقاتها (لِيلِي وصبا)، لتنقل إلى مستشفى المعمداني وسط مدينة غزة وجسدها مغطى بالغبار والأتربة، وتعاني من إصابات بالغة في قدمها اليمنى، وفي مختلف أنحاء جسدها.
وتنقلت سيلا بين مستشفيي المعمداني والصحابة وسط مدينة غزة والمستشفيات الميدانية على مدار شهرين وخضعت لعدة عمليات جراحية، حتى قرر الأطباء بتر قدمها اليمنى من أعلى الفخذ بعد فشل التدخلات الطبية كافة لإنقاذ قدمها، جراء تعرضها لإصابة بالغة بفعل إصابة من أحد الأسياخ الحديدية داخل قدمها لشدة الانفجار، لتجد نفسها بساق واحدة.
لم تفقد سيلا قدمها فقط بل فقدت عائلتها بأكملها، والدها والدتها شقيقاتها الثلاثة، وأكبرهم فرح (17عامًا) وصبا (6 أعوام) وليلي (عامان ونصف)، وجعلها تكابد قسوة الحياة التي تركت جرحًا عميقًا داخلها، وجعلها تدرك كل ما يدور من حولها، وتتماسك وتمسك بخيط رفيع يمكن أن يعيد لها الحياة من جديد بالوقوف على قدميها.

وحيدة في رحلة قاسية
وتعيش الطفلة سيلا، مع جدتها وخالتها في حي التفاح شرق مدينة غزة، بعد أن شُطبت عائلتها بأكملها من السجل المدني، حيث يعتنيان بها ويحاولان تخفيف وطأة الفقد عليها، لكنهما يعرفان بأن ذلك يعد بالمهمة الشاقة، وأكثر ما يؤلمهما عندما يصطدمان بالأسئلة التي تطرحها عليه في كل يوم وتسألهما عن والدها ووالدتها وشقيقاتها، ولا يملكان إجابة لها.
وتبقى الطفلة سيلا، التي كانت ضحكاتها تملأ المكان، تنظر بحيرة وألم إلى قدمها المبتورة، وتدخل في حالة من البكاء الشديد والحزن العميق، متسائلًة: "أين ذهبت؟ كيف سأتمكن من اللعب مع أصدقائي؟ كيف سأتمكن من الذهاب إلى مدينة الألعاب وشاطئ البحر مع جدتي وخالتي".
تقول سيلا ببراءة الأطفال: "ماما وبابا وفرح وصبا وليلى استشهدوا وبقيت أنا وحيدة، هم الآن في الجنة، لكن أنا اشتقتلهم، بدي ألعب معهم"، وتضيف" أنا بطلت أقدر ألعب مع بنات خالتي نفسي أمشي بدون عكاز، وألعب وأجري معهم زي ما كنا قبل".
وتقول ياسمين الغفري، خالة سيلا، وهي تنظر إلى الطفلة بعيون مليئة بالحسرة: "بدأت معاناة سيلا حين دمر الاحتلال منزلهم، وقتل كل من كان يتواجد فيه.. والدتها ووالدها وشقيقاتها، وخرجت من تحت الركام مصابة بجروح وحروق بالغة في قدمها اليمنى، ولم تكن هناك إمكانيات طبية كافية لعلاجها بسبب كثرة الإصابات في ذروة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة".
وتضيف ياسمين: "لم يكن لدينا خيار سوى البتر من أجل إنقاذ حياتها التي كانت مهددة بعد أن وصلت الغرغرينا إلى ساقها بالكامل، لقد عانت الأمرين وواجهت الموت، ومنذ الحادثة التي تركتها تواجه الحياة بقدم واحدة، وبدون عائلتها، تعيش في حالة نفسية صعبة حتى أنها تستيقظ خلال الليل تبكي وتبحث عن عائلتها، ولكن كل ما نملكه هو تهدئتها".
ولفتت إلى أن سيلا تتدرب اليوم على استخدام الطرف الصناعي داخل مركز الأطراف الصناعية التابع لبلدية غزة، على أمل أن يساعدها على استئناف طفولتها المتعطلة، بالإضافة إلى أنها تعمل على إتمام إجراءات سفرها إلى الخارج من أجل العلاج وتركيب طرف صناعي، لتعود إلى المشي بشكل يساعدها في حياتها.
كابوس حقيقي
الساعة الثانية عشرًا ظهرًا من يوم السابع والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر 2023 كانت كفيلة بتغير مجرى حياة الطفل مصطفى نصر البالغ من العمر (13 عامًا) بعد ما حول صاروخ إسرائيلي استهدف منزل خاله الذي نزحت إليه عائلته في بداية الحرب على قطاع غزة إلى كومة من الركام، ليجد نفسه في كابوس حقيقي.
بعدما استفاق مصطفى من حالة الإغماء التي تعرض لها من شدة القصف بدأ يدرك ما يدور من حوله وسط الغبار والركام الذي يحاصره من كل اتجاه، أخذ يتفحص جسده النحيل الذي لم يكن يشعر به وغير قادر على تحريكه، ليصاب بالصاعقة بعدما لم يجد قدمه اليسرى فيما كانت قدمه اليمنى قد وقع عليها عمود خرساني كبير ولم يستطع إخراجها ليدخل في موجة من البكاء والمناداة على والده والدته ويردد "أين ذهبت قدمي، ما حصل لجسدي؟".
وتمكنت طواقم الدفاع المدني والإسعاف بعد عمليات حثيثة من رفع الأنقاض التي استمرت لساعات من استخراج ما تبقى من جسده، عندها قرر الأطباء وفي مكان الإصابة بتر قدمه اليمنى أمام أعينه بدون تخدير لعدم توفره وقلة الإمكانيات الطبية، ليتم نقله إلى المستشفى وعلى إثر إصابته دخل في غيبوبة استمرت ليوم ونصف وبعد استفاقته وجد نفسه أمام حياة جديدة صعبة بدون أطراف سفلية تعينه على تلبية احتياجاته.
كان مصطفى يعيش مع أسرته الصغيرة المكونة من 5 أفراد في منزله في منطقة جباليا النزلة شمال قطاع غزة، لكن الصواريخ الإسرائيلية التي خطفت قدميه خطفت أيضًا شقيقته الصغرى سيلا (6 أعوام) وكذلك مجموعة من أقاربه، فضلًا عن إصابة والدته والده وشقيقه الذي يكبره سنًا بجروح بالغة، تعافوا منها بعد المكوث في المستشفى لعدة أيام.
وخضع مصطفى لعدة جلسات تأهيلية وتدريبية على الطرف الصناعي، في مركز الأطراف الصناعية التابعة لبلدية غزة، وفي الوقت ذاته ينتظر دوره للسفر للعلاج بالخارج.
والدة الطفل مصطفى، تقول وهي تراقبه بعيون متحسرة: "بعد الحادثة المؤلمة التي تعرض لها حُرم من أحلامه وطموحاته، والآن لا يستطيع ممارسة هوايته المفضلة منذ صغره بلعبة كرة القدم، إذ باتت هذه الطموحات غير ممكنة بعد بتر قدميه، إضافة إلى ذلك أنه ليس باستطاعته ممارسة أبسط مهام حياته اليومية".
وتتساءل: "ما الذنب الذي اقترفه مصطفى لكي يدمر مستقبله قبل أن يبدأ؟"، مشيرةً إلى أن ما يضاعف من معاناته هو افتقار قطاع غزة لأدنى المقومات الأساسية المتعلقة بتركيب الأطراف الصناعية التي تعطي بصيصًا من الأمل للمبتورة أطرافهم في ظل ارتفاع أعدادهم جراء الحرب الإسرائيلية على القطاع.
يصف الطفل مصطفى الذي كان يجري ويلعب مع أصدقائه في جباليا شمال غزة قبل الحرب، العيش بدون أطراف بأنه شعور صعب لا أن يمكن أن يعيشه الإنسان، لأنه ليس من السهل عليه أن يبقى حبيس كرسي متحرك طوال حياته، ولكنه يقول: "لا يوجد خيار لدي سوى مواصلة طريقي بكل ما أملك من قوة من أجل التعود على وضعي الحالي".
ويضيف "بعد الإصابة أول ما جاء في بالي أني لن أتمكن من المشي ولعب كرة القدم التي أمارسها يوميًا في الحارة وفي النادي الذي التحقت به قبل الحرب، ولم أعد أستطيع اللعب مع أصدقائي بسبب إصابتي، ولم يعد لدي أي شيء".

حلم مبتور
شهد طافش (15 عامًا)، فقدت هي الأخرى قدمها اليسرى وتعرضت قدمها اليمنى إلى جروح عميقة، وتهتك في العظام في شهر كانون الأول/ديسمبر 2024، ومنذ ذلك اليوم، ما زالت غير قادرة على استيعاب ما حدث معها، ولم يخطر في بالها أبدًا أنها ستعيش مثل هذه الظروف القاسية.
في يوم الرابع عشر من كانون الأول/ ديسمبر 2024 كانت تجلس شهد في الغرفة الخاصة بهم في مركز الإيواء داخل مدرسة العائلة المقدسة بالقرب من ملعب فلسطين وسط مدينة غزة بعد نزوحهم إليها، برفقة والدتها وشقيقاتها، ولكن بدون سابق إنذار باغتهم صاروخ إسرائيلي لمكان تواجدهم ليحوله إلى مشاهد من الدماء والأشلاء، حيث استشهدت والدتها بالإضافة إلى طفلة صغيرة كانت تتواجد بجوار غرفتهم، فيما أصيب العشرات من المواطنين بجروح مختلفة.
لم تستطع شهد تمالك نفسها بعد ما شاهدت قدمها بجوارها على الأرض والدماء تغطي المكان، وسط حالة من الصراخ، خصوصًا بعد ما تم فصل قدمها عن جسدها داخل سيارة الإسعاف أثناء توجهم للمستشفى التي مكث فيه لمدة 40 يومًا، وخضعت خلالهما إلى عدة عمليات جراحية خصوصا لقدمها اليمنى.
ومنذ تعرضها للإصابة، لا تتوقف شهد عن البكاء من شدة الألم، فلم تعد حياتها كما كانت؛ وهي بحاجة إلى علاج طويل ومكثف للتأهيل، حيث أصبحت منطوية، لا ترغب برؤية أحد، رغم محاولات العائلة المستمرة في عدم تركها تلبية طلباتها كافة.
وتعيش شهد حياة صعبة في النزوح القسري داخل مركز الإيواء التي ما تزال تتواجد فيه مع عائلتها بعد أن دمر الاحتلال منزلها في منطقة الجلاء وسط مدينة غزة، حيث يفتقر كغيره من المراكز إلى أبسط مقومات الحياة، حيث غياب المسكن المناسب، والنقص حاد في المياه والغذاء، إضافة إلى انقطاع الكهرباء.
تمشي شهد اليوم وهي متكئة على عكازين اللذين باتا لا يفارقنها، وفي كل لحظة تحدق إلى مكان قدمها المفقودة بعينين تملؤها الدموع والتساؤلات، "حول ماذا يخبئ لها القدر حول مستقبلها وطموحاتها التي رسمتها في مخيلتها منذ نعومة أظفارها؟".
وتقول: "أثّرت الإصابة في كل تفاصيل حياتي، وأصبحت غير قادرة على تلبية احتياجاتي اليومية، شعرت بألم وضيق كبير في صدري بأن طموحاتي وحياتي انتهت في تلك اللحظة، لكني حمدت ربي أني ما زلت على قيد الحياة".
وتختصر شهد أمنياتها بكلمات "نفسي أسافر وأتعالج، وأركب طرف صناعي حتى أعيش حياتي كما كانت في السابق، وأنا بدون رجل ما بقدر أعيش، بدي أعرف أرجع أروح ع المدرسة، وأمشي، زي ما كنت قبل الإصابة".
وتتابع شهد التي تتلقى حاليًا علاجًا تأهيليًا على أمل أن يجري السماح لها بالسفر، بالقول: "أحلم منذ صغري أن أصبح طبيبة، سأركب طرفًا صناعيًا وسأعالج قدمي الأخرى، وسأواصل دراستي وطموحي الذي لن أتخلى عنه".

أعداد كبيرة
يؤكد الطبيب سامي أبو عويمر، مدير وحدة العلاج الطبيعي والتأهيل في وزارة الصحة في قطاع غزة، أن عمل الوحدة يتمثل في تقديم خدمات الأطراف الصناعية للأشخاص مبتوري الأطراف بشكل غير مباشر من خلال التنسيق مع المؤسسات الداعمة والشريكة التي تعمل في الأطراف الصناعية منها مركز الأطراف الصناعية التابع لبلدية غزة، ومستشفى حمد للأطراف الصناعية، ومؤسسة HI الدولية، مشيرًا إلى أن ارتفاع حالات البتر جعل تلك المراكز والمؤسسات لا تستطيع تلبية الاحتياجات اللازمة لمبتوري الأطراف في القطاع.
يوضح أبو عويمر لـ"الترا فلسطين"، أن الوزارة من أجل الوقوف على الأعداد الحقيقية للأشخاص مبتوري الأطراف، أطلقت رابطًا إلكترونيًا لتسجيل حالات البتر منذ نحو 7 أشهر، وسجل خلاله 3000 شخص فقط، والتقت اللجان المُشكلة من الوزارة والصليب الأحمر نحو 2000 منهم، لافتًا إلى أن هذا العدد غير رسمي لوجود عدد غير قليل تمكن من السفر إلى الخارج لتلقي العلاج، فضلًا عن أن هناك مشاكل تتعلق بالوصول إلى الإنترنت، وعدم معرفة كثيرين بوجود الرابط الإلكتروني".
ويشير إلى أن عدد حالات البتر قبل الحرب بلغت قرابة 2000 حالة، فيما بعد الحرب لا توجد معلومات دقيقة عن أعداد الأشخاص الذين بُترت أطرافهم خلال الحرب، لكن التقديرات تشير إلى أنهم ما بين 4 إلى 5 آلاف شخص، مبينًا أن الأطفال المصابين تتراوح نسبتهم ما بين 15- 20%، وهي نسبة مرتفعة لطبيعة الأطفال الذين يتميزون بمرحلة نمو معينة تتطلب عناية خاصة، ما زال منهم عدد كبير ينتظر دورهم بالسفر لاستكمال العلاج.
ويشدد على أن استخدام الاحتلال أسلحة خطيرة وصواريخ شديدة الانفجار وحارقة تسبب ذلك بإصابات بالغة لدى الأشخاص، فضلًا عن وقوع كميات كبيرة من الركام على الأطراف الأمر الذي أدى إلى تهتك العظام التي غالبًا ما تجعل إنقاذ الأنسجة والأوعية الدموية أمرًا صعبًا ويكون ذلك سببًا مباشرًا لعمليات البتر، لافتًا إلى وجود إصابات بتر متعددة، ومنها حالات معقدة، منها حالات بتر الأطراف العلوية أو السفلية، وحالات أخرى مزدوجة، بالإضافة إلى الحروق والتشوهات الناتجة عن استخدام تلك الأسلحة.
ويبين أن الأشخاص المصابين بالبتر يحتاجون إلى مرحلة تهيئة قبل تركيب الطرف الصناعي قد تستغرق من 3 إلى أربع 4 أشهر، تتخللها عملية تقييم كل حالة حسب وضعها الطبي، فضلًا عن فحص القوى العضلية للطرف المبتور، وحركة المفصل الموجود في الطرف المبتور، بعد ذلك تبدأ عملية أخذ المقاسات للطرف الصناعي المراد تركيبه، بعدها تبدأ عملية التأهيل، إذ يجري تعليمه كيفية استخدام الطرف الصناعي، وكيفية تحميل الأوزان، إلى حين وصوله إلى المرحلة النهائية التي يمكنه فيها الاعتماد على نفسه بالكامل.
وفي قطاع غزة يعمل مركز الأطراف الصناعية، والذي يتبع لبلدية غزة، الذي توقف عن العمل مع بداية الحرب في تشرين الأول/أكتوبر 2023، لكنه استأنف عمله بشكل جزئي في 22 تموز/يوليو الماضي، بتمويل من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ثم توسع العمل في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، فضلًا عن مستشفى حمد للأطراف الصناعية الذي خرج عن الخدمة مع بداية الحرب على قطاع غزة، وعاد للعمل مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار إلى حيز التنفيذ، وهو الذي انهار في منتصف آذار/مارس، بالإضافة إلى مؤسسة HI التابعة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي تقدم الخدمات والدعم والأطراف الصناعية، وبدأت العمل قبل نحو شهرين.
وبحسب الإحصائيات، فإن النسبة الأكبر من مبتوري الأطراف هم من فئة الأطفال، التي تتراوح نسبتهم ما بين 15 - 20% كما أن هناك من بينهم إصابات شديدة بحاجة إلى تأهيل طويل، ويتزامن ذلك مع محدودية المركز والمستشفيات التي تعمل في مجال الأطراف الصناعية، فضلًا عن شح كبير في المستلزمات الطبية والأدوية، ومع تدمير غالبية مستشفيات القطاع، وإنهاك المنظومة الصحية، نتيجة استهداف جيش الاحتلال المراكز الصحية والكوادر الطبية.
وتشير تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، إلى أنّ أكثر من ألف طفل في غزة أصبحوا مبتوري الأطراف منذ بدء الحرب الإسرائيلية في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، مؤكدةً على أنّ الحرب سجّلت أكبر مجموعة من الأطفال مبتوري الأطراف في التاريخ.
وأفادت منظمة "أطباء بلا حدود"، بأنّ مبتوري الأطراف في غزة معرّضون لخطر المضاعفات المميتة؛ بسبب الافتقار إلى العلاج والمستلزمات الطبية المناسبة، في ظل نقص في المعدات التي تفتقر إليها غالبية المستشفيات، فضلًا عن صعوبة السفر للعلاج بما يساعدهم على مواجهة التحديات الجسدية والنفسية.